السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أحمد شوقى العطار.. رحيل بلا وداع!

فى هدوء شديد رحل الزميل الصحفى أحمد شوقى العطار بشكل مفاجئ دون صخب.. تماما كما كانت مسيرته، شوقى كما نناديه فى «روزاليوسف» يدخل مكتبه فى هدوء يمكث بالساعات الطويلة على جهاز الكمبيوتر، تجده يلقى محاضرة أونلاين، أو مشغول فى كتابة مقال.. وربما يراجع أحد فصول كتابه الذى أصدره قبل حوالى عام بعنوان « الخلافة الرقمية.. كيف أسس داعش دولته على الإنترنت».



الصدمة التى ألمت بنا نحن أصدقاؤه وزملاءه تكمن فى وفاته شابًا.. أو ربما نعتقد أننا لا نزال فى طور الشباب! 

التحق شوقى بمجلة روزا قادما من عالم الفن بعد ثورة يناير.. حكى لى أنه أحب الصحافة وترك الفن من أجلها، فهو خريج معهد الفنون المسرحية.. عمل فى قسم الفن، ثم التحقيقات الاستقصائية، قبل أن يتخصص مؤخرا فى الصحافة البيئية.. تولى رئاسة تحرير جريدة الصباح، وحصل على العديد من الجوائز المحلية والدولية، حيث حصد جائزة التفوق الصحفى من نقابة الصحفيين، وجائزة أريج للصحافة الاستقصائية وغيرهما.

كان اهتمامه فى السنوات الأخيرة بملف التغيرات المناخية، وعمل على تأسيس منصة أوزون المتخصصة فى قضايا تغير المناخ بالشرق الأوسط والذى ترأس تحريرها حتى وفاته.

تزاملت مع أحمد شوقى فى برنامج صباحك يا مصر والذى قدمته الإعلامية جيهان منصور قبل أكثر من عشر سنوات تحديدا عام 2012 على شاشة دريم، بخلاف زمالتنا الممتدة فى مؤسسة روزاليوسف.

رحيله المفاجئ أعاد أمامى شريطًا من الذكريات وتذكرت خلالها الزميل العزيز طارق مصطفى والذى رحل أيضا قبل أقل من عام بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار.. كنا مجموعة من الشباب تضم مصطفى ماهر، محمد عادل، جرجس فكرى، ثم انضم أحمد شوقى، وأحمد عبداللاه، وعمرو الأنصارى.. عملنا معا تحت قيادة الأستاذ العزيز أسامة سلامة الذى تولى رئاسة تحرير مجلة روزاليوسف بعد الراحل والمعلم عبدالله كمال ناظر مدرسة روزا الحديثة الذى فتح الباب لجيل كامل من الشباب.

رحيل أحمد شوقى فتح الباب لتساؤلات بلا إجابة.. عن الموت بلا مقدمات، والصراع بلا فائدة، كيف نستقبل اليوم التالى للوفاة.. ونعى الأصدقاء على صفحاتهم الذى سينتهى بعد أقل من 24 ساعة فى حياة لا تتوقف كما قال الروائى إحسان عبدالقدوس عقب وفاة والدته روزاليوسف، حين كتب إحسان مقالاً تحت عنوان «الحياة لن تتوقف»!

 قد يظن البعض أنها قسوة قلب، لكن حينما تتابع ما كتبه تدرك الكثير من المعانى، قال إحسان: وقمت أسير فى العالم الآخر الذى أعيش فيه مع أمى.. وخرجت من الشرفة.. فوجدت مفاجأة كادت تخلع قلبى، لقد رأيت رجلا يسير فى الشارع ومركبًا تطفو على سطح النيل وعربة محملة بالخضار وورودًا جميلة فى الحديقة المجاورة.. وطلبة وطالبات وبائع جرائد يصيح .. صباح الخير!.. إننا لسنا فى العالم الآخر .. إن الحياة لم تتوقف، وعدت من الشرفة لأبحث عن أمى وأبشرها بأن الحياة لن تتوقف.. إن بابها مغلق.. أغلقوه بالمفتاح حتى لا أصل إليها!.. ووقفت طويلا أمام الباب.. ثم أقنعت نفسى.. أقنعت نفسى أنها ماتت.. أمى ماتت!

وكما أحب شوقى الفن والصحافة.. حرص أصدقاؤه من الوسط الفنى والصحفى على الصلاة عليه من مسجد مصطفى محمود وتوديعه فى رحلته الجديدة التى ندعو الله أن تكون رحلة ناجحة _ كما كانت حياته_ فى جنات النعيم وأن يصبر أسرته الصغيرة والكبيرة على آلام الفراق.