الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ماذا حمل كبير الدبلوماسيين الصينيين وانج ويى فى زيارته إلى القاهرة؟ مصر والصين عقـــد ذهبـــى جديــــد

ثقة سياسية متبادلة وتعاملات تجارية قوية وشراكة اقتصادية ممتدة بين مصر والصين على مدار عقود طويلة عززتها زيارات المسئولين من كلا البلدين.. أحدثها زيارة وزير الخارجية الصينى، وانج يى، عضو المكتب السياسى للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى إلى مصر خلال الأسبوع الماضى.



وبالرغم من أن الجولة التى قام بها وزير الخارجية الصينى، السيد وانج يى، تشكل تقليدًا سنويًا دأبت عليه الصين منذ العام 1991، حيث تكون إفريقيا الوجهة الأولى لزيارات وزير الخارجية خلال مطلع السنة الجديدة؛ فإن اختيار كبير الدبلوماسيين الصينيين مصر لتكون محطته الأولى إلى إفريقيا كأول زيارة رسمية بعد انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسى لفترة جديدة، تحمل العديد من الدلالات المهمة كما تعكس حجم التقارب والثقة بين البلدين والتى يعود جذورها إلى علاقات حضارية قديمة، وإلى تطابق مواقفهما فى دعم قضايا التعاون بين دول إفريقيا وآسيا، وإلى ما يجمع البلدين من رؤى مشابهة حول القضايا الإقليمية والدولية.

 

توقيت مهم 

وفى هذا السياق، يذهب الخبراء إلى أن «زيارة وانج يى إلى مصر تأتى فى توقيت غاية فى الأهمية، سواءً بالنسبة لمصر أو بالنسبة لتطورات الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط؛ حيث تتزامن مع الحدث المهم بانضمام مصر رسميًا مع بداية يناير من العام الجارى إلى تجمع البريكس، والذى تلعب فيه الصين دورًا مهمًا ومحوريًا، كما تأتى بعد نحو شهر من تجديد الشعب المصرى الثقة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، بإعادة انتخابه لولاية جديدة، وأيضًا الاحتفال بالذكرى الـ20 لإقامة منتدى التعاون الصينى - العربى». 

هذا بالإضافة إلى أهمية الزيارة، كونها تعد تضامنًا مع القاهرة فى وقت تتعرض فيه لحملات شرسة من جهات ودول عديدة، وفى توقيت تلتهب فيه منطقة الشرق الأوسط بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة.

ومن هنا تأتى أهمية «تصريحات وزير الخارجية الصينى خلال الزيارة والتى أكدت أن الصين تدعم مصر بقوة تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى لاختيار طريق تنمية يناسب ظروفها الخاصة».

كما عكست المحادثات التى أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسى، ووزير الخارجية سامح شكرى مع وزير الخارجية الصينى، توافق الرؤيتين المصرية والصينية حيال الأوضاع التى تشهدها غزة، حيث طالب الجانبان المصرى والصينى بضرورة وقف إطلاق النار وحماية المدنيين من الشعب الفلسطينى، وحقن الدماء، فضلا عن الاتفاق على ضرورة تأكيد وتمكين الملاحة البحرية فى البحر الأحمرو وضع حد لمضايقة السفن المدنية هناك.

مصر المحطة الأولى  

وفيما يتعلق بهذه الزيارة وأهدافها تحدث السفير الصينى بالقاهرة، لياوليتشيانج، لمجلة «روزاليوسف» قائلًا: إنها المرة الـ34 منذ عام 1991 التى اختار وزير الخارجية الصينى إفريقيا كمقصد الجولة الخارجية الأولى ، الأمر الذى يجسد الصداقة العميقة بين الصين وإفريقيا ويعلن أمام العالم أن الصين تقف دائمًا مع البلدان النامية. كما أنه بمناسبة الذكرى العاشرة لإقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر وإعادة انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسى، اختارت الصين هذه المرة مصر كمحطة أولى للجولة الخارجية الأولى، الأمر الذى يعكس اهتمامها البالغ تطوير علاقاتها مع مصر.

رفض التدخلات الخارجية

وأضاف لياوليتشيانج فيما يتعلق بنتائج هذه الزيارة من أربع نواحٍ:

أولًا، تولى مصر اهتمامًا بالغًا لهذه الزيارة، وتمثل ذلك فى لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى مع وانج يى فى القاهرة. فى البداية، نقل وانج يى التحيات الرقيقة من الرئيس شى جين بينج، وقال إن الثقة المتبادلة المتينة والصداقة العميقة بين الرئيسين هى الضمان الاستراتيجى الأقوى للعلاقة بين البلدين، مؤكدًا  دعم الصين الثابت لجهود الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قيادة الشعب المصرى لاستكشاف الطريق التنموى المتناسب مع الظروف الوطنية، والدعم الثابت لجهود مصر فى رفض التدخلات الخارجية والحفاظ على السيادة ومصالح الأمن والتنمية، وتطبيق السياسة الخارجية المستقلة، ولعب دور أكبر فى الشئون الدولية والإقليمية. وستكون الصين الشريك الاستراتيجى الموثوق فى مسيرة مصر نحو التنمية والنهضة.

علاقات شراكة أوسع

من جانبه، هنأ الرئيس عبدالفتاح السيسى الرئيس شى جين بينج بالإنجازات الهائلة التى حققتها الصين تحت قيادته، ودور الصين المتزايد فى الشئون الدولية، مؤكدًا أن الصين دولة عظيمة، ويستحيل لأى دولة وأى قوة عرقلة تقدم الصين، وأكد مجددًا التزام مصر الثابت والدائم لمبدأ الصين الواحدة، ورفضها للتدخل فى الشئون الداخلية للصين، مستعدًا لإقامة علاقات الشراكة الأوثق مع الصين، وتوسيع مجالات التعاون.

ثانيًا، التوافقات الأربعة: أجرى وزير الخارجية وانج يى محادثات مثمرة مع نظيره المصرى سامح شكرى، وتوصلا إلى توافق بالنقاط الأربعة. أولًا، زيادة تعميق الثقة السياسية المتبادلة وتبادل الدعم الثابت للحفاظ على المصالح الجوهرية. ثانيًا، التعاون فى بناء «الحزام والطريق» بجودة عالية وتحقيق المنفعة المتبادلة على مستوى أعلى. ثالثًا، تعزيز الحوار بين الحضارات، وتعميق التواصل الشعبى رابعًا، إجراء التواصل والتنسيق الأوثق بشأن القضايا الإقليمية والدولية.

 الخطة الخمسية 

ثالثًا، الخطة الخمسية حيث وقع الوزير وانج يى مع الوزير سامح شكرى «الخطة الخمسية الثانية للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر»، التى وضعت «خارطة الطريق» للعلاقة بين البلدين فى السنوات الخمس المقبلة، وستساعد الجانبين فى تطبيق التوافقات المهمة بين الرئيسين والدفع برفع علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى مستوى أعلى. وتحرص الصين على التعاون مع مصر لتطبيق هذه الخطة الخمسية، وتعميق التعاون فى جميع المجالات، ومواصلة الدعم لجهود مصر فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، واستيراد المزيد من المنتجات المصرية المتميزة، وتشجيع المزيد من الشركات الصينية للاستثمار ومزاولة الأعمال فى مصر.

العقد الذهبى للعلاقات

رابعًا، العقد الذهبى قال الوزير وانج يى والوزير سامح شكرى فى المؤتمر الصحفى المشترك، إن العام الجارى يصادف الذكرى العاشرة لإقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، فى العقد المنصرم، بفضل الإرشاد الاستراتيجى للرئيسين شى جين بينج والسيسى، فتح البلدان حقبة ذهبية للعلاقات الثنائية. وفى المستقبل، فإن هذه العلاقات مقبلة على عقد أبهر بفضل قيادة رئيسى البلدين.

 القضية الفلسطينية

وأضاف السفير الصينى: كما تواصل الجانبان بشكل معمق حول الصراع الفلسطينى والإسرائيلى وملف البحر الأحمر، وأصدرا بيانًا مشتركًا بشأن القضية الفلسطينية، تعبيرًا عن القلق العميق من تداعيات الصراع، وتأكيدًا على ضرورة وقف إطلاق النار على نحو شامل، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وإقامة آلية فعالة للمساعدات الإنسانية والدفع بتطبيق «حل الدولتين»، وإيجاد حل دائم وشامل وعادل للقضية الفلسطينية.

وأضاف: تقف الصين دائمًا إلى جانب الإنصاف والعدالة، وتعمل مع الدول العربية والإسلامية على وقف إطلاق النار، وتبذل قصارى الجهد لحماية المدنيين وإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية فى يوم مبكر.

كما أكد وزير الخارجية وانج يى فى مصر، أن الأولوية القصوى حاليًا هى وقف إطلاق النار، وأن ضمان المساعدات الإنسانية هو مسئولية أخلاقية ملحة. ومن الضرورة الاحترام الكامل لإرادة الشعب الفلسطينى فيما يتعلق بالترتيب المستقبلى لقطاع غزة. إن تنفيذ «حل الدولتين» هو الطريق الوحيد لحل القضية الفلسطينية. ستواصل الصين التمسك بموقف عادل، ولعب دورها كدولة كبيرة ومسئولة، والعمل مع المجتمع الدولى على إيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية فى يوم مبكر.

 الملاحة فى البحر الأحمر

كما أكد البيان ضرورة ربط الوضع فى البحر الأحمر مع الوضع فى غزة، باعتبار الأخير المسبب الرئيسى للتوتر فى البحر الأحمر، ويجب على المجتمع الدولى ودول المنطقة بذل جهود مشتركة للوقف الفورى للاعتداء على غزة وتخفيف حدة التوتر فى المنطقة، وضمان سلامة الملاحة فى البحر الأحمر. 

وعن تطلعاته للتعاون الصينى المصرى فى العام الجديد، قال لياوليتشيانج:

تعد مصر أول دولة عربية وإفريقية أقامت العلاقة الدبلوماسية مع الصين الجديدة. وبغض النظر عن التغيرات الدولية، ظل البلدان يتبادلان الاحترام والثقة والدعم، وهما صديقان تربطهما الأهداف المشتركة والثقة المتبادلة وشريكان يتقدمان سويًا نحو التنمية والازدهار. وفى السنوات الأخيرة، أصبحت الثقة السياسية المتبادلة أكثر رسوخًا، وحقق التعاون العملى نتائج مثمرة، وازدادت الصداقة بين الشعبين عمقًا، وأصبحت الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين نموذجًا للتعاون والتضامن والمنفعة المتبادلة بين الصين والدول العربية والإفريقية والنامية. وفى العام الجديد، وفى ظل الوضع الجديد، فإن العلاقات الصينية - المصرية مقبلة على مستقبل واعد. 

أولًا، مواصلة تعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة. ثانيًا، تعزيز التعاون العملى باستمرار. ثالثًا، مواصلة تعزيز التواصل الشعبى.رابعًا، تكثيف التعاون المتعدد الأطراف.