السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

خواطر فضيلة د. على جمعة عضو هيئة كبار العلماء ثمرات رمضان

رمضان هو شهر القرآن، وشهر الصوم، وشهر الصدقات، وشهر القيام، وشهر القربات، وشهر الانتصارات، وينبغى أن يتأثر المسلم فى قلبه وروحه، وفى سلوكه وأخلاقه بهذه الخصائص فيتعلم من المدرسة الربانية ويستفيد من الشحنة الإيمانية ويتعرض للنفحات المباركة.  



يتعلم المسلم من رمضان التقوى، فيكون فى حذر شديد أثناء صومه من الاقتراب من الطعام والشراب والشهوة وكذلك من جميع ما لا يرضى ربه عنه، وبعد الإفطار يكون فى حذر شديد من الوقوع فيما يغضب الله، فهو يراقب الله ويملأ أوقاته بالطاعات. 

ولذا فالتقوى من ثمرات شهر رمضان والصوم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة :183] 

والتقوى فى لغة العرب: مشتقة من وقاه وقيًا ووقاية: صانه. من قبيل اشتقاق المصدر من الفعل على مذهب الكوفيين أو التقوى ليس بمصدر بل اسم كالعلم ويؤيده ما فى القاموس واتقيت الشيء وتقيته حذرته. وهناك معان كثيرة لها فى الشرع ذكرها العلماء لعل أبسطها : التباعد عن كل مضر فى الآخرة، وقد ذُكر فى معناها أيضاً: أنها عبارة عن حجاب معنوى يتخذه العبد بينه وبين العقاب، كما أن الحجاب المحسوس يتخذه العبد مانعًا بينه وبين ما يكرهه [أحكام القرآن للجصاص].

وهى سبيل الفلاح، فقال تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)  [البقرة : 189]. وهى كذلك من أسباب معية الله: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقِينَ)  [البقرة : 194]. وهى باب للتعرف على صفات الجلال لله سبحانه وتعالى، قال تعالى : (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ) [البقرة : 196]. 

وهى المعيار المعتبر للتفاضل بين الناس: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)  [الحجرات : 13]. والتقوى سبب لدخول الجنة قال النبى (ص) : «أكثر ما يدخل الجنة تقوى الله وحسن الخلق» [أخرجه الترمذى وصححه الحاكم]. وسبب لمحبة الله سبحانه وتعالى، فعن سعد بن أبى وقاص قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: «إن الله يحب العبد التقى الغنى الخفي» [أخرجه مسلم].