الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
«دعوا غزة تعيش»

«دعوا غزة تعيش»

تلك هى العبارة التى تصدرت مظاهرة قام بها العديد من اليهود الأمريكيين، كتبت على لافتة ضخمة علقت على برج «كويت» فى مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، وجهوا من خلالها رسالة لحكومة الولايات المتحدة وممثليهم فى ولاية كاليفورنيا ألا (يستخدموا السلامة اليهودية لتبرير العنف الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى)، وهو نفسه العنوان الذى تعاطف معه الكثير من شعوب العالم المحب للسلام والعدل والحرية والمساواة التى ينشدونها فى شتى بقاع الأرض، ولكن العصابة القائمة على مقاليد الحكم فى دولة الكيان الإسرائيلى، ترفض أن تعيش غزة وأهلها فى أمان وسلام، ولذلك ترفض وقف إطلاق النار، ويستمر جيشها فى إلقاء القنابل والصواريخ على شعب مسالم، كل ذنبه أنه طالب بحقه المسلوب فى إقامة دولته، فكان جزاؤه أنه فقد وحتى الآن أكثر من 25295 شهيدًا وأكثر من 63000 إصابة، فيما تسبب بنزوح نحو 1.9 مليون فلسطينى أى أكثر من 85 % من سكان غزة، فى ظل دمار هائل فى المنازل والبنية التحتية، يحدث هذا فى ظل صمت متعمد من وسائل الإعلام الأجنبية حيال الإبادة المستمرة فى غزة، ويتم من خلالها حجب الحقائق الصارخة عن عيون الشعوب المحبة للسلام، رغم التحول العالمى المطالب بوقف إطلاق النار، وكأن لا حياة لمن تنادى فليس هناك من يرى أو يسمع، طالما أن الإدارة الأمريكية وعلى رأسها جو بايدن، الملقب من قبل المتظاهرين بـ(جو الإبادة) ولذلك سألوه فى هتافاتهم: (كم طفلاً قتلت اليوم؟)، بخلاف أن بعضهم رفع لافتات كتب عليها (بايدن الجزار). ولم يتوانَ البعض أيضًا عن استهداف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.. الذى يعلم علم اليقين أنه بمجرد موافقته على وقف إطلاق النار سيكون مصيره أما السجن، وفى أضعف الأحوال سيكتب بيده نهاية طريقه فى عالم السياسة، فالحرب التى يطالب باستمرارها لم تحقق له شيئًا حتى الآن، فلم يتم الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، ولم يتم القضاء على حماس، ولم تفلح ميليشياته فى إجهاض المقاومة الفلسطينية، ولم يشعر المواطن الإسرائيلى بالأمن أو الاستقرار، الذى انعكس بدوره على الاقتصاد، حيث ذكرت وكالة رويترز أنّ الحرب سوف تخفض النمو الاقتصادى لعام 2024 بنسبة 1.1 نقطة، مئوية ليبلغ نحو 1.6 بالمئة. وقالت إنّ الأثر المالى للحرب يقدّر بنحو 150 مليار شيكل (40 مليار دولار تقريباً) فى  2023-2024، على افتراض انتهاء القتال العنيف خلال الربع الأول من العام الحالى، ورغم جل هذه الخسائر يرفض القائمون على هذه العصابة إنهاء الحرب، لإيمانهم المطلق أن بايدن يدعمهم أو يتستر خلفهم لعلمه التام بأنه من أضعف الرؤساء الذين تولوا مقاليد السلطة فى أمريكا، ولذلك قد يعتقد أنه قد وجد ضالته فى هذه الحرب، لعلها تجعله بطلا، أو صاحب صوت مسموع لدى دول العالم، خصوصا ذات المستوى الثالث، فدعم الرجل غير طبيعى وغير مسبوق، فرغم المذابح والإبادة الجماعية التى ترتكب فى حق الشعب الفلسطينى، لم يهتز للرجل جفن، ولذلك يعد حديثه الدائم عن حل الدولتين، الذى صدعنا به هو وباقى أفراد إدارته ما هو إلا ضحك على الذقون، فهو مجرد كلام يراد به باطل، والباطل هنا هو دولة الكيان، الذى يسعى إلى دعمها ليل نهار، والتى صرح فى بداية حرب غزة أثناء زيارته لدولة الكيان (إنه لو لم يكن هناك إسرائيل لاخترعنا إسرائيل) وهو التصريح الذى ينفى عن سيادته حياده المزعوم والوقوف بجانب الحق، وأن حل الدولتين الذى ينادى به ليس سوى كذبة يرددها من حين لآخر، تتساوى أن لم تكن تتفوق على كذب ممثل إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، من أن مصر تغلق معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية.



بالمناسبة مظاهرة الاحتجاج التى حملت عبارة (دعوا غزة تعيش) لم ولن تكون الأولى أو الأخيرة، فقد سبقها من قبل مظاهرات تحمل نفس العبارة فى العديد من شعوب وليس حكام دول العالم الحر غير المنحاز، التى هال شعوبها كم الجرائم التى ترتكب فى حق الشعب الفلسطينى، ولكن هذه المرة كانت منظمة من قبل ناشطين يهود، لم يطيقوا أن ترتكب جرائم إبادة جماعية باسمهم، ولذلك يفعلون كل ما بوسعهم لوقفها، حتى يحين إعلان قيام دولة فلسطينية بحق وحقيقى، ليعيش شعب غزة فى خير وأمان.