الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مجلس أمن  «مالوش لازمة»!

مجلس أمن «مالوش لازمة»!

عندما يتمكن كيان إرهابى من تفريغ قرارات أكبر منظمة دولية من مضمونها، فعلينا أن نقول على الدنيا السلام، فمن خلال دعم على طول الخط ومساعدات أمريكية غير مشروطة، استطاع هذا الكيان تحويل جميع القرارات الصادرة عن مجلس الأمن، إلى مجرد حبر على ورق، ساعده فى ذلك صوت واحد (ونعنى هنا به أمريكا) يتحكم فى منع إصدار قرار بوقف حرب الإبادة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى الشقيق فى غزة، (حسب ما صرح به الرئيس البرازيلى لولا داسيلفا)، وهذا ما جعل القصف والتجويع ومنع الغذاء والدواء واستهداف النساء والأطفال والشيوخ مستمرا منذ خمسة أشهر وحتى الآن، يحدث هذا فى ظل انعدام تام لجميع المبادئ الإنسانية، التى جعلت أطفال فلسطين يتعرضون للجوع، فى الوقت الذى يشاهد فيه العالم هذه المأساة دون أن يحرك ساكنا، حتى فى الهيئة أو المنظمة (سمها كما تشاء) المعروفة بمجلس الأمن، تترصد له أمريكا فى أى قرار يدين دولة الكيان الإرهابي، فحق الفيتو الأمريكى يلاحقه ويترصد له، ويجعل من أى قرار مجرد أضحوكة أو ملهاة رديئة الصنع، تثبت للقاصى والدانى ازدواجية وانتقائية المعايير والمقاييس، التى من خلالها يصدر هذا المجلس قراراته. مما يؤكد أن هذه القرارات تنتهك قبل أن يجف حبرها، هذا ليس كلامي، بل كلام الأمين العام لمنظمة للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) وبالتالى لم يعد علينا أن نعتمد على مثل هذا المجلس الذى وضعت مشاكل وأزمات المجتمع الدولى بين يديه، لفقدانه العدل والمنطق والحيادية فى تناوله لأى مشكلة، واستعاض عنها باستخدام لغة المصالح والأهداف الخاصة، التى تخدم بعض الدول الكبرى دون غيرها، وهذا تحديدا ما يجعلنا نطالب بضرورة مراجعة القوانين المنظمة لمثل هذا المجلس، الذى جعل دولة مثل أمريكا تتلاعب به وبقراراته وفق رغباتها ومصالحها ومصالح الدول والكيانات التى ترتبط بها، فهى وحدها دون غيرها من بيدها منح صكوك الغفران والدمار وضمان عدم العقاب لمن تريد، كما يجب النظر فى ما يسمى حق الفيتو، لأنه فى الحقيقة حق يراد به باطل، حيث يجب أن تتساوى جميع الأصوات مع بعضها البعض، دون منح أفضلية لدولة على أخرى، لأن الحديث عن دول كبرى أو صغرى لم ولن يقدم أى جديد، إذا كنا نريد مجتمعًا دوليًا يتسم بالعدل والمساواة.



 أعلم كما يعلم غيرى أن إجراء أى إصلاح أو تعديل على مجلس الأمن يتطلب موافقة ثلثى الدول الأعضاء على الأقل فى تصويت (انتخاب) فى الجمعية العامة ويجب أن يصدَّق عليه من قبل ثلثى الدول الأعضاء. وأن يوافق عليه جميع الأعضاء الدائمين فى مجلس أمن الأمم المتحدة (الذين يتمتعون بحق النقض) وهو أمر ليس بالهين، ولكن الظروف والواقع الحالى المعاش، أثبت أن هذا الإصلاح لابد له أن يتم، إذا كنا ننشد عالمًا يسوده الحب والتسامح والعدل، لأن هذا المجلس صاغ قوانينه وميثاقه المنتصرون فى الحرب العالمية الثانية وفقا لمصالحهم، مخصصين لأنفسهم مقاعد دائمة وما يرتبط بها بحق الفيتو، بات يتطلب تعديلاً عاجلاً على الميثاق المنظم لعمله.. خاصة إذا علمنا أن هناك العديد من الدول، ممن تفوق مكانتها واقتصادها وتأثيرها، على دول تتمتع بالعضوية الدائمة غربت عنها الشمس وعن إمبراطوريتها، وهناك قارات يجب أن تمثل بعضوية دائمة داخل هذا المجلس، مثل قارتنا الأفريقية التى نهبت بعض الدول ذات العضوية الدائمة ثرواتها، لذلك ليس من العدل أو الطبيعى أن تتسع عضوية الأمم المتحدة، فى حين أن مجلس الأمن يكتفى بعضوية الدول الدائمة وباقى الأعضاء غير الدائمين وغير المؤثرين فى صنع القرار.

أقول قولى هذا لعل المجتمع الدولى يصحو من غفوته التى فرضتها عليه أمريكا، التى تريد أن تسير العالم كما تشاء، وتقدم الدعم لدولة جميع قادتها مجرمو حرب سواء فى الزمن السابق أو الحالي، وما يحدث فى قطاع غزة لخير دليل، ولحين حدوث ذلك سيظل هذا المجلس ليس له من لازمة على الأقل من وجهة نظرى.