الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
نصيحتى إياك والنصيحة نصيحتى ألا تستجيب للنصيحة

نصيحتى إياك والنصيحة نصيحتى ألا تستجيب للنصيحة

هذا فى تصورى أهم ما يمكن أن نطلبه من «حسام حسن» المدرب الوطنى الجديد للمنتخب المصرى واللاعب السابق الرائع وخاصة نصائح الذين بادروا بمساندته ودعمه وهللوا بقدومه الميمون – رغما عن أنف المعارضين والمغرضين– وأعلنوا أن عصرا ذهبيا جديدًا من الإنجازات الكروية المبهرة سوف تشهده الجماهير الغفيرة المتعطشة إلى الانتصارات وحصد البطولات الكروية المتتابعة إفريقيًا وعالميًا.. ذلك أن هؤلاء الذين سوف يتبارون إلى مناداته بكبح جماح انفعالاته الصاخبة وانفلات أعصابه الملتهبة التى تتصل بالصراخ فى لاعبيه المقصرين أثناء المباريات والاشتباكات العاصفة مع حكام المباريات والجماهير الغاضبة عند الهزيمة والإخفاق ومجابهة «الفار» الظالم واتحاد الكرة الساكت عن الحقوق المهدرة.. فيطالبونه بالهدوء والكياسة واللباقة والتريث والمرونة والتراجع عن الصدمات النارية.. ومخاطبة ود المتفرجين.. ويقترحون عليه أن يبادر فى أول مباراة يقودها أن يصعد إلى المدرجات ويصافحهم ويعانقهم واحدًا تلو الآخر فى ترحاب وبشاشة وتواضع وعليه أن يستقبل «محمد صلاح» عند عودته بحفاوة بالغة ويعتذر له عن تصريحاته السابقة التى أعلنها المتصلة برفضه الانضمام إلى المنتخب عقابا له على ذهابه للعلاج فى «لندن» ويا حبذا دعوته إلى مأدبة عشاء فاخرة عامرة بأطيب الطعام وخاصة تلك المحروم منها فى الخارج كالملوخية بالأرانب والمحاشى والحمام بالفريك وفتة الكوارع.. وعليه أن ينتهز الفرصة ليؤكد للمدعوين أنه يتشرف بالتعاون المثمر مع أيقونة الكرة المصرية والعالمية.. وأعظم من أنجبتهم ملاعبنا فى تاريخها الطويل.. هؤلاء الجهابذة المؤيدون والمناصرون لـ«حسام» فى المرحلة التالية سوف يقحمون أنفسهم فى ترشيح اللاعبين الأجدر بتمثيل المنتخب واستبعاد الآخرين الذين ظهروا مع المدرب الأجنبى بمستوى غير لائق من وجهة نظرهم.. وتسببوا فى خروجنا المهين من بطولة الأمم الإفريقية.. كما أنهم سوف ينصحونه بأفضل خطة جهنمية للفوز فى المباريات. 



والحقيقة بما أننا شعب التناقضات وأنصار النقد الأخرق وأرباب الازدواجية.. فهؤلاء المداحون المخلصون يتحولون من النقيض إلى النقيض.. فبمجرد أن تبدأ الفعاليات وعند التأثر بأول إخفاق بالتعادل أو الهزيمة فى مباراة حتى ينحرف هؤلاء إلى الاتجاه المعاكس فيصفون المدرب الوطنى بكل النقائص والسلبيات التى تشمل اختياراته الخاطئة فى التشكيل وفقره التكتيكى وتهافت خططه وفقدانه الحماس والحمية والروح الوطنية التى كانت تميزه نتيجة إحساسه بأن الاتحاد لم يلجأ إليه إلا بسبب أزمة الدولار ومن ثم فقد انصاع لرغباتهم وتعليماتهم صاغرًا وفقد قوة شخصيته وعناده بالإضافة إلى رضوخه لتدخلات «محمد صلاح» الذى فرض سيطرته عليه فى كل التفاصيل.. وكان أولى به أن يخرجه من الملعب ويستبعده من التشكيل لضعف قدراته وأدائه الباهت وخوفه من الإصابة.. ومن ثم فإنهم يطالبون فى البرامج الرياضية التى تستضيفهم وفى كل وسائل التواصل الاجتماعى بإقالته فورًا وعودة المدرب الأجنبى من جديد.. ويحرضون الجماهير الغاضبة على الهتاف المتواصل «مدرب أونطة.. اطلع برة» على غرار صيحات جماهير السينما عند عدم إعجابهم بالفيلم المعروض فيصيحون «سيما أونطة.. هاتوا فلوسنا».