الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مسئولية الكلمة.. محمد صلاح نموذجًا

مسئولية الكلمة.. محمد صلاح نموذجًا

كثيرة هى الكلمات التى يرددها البعض بين الوقت والآخر، وكثير منا من يفسرها حسب ما يرى طبقًا لتعليمه وثقافته ومجتمعه، وفى أحيان أخرى طبقا لغرضه وهواه، لذا تعد الكلمة رسالة إذا فقدت مصداقيتها تحولت إلى نوع من الأكاذيب والغش والخداع، وبالتالى فقدت دورها وتأثيرها بين الناس، ومن ثم فإنه يتعين على كل من يقول كلمة أو يصرح برأى أن يكلف نفسه عناء التفكير فيما يريد أن يقوله أولا، بعيدا عن الذاتية المفرطة أو الانسياق خلف تيار بعينه لتحقيق غرض أو هدف خاص، احتراما لأمانة الكلمة أو الرأى الذى يردده، التزاما بمصلحة الوطن الذى تنعمون بالعيش فيه.



السطور السابقة سببها أن البعض قد اعتاد خلال الآونة الأخيرة، بحكم أنه يمسك بميكروفون أو بقلم، أن يعطى لنفسه الحق فى توجيه سهام الانتقاد والتجريح، فى عباد الله دون علم أو تقصٍّ للحقيقة، اعتمادا على معلومات غير صحيحة أو مؤكدة، وفى أحيان كثيرة على أحلام وأوهام نسجها خياله، اعتقادا من هؤلاء أن هذا الأسلوب من الممكن أن يحقق لهم الشهرة والتنافس المحموم على سرعة الانتشار، خصوصا فى هذا الزمن الذى بات يسيطر عليه العديد من وسائل التواصل الاجتماعى، السريعة الانتشار والتأثير فى ظل هذه الظروف الاستثنائية التى يعانى منها العالم جميعا وليس مجتمعنا فقط. لهذا لم يستوعب عقلى تلك الحملة الممنهجة التى اتبعها البعض فى الهجوم على لاعبنا الكبير الشأن والقيمة محمد صلاح، تحت مزاعم أنه ادعى الإصابة للهروب من عدم تمثيل منتخب مصر فى بطولة الأمم الإفريقية الأخيرة، مفضلا تمثيل ناديه الإنجليزى، بحثا عن مصلحته الشخصية التى تحقق له الكثير من المال والثروات، وللأسف لم يدرك هؤلاء تأثير ما رددوه على جموع المصريين التى تهيم عشقا بصلاح، الذى اعتبروه مثل وقدوة لأولادهم، وفخر لمصر تتباهى به بين الأمم، الأمر المؤسف فى هذه الحملة أن البعض من هؤلاء سبق أن مارس كرة القدم، وبعضهم الآخر احترف فى الخارج، رغم أنه من وجهة نظرى كان احترافا (كده وكده)، فتجارب محترفينا الناجحة فى الخارج يمكن عدها على أصابع اليد الواحدة، ويكفى أن واحدا من هؤلاء قد طرد من النادى الذى احترف فيه دون أن يلعب مباراة واحدة، ويبدو أن اعتياده على وقائع الطرد قد تملكت ذاته، حيث سبق أن تم ترحيله وليس الطرد من إحدى بعثات منتخب مصر لأسباب لا داعى لتذكير مشاهديه بها مرة أخرى، وسواء كان طردًا أو ترحيلًا تمكن بقدرة قادر أن يطل علينا ممسكًا بميكروفون ليبث من خلاله أوهامه وأخباره المفتكسة، لم لا وهو يدعى أنه تريند، ولا يبحث عن شهرة أو ركوب التريند المزعوم، وبصراحة أنا اعترف له بذلك، فهو بالفعل تريند بأخباره التى صرح بها هو شخصيا عن إحدى زيجاته أو اشتراكه فى برامج رقص أو غيره أو عن خلافه مع أسرته فى وقت سابق، لأنها فى الحقيقة لا تهم أحدًا، وتدخل تحت بند الحرية الشخصية الذى لا نخوض فيه.

نترك صاحب التريند لنعرج على واحد آخر هاجم صلاح منذ بداية احترافه، وعندما نجح وحقق بكثير ما لم يحققه سيادته حين احترف، اضطر إلى مهادنته وتشجيعه فى بعض الأحيان، حتى واتته الفرصة فى إصابة صلاح الأخيرة، ليعاود الهجوم والسخرية منه، حينما نشر تويتة تتضمن صورة للاعبنا الدولى يذيّلها بتعليق يقول فيه إنه سافر إلى إنجلترا ليعالج إصابته (بأستيك طبى)، متغافلا أنه سبق أن احترف ويعرف مدى تقدم الطب الرياضى فى بلاد الضباب، ويعلم مدى خداع الإصابة فى العضلة الخلفية حال أهمل علاجها بشكل صحيح.

 نصل إلى صاحب ميكروفون آخر سبق له أن احترف فى أندية (نص كم) يردد أن صلاح أخطأ فى حق مصر عندما سافر للعلاج، مؤكدا أنه لو كان فى مكانه وقطعت قدمه ما كان له أن يترك الفريق، هذا اللاعب السابق تحديدا، أطالبه بأن يعى ويفهم ما قاله وتأثيره على البسطاء الذيم يهيمون عشقًا فى صلاح، وقتها سوف يدرك أنه يحرض ويهدم ولا يبنى فى مسيرة لاعب شهد له العالم كله بمدى حبه وانتمائه لبلده مصر.

وأخيرا لهذا وذاك أقول لهم: اتقوا الله فى لاعب يرفع اسم مصر عاليا بين الأمم.. (حاول فصيل معين فى وقت من الأوقات أن يضمه تحت جناحه لأخونته كى يستغلوا شهرته، لكنه أبى فقرروا من ناحيتهم تخوينه والعمل ضد بلده، التى سبق لهم أن عاثوا فيها فسادا)، احترموا المنابر التى تطلون بها علينا، ومن قبلها احترموا من يشاهدكم، لأنه ليس هناك من مسئولية أثقل من الكلمة.. وإذا لم تستطيعوا احترام الكلمة والحقيقة، فخير لكم ولنا أن تصمتوا.