الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
جميعهم مجرمو حرب

جميعهم مجرمو حرب

كثيرة هى المجازر التى ارتكبت فى حق الشعب الفلسطينى الشقيق، وما يحدث الآن فى غزة من المجرمين الصهاينة ليس بجديد على هذا الكيان الإرهابى، ونتنياهو لن يكون المجرم الأول أو الأخير بين قادته، فهناك تاريخ إجرامى طويل يتميزون به، وهذا ما تجلى بوضوح فى مجزرة حيفا الأولى التى وقعت فى 06/03/1937م فى سوق حيفا، حيث ألقى إرهابيو عصابتى (الإتسل وليحى) قنبلة على سوق حيفا، مما أدى إلى استشهاد 18 مواطنًا فلسطينيًا، وأصيب نحو 38 آخرين بجراح، ثم وقعت مذبحة بلدة الشيخ فى 12 يونيو عام 1939 التى شهدت هجوم عصابة الهاجاناه البلدة، مختطفة خمسة من سكانها ثم قامت بقتلهم، ثم تعددت المجازر والمذابح التى استشهد خلالها وجرح الكثير من الفلسطينيين، حتى وقعت مجزرة دير ياسين فى التاسع من أبريل عام 1948 التى تعد من أبشع جرائم الحرب والإبادة والتهجير القسرى، التى ارتكبتها عصابات (الأرجون وشترين الصهيونيتان)، هذه المذبحة تحديدا شهدت أكبر عدد من الشهداء (وصل عددهم إلى 360 شهيدا) كان أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ بخلاف الجرحى، دون تمييز بين الأطفال والشيوخ والنساء، كان من ضمن مدبرى هذه المذبحة كل من مناحم بيجين وإسحاق شامير (كلاهما تولى رئاسة وزراء إسرائيل فيما بعد، بيجين الفترة ما بين 1977_1983، شامير من 1983 حتى 1992) بل إن بيجين تم تكريمه بحصوله على جائزة نوبل للسلام.. هناك بطل آخر حصل على تكريم أيضا وهو مجرم الحرب (بن تسيون كوهين) الذى قاد بنفسه تنفيذ المجزرة. حيث قال فى شهادته عن تلك الجريمة: (لو كان هناك ثلاثة أو أربعة مجازر أخرى مثل دير ياسين فى فلسطين فى ذلك الوقت، لما بقى أيّ عربى فى البلاد).. بالمناسبة هذا المجرم صرح قبل وفاته بأنه لم يشعر يوما بالندم على ما ارتكبه من جرائم فى دير ياسين.



تلك بعض من كل من جرائم ومذابح قادة إسرائيل فى الزمن السابق، ولكن فى الزمن الحالى ارتكبت أيضا مجازر جميعها ترقى إلى جرائم الحرب التى يشجبها القانون الدولى العام وكذلك الإنسانى، والتى بسببها وقعت معاهدات تمنع مثل هذه الجرائم، ولكن يبدو أن قادة دولة الكيان عبر الزمان يتوارثون الفعل ذاته، ولذلك وقعت مجزرة مخيمى صبرا وشاتيلا التى اختتم بها المجرم (أرييل شارون) تاريخه العسكرى فى منصب وزير للدفاع فى عام 1982، حيث ساهم بالدور الأكبر فى تلك المجزرة، حين سمح لقوات ميليشيات حزب الكتائب المتحالفة مع دولة الكيان، بالتسلل إلى مخيمين للاجئين فى بيروت لقتل مئات اللاجئين الفلسطينيين، فى ظل تطويق كامل للمخيمين من قبل القوات الإسرائيلية، والتى نتج عنها مئات الشهداء بخلاف آلاف الجرحى، ورغم أن تلك المذبحة لاقت إدانة دولية واسعة، بل وخرجت مظاهرة حاشدة هى الأكبر فى تاريخ إسرائيل ضمت نحو 400 ألف شخص للتنديد بالمذبحة، لكن شارون رفض الاستقالة من الحكومة التى أدانته هو وبعض قادة قواته فى لبنان، مما اضطر رئيس الوزراء الإسرائيلى إلى إزاحته من منصب وزير الدفاع إلى وزير بلا حقيبة، وغيبته الإصابة بسكتة دماغية، لم يفق منها حتى وفاته فى يناير 2014.

الأخذ بمنهج المجازر المتوارث عبر الأجيال منذ نشأة هذا الكيان، المطرود من جميع الدول الأوروبية، عقب الحرب العالمية الثانية، كان لا بد أن يستمر لضمان البقاء حتى لو كان على حساب شعب آخر، وهذا ما جعل مجرم الحرب الجديد بنيامين نتنياهو هو وباقى أفراد عصابته المجرمة من أمثال(بين غفير وجالانت وسموتريش وباقى الزمرة) يصرحون بزهو عقب حربهم على قطاع غزة، بأنهم يقاتلون حيوانات بشرية، وأن حقهم فى الحياة يفوق حق العرب الفلسطينيين، وأن العودة إلى سياسة الاغتيالات أمر مشروع، وأن إقامة الحواجز ومنع الفلسطينيين فى الأراضى المحتلة من التنقل، لجعلهم سجناء لا يعد ممارسة عنصرية، وأن الدعوة إلى «الترويج لهجرة» الفلسطينيين من قطاع غزة يعد حلا صحيحا وعادلا وأخلاقيا وإنسانيا، وأن قصف المستشفيات والمساجد والكنائس وقتل المدنيين إن تم، فقد كان بدعوى الدفاع عن النفس، فليس هناك من حرب إبادة أو مذابح أو أرقام صحيحة عن القتلى والجرحى كما يدعى الفلسطينيون، فجميعها أرقام مفبركة.

أكاذيب ومبررات وتصريحات تطلق لمجرد عدم كشف الحقيقة التى بات العالم كله يعلم حقيقتها، حتى تنفى عن هؤلاء القتلة، جميع الجرائم، التى تأكد أنها تندرج تحت جرائم الحرب التى يستحق مرتكبها العقاب، ولكن عندما تسقط الأقنعة الكاذبة عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان الذى تدعيه دول الغرب، تسقط أيضا مثل هذه الجرائم ويفلت مرتكبوها من العقاب، طالما يشاهد قادة هذا الغرب تلك المأساة، التى يتعرض لها شعب يطالب بحق البقاء فى وطنه وإقامة دولته.. وطن انتزعه منه مجرم وبلطجى يتولون هم وليس غيرهم رعايته، ويرسخون من خلاله توارث إفلات مثل هذه النوعية من المجرمين من العقاب، لأنهم وبصريح العبارة هم من يحددون دون غيرهم، من هو مجرم الحرب الذى يستحق العقاب، ومن هو خادمهم الذى يحقق لهم أغراضهم، (فيصهينون) عن عقابه.