الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
هتلر العصر الحديث

هتلر العصر الحديث

بين الوقت والآخر، يبتلى العالم بشخصيات لديها رغبة جامحة فى الوصول إلى أعلى المناصب، رغم أن شخصية وعنصرية ومؤهلات أغلبهم السياسية والنفسية، لا تتناسب مع ما يصبون إليه، خاصة أن أمثال هؤلاء يتملكهم إيمان مطلق بعدم المساواة بين الأعراق والأمم والأفراد كجزء من نظام طبيعى غير قابل للتغيير، قائم على توجه شوفينى مبنى على نظرية النقاء العرقى التى تقسم البشر إلى قسمين: بناة الحضارة ومحطميها، دليلى على ذلك الابتلاء الذى أصاب العالم، تجسد فى النازى أدولف هتلر، الذى تسبب بديكتاتوريته وأطماعه فى اندلاع الحرب العالمية الثانية، التى راح ضحيتها ما لا يقل عن 60 مليون نسمة، وهى ذات الحرب التى انتهت بهزيمة قواته، ثم انتحاره مع عشيقته إيفا براون وكلابه فى مخبأ تحت الأرض، حتى لا يتم اعتقاله على يد القوات السوفيتية آنذاك.



ما حدث مع هتلر سابقا يتكرر بنفس شروطه ومواصفاته حاليا، من قبل هتلر العصر الحديث بنيامين نتنياهو رئيس العصابة (أقصد الوزراء) الإسرائيلى، الذى يمارس هو وأعضاء فريقه المهووسون بالدماء والضغينة كل الجرائم، ضد كل ما هو فلسطينى، من خلال مذابح ترقى إلى الإبادة الجماعية، حسب تعريف القانون الدولى والإنسانى، الذى يعرفه العالم كله، باستثناء بعض الدول التى دأبت على الحديث عن حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية واحترام رأى ومعتقد الآخر، هذه الدول (تعامت) عن قصد وتعمد عن رؤية القتل الوحشى للأطفال والنساء والتجويع الذى يمارسه هتلر الجديد على قطاع غزة، دون وازع من ضمير أو شرف وإنسانية، فلم يسلم إنسان أو طفل أو مسجد أو كنيسة من جرائم الدمار والحرق الذى يمارسه مرتزقة هذا الكيان المغتصب للحق والعرض والأرض، حتى المستشفيات التى تداوى المرضى والجرحى من جراء هذا العدوان الغاشم لم تسلم من عدوانهم البرى والبحرى والجوى الذى يتم فى حق الشعب الفلسطينى، علما بأن نفس هذه الدول سبق أن وقفت ضد هتلر الزمن القديم أثناء الحرب العالمية الثانية، ولكنها اليوم تقف فى ظهر هتلر الزمن الحديث، لذلك يرتكب مذابح وإراقة دماء وقتلا ونهبا وإبادة، تفوق بكثير المحرقة التى تعرّض لها اليهود من النازية فى ثلاثينيات القرن الماضى، وهذا ما يجعلنى أقول بعلو الصوت: ما الفرق بين هتلر ونتنياهو؟، المؤكد أن الإجابة ستكون: ليس هناك من فرق يذكر.. رغم أن ألمانيا فى زمن هتلر لم يؤيدها أحد فى عدوانها، أما هتلر الكيان فيجد دعم العديد من دول الغرب الكبرى، سلاحا وعتادا وأموالا ومرتزقة ثبت وجودهم داخل أفراد الجيش الإسرائيلى، دعمًا ليس له من مثيل للحفاظ على وجود ذلك الكيان المدلل، الغريب أن تلك الدول أيضا هى نفسها من سكب قادتها (وليس شعوبها) الدموع على نساء وأطفال ومدنيى أوكرانيا، ولكنهم اليوم يشاهدون ويستمتعون بقتل أكثر من 100 ألف شهيد وجريح من أبناء الشعب الفلسطينى، على يد رئيس عصابة يأتمر بأوامرهم وينفذ مآربهم فى المنطقة، لهذا يتعنت ويرفض وقف إطلاق النار، ولا يستجيب لأى مبادرات فى هذا الشأن.. حتى ما صدر من قرارات من قبل محكمة العدل الدولية بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لمنع ارتكاب أى ممارسات من شأنها أن تدخل فى نطاق حرب الإبادة، لم يلتزم بها هذا النازى صفة وفعلا، ويكفى ما صرح به عقب صدورها: «إن التزام إسرائيل بالقانون الدولى لا يتزعزع. وبنفس القدر من الالتزام المقدس سنواصل الدفاع عن بلدنا والدفاع عن شعبنا». ولذلك ما زال جيشه الغاشم يقصف ويدمر ويقتل بدم بارد، مما يؤكد أن هناك إمعانا فى التدمير الممنهج للقطاع وخلق بيئة ملوثة طاردة للسكان.

من أجل هذا وغيره كثير، يستحق زعيم العصابة نتنياهو لقب ووسام هتلر العصر الحديث، الذى تفوق على أستاذه أدولف هتلر فى القتل والخراب والمذابح والدمار، ويرفض هو وعصابته وقف القتال، مثلما يرفض حل الدولتين المزعوم، الذى لم نر له وجودًا حتى الآن، ولهذا ننتظر ماذا سيحدث له عقب انتهاء هذه الحرب، بعد إخفاق حكومته الأمنى والاستخباراتى فى مواجهة المقاومة، لنعرف مدى الضرر الذى سيلحق بمستقبله السياسى، سواء بمحاكمته على توريط إسرائيل فى هذه الحرب، أو حتى بإنهاء حياته منتحرا كما فعل مثله الأعلى هتلر. وإن كنت أشك فى ذلك لأن جلده سميك.