الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه.. طوفان تكساس

عكس الاتجاه.. طوفان تكساس

فى مثل هذا الشهر من العام 1862 اندلعت الحرب الأهلية - الأولى- فى الولايات المتحدة الأمريكية، ونحنُ الآن على مشارف الحرب الأهلية الثانية وربما لنفس الأسباب: -تهريب وتجارة مخدرات ورقيق- ها هى ولاية تكساس تعلن عصيانها وتُسَوّرُ حدودها بالأسلاك والبنيان العازلة وتستنفر جيوشها وتتحدى أوامر بايدن بإدارته وجيوشه وتغلق حدودها مع المكسيك لسبب ظاهر وهو منع تدفق اللاجئين، ولسبب باطن وهو منع تجارة الرقيق والمخدرات التى تمررها وتريدها إدارة بايدن الديمقراطية!



- وهل يرفض الجمهوريون (الترامبيون) تجارة المخدرات والرقيق؟

بالطبع لا، لكنها شرارة الحرب بين الحزبين اللدودين التى لامست نارها ثياب الشعب كله. 

هذا ما تشى به القراءة الأولى لعصيان ولاية تكساس وتحديها للإدارة الأمريكية، أما القراءة الأهم فهى فى كتابات مليارات البشر فى أربعة أرجاء الدنيا ابتهاجًا بذاك الخراب الذى سيعم على أمريكا وسيكفى شرها العالم وسيرغمها على الانكفاء على ذاتها وربما زوالها من وِش الأرض.

(يجب أن تنشط مراكز استبيان لحصر كتابات جماهير العالم فى شتى وسائل التواصل الإجتماعى فرحًا وسرورا لما يحدث فى أمريكا من محاولة انفصال بعض الولايات الجنوبية التى تقودها تكساس، وهو شبيه ما حدث فى 12 يناير من عام 1861 إذ ظلت الحرب مشتعلة أربع سنوات كاملة تم تدمير البنية التحتية فى البلاد ومات خلالها 750000 ألف جندى).

ملايين شعوب العالم التى انتفضت ولا تزال لنصرة غزة يعرفون أن أمريكا هى من أشعلت الحرب وبسلاحها تبيد الفلسطينيين وهى التى تغذى الكيان الصهيونى المحتل بالذخائر والأموال والجنود والفيتو، وهى التى خرّبت ودمرّت كل بلاد المنطقة بذات الطريقة، لذا كانت فرحة هذه الملايين على وسائل التواصل الاجتماعى أن يشاهدوا أمريكا وهى تشرب من نفس الكأس، حتى ولو شابت الحكاية بعض خيال وبعض أحلام وبعض أمانيْ، فلا ضير.

هل تنجح تكساس هذه المرة؟

المحاولة الفاشلة فى العام 2016 التى قامت بها تكساس لانفصالها عن الولايات المتحدة الأمركية خلفًا وتمثُّلًا لمحاولة بريطانيا الناجحة فى خروجها من الاتحاد الأوروبى وقتها، لم تقتل حلمها بالانفصال ولم تثنها عن عزيمتها هذهِ المرة التى تبدو فيها أكثر إصرارًا وهى تمثل سيناريو غزة أمام عينيها وحولها جماهير العالم، أو حولهما -غزة وتكساس- جماهير الكون يناصرونها على عدو واحد فى الشرق والغرب وهو أمريكا، وحتى اللحظة انضمت إلى تكساس 25 ولاية جمهورية تناصر انفصالها عن إدارة بايدن الفيدرالية وصار اسم الجمهورى حاكم الولاية Greg Abbott أشهر من بايدن وترامب الآن.

ترامب الذى صار ضد ترامب، عدو اللاجئين الذى يناصرهم فجأة ثم يرتد عليهم من جديد فجأة، ترامب زوج اللاجئة مالانيا وابن اللاجئين وهو أول من نادى وعمل ونفّذ أثناء ولايته السابقة ببناء سور عازل لمنع تدفق اللاجئين وهو الذى وعد أثناء أحد خطاباته الانتخابية الأخيرة هذا الشهر بعد طوفان الأقصى بطرد العرب وبطرد الأمريكان الذين خرجوا فى مظاهرات بواشنطن ونيويورك لنصرة غزة، ترامب تاجر الرقيق وعاشق النساء يناصر حاكم ولاية تكساس ويؤيده فى الانفصال بولايته، هو يريدها حربا مشتعلة حتى تؤول البلاد له.

اللافت فى الأمر هو اسم تلك الجماعة التى استنفرت همتها واستجمعت أفرادها وعدتها وأطلقت على نفسها اسم (جيش الله) أو (جيش الرب) وأعلنت الجهاد مع تكساس؟ هكذا؟ نعم هكذا.

من ناحية أخرى ستجد جماهير العالم كارهى أمريكا على السوشال ميديا لا تعنيهم كل تلك التفاصيل، ما يعنيهم هو إجابتهم عن سؤال: هل سينجح ترامب ومعه كل الولايات الجمهورية فيما فشلت فيه كورونا بتخريب أمريكا؟ كان الجيش الأمريكى فى العام 2020 هو أو متمردو كوفيد 19 برفض قطيع كبير من الجنود تلقى اللقاح رغم تهديدهم من إدارة ترامب وقتها بالمحاكمة وبالطرد من العمل، الجيش الأمريكى يعرف أن الصين بريئة من نشر الفيروس وأن الصين هى التى اتهمت اولا أمريكا بدس الفيروس فى معاملها مما تسبب فى قتل أول ثمانين ألف صينى، ثم توالى الموت والعزلة والخراب.

جماهير العالم كارهو أمريكا وضحاياها يتساءلون على السوشال ميديا؛ هل شارفت الإمبراطورية الأمريكية على الزوال؟ هل سلّم النظام العالمى الجديد رايته للأحدث منه، الصين مثلا؟ وهل سترسل الصين وروسيا أسلحة وذخائر وجنود لمناصرة تكساس ضد العدو الأمريكى المحتل -هكذا يكتب الناس على صفحاتهم- وربما بدلا من حديث «كوندوليزا رايس» القديم عن شرق أوسط جديد سيخرج من أربعة أرجاء المعمورة حديث ملىء بالتساؤلات عن غرب أمريكى جديد يكنس كل هذه الإدارات العنصرية المجرمة.

أسئلة مليئة بالغل وبالتشفى وبالأحلام وبالأمنيات غير المستحيلة تبحث عن إجابات.