الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
قالوا للكذاب احلف!

قالوا للكذاب احلف!

السطور التالية يسيطر عليها مَثل عربى قديم، حين أشاهد مسار الأحداث المبكى فى مآسيه وفظائعه التى لا يرضاها إنسان لديه ذَرّة من ضمير أو أخلاق، فما يحدث مع الشعب الفلسطينى الشقيق من قتل ومذابح جرائم يندى لها جبين العالم، الذى لا حديث لقادته سوى عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدل والمساواة والحرية، جميعها شعارات ومبادئ يمكن تطبيقها فى العديد من دول العالم، ولكن عندما يصل الأمر عند الشعب الفلسطينى، فتطبيقها محال طالما أن المعتدى الغاشم هو دولة الكيان العنصرية إسرائيل، التى لا تحترم إنسانًا أو عدلاً أو حقًا أو دينًا منذ وطأت أقدام مواطنيها القذرة أرض فلسطين الطاهرة، بعد تعرضهم لمذابح الهولوكوست المزعومة، والتى أكد العديد من علماء التاريخ كذبها، وهى بالمناسبة المذابح التى ساهم فى الترويج لها قادة الدول المنتصرة فى الحرب العالمية الثانية.



دولة قامت على كذبة نفاها علماء وباحثون كثر، سبقتها بالطبع الكذبة الأكبر المسماة بأرض الميعاد والتى بسببها منحت لهم أرض فلسطين، ولهذا لم يكن غريبًا على شعبها أو على القائمين عليها استمراء الكذب حتى غدا لهم منهجًا وطريقًا، لا يحيدون عنه قَط، وهذا ما تجلى بوضوح حين صرّح فريق دفاعها أمام محكمة العدل الدولية، بقوله إن القاهرة «مسئولة» عن منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

 

وأضاف عضو فريق الدفاع عن إسرائيل المحامى، كريستوفر ستاكر، فى مرافعته أمام المحكمة: (إن «دخول غزة من مصر هو تحت سيطرة مصر، وإسرائيل ليست ملزمة بموجب القانون الدولى أن تتيح الوصول إلى غزة من أراضيها).

كذب فريق الدفاع لا يختلف بالمرة عن كذب قادة هذا الكيان الذين صرّحوا أيضًا أمام محكمة العدل الدولية (أن إسرائيل لا تسعى لتدمير الشعب الفلسطينى فى غزة، وما يتم حاليًا يدور فى سياق الدفاع عن نفسها، ولهذا تنفى تهم ارتكاب مذابح أو أعمال إبادة، التى تعتبرها محاولة خبيثة وتشوه الحقائق). كذب فاضح ليس له من مثيل على مستوى العالم، كشفه فيليب لازارينى المفوض العام لوكالة الأونروا، عندما قال لقناة القاهرة الإخبارية: إن «الجانب المصرى لم يغلق مَعبر رفح يومًا منذ بدء الأحداث حتى الآن، وإن إجراءات الجانب الآخر هى من تعرقل وتعيق وصول المساعدات إلى قطاع غزة». وأضاف «إن العالم شهد على الهواء مباشرة، قتل الأبرياء بآلة القتل الإسرائيلية التى لم تميز ولم تستثن بشرًا ولا حجرًا». وأشار «لازارينى» الذى وصل إلى قطاع غزة الأحد عبر بوابة معبر رفح البرى، قادمًا من الأراضى المصرية فى بيان له «إن الموت والدمار والتهجير والجوع والفقدان والحزن الهائل فى الـ 100 يوم الماضية يلطخ إنسانيتنا المشتركة». مشيرًا إلى أن الأزمة فى غزة هى كارثة من صنع الإنسان، تتفاقم بسبب اللا إنسانية واستخدام الغذاء والماء والوقود كأدوات للحرب. وهى التهم والجرائم التى بسببها تقدمت دولة جنوب إفريقيا بدعوى ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين فى قطاع غزة.

ولكن من يسمع ومن يرى، ألم يشاهد العالم كله عبر الشاشات المسئولين الإسرائيليين، وهم يؤكدون مرارًا وتكرارًا أنهم لن يسمحوا بدخول المساعدات لقطاع غزة؛ وبخاصة الوقود؛ لأن هذا جزء من الحرب التى تشنها دولتهم على القطاع، ألم يشاهد أمين عام منظمة الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش العراقيل التى يضعها قادة الكيان لمنع دخول المساعدات الطبية والإنسانية، والذى أثنى على دور الجانب المصرى فى محاولات إدخال شاحنات الإغاثة إلى غزة، وأخيرًا ألم يشاهد العالم زيارة وفد مجلس الأمن الدولى عقب إخفاق المجلس فى تبنّى قرار بوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، بسبب «الفيتو» الأمريكى، الذى ضم مندوبين لعدة دول أعضاء بمجلس الأمن، توجهوا إلى مدينتى العريش ورفح المصريتين للاطلاع على جهود الإغاثة وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة من الجانب المصرى لمعبر رفح البرى، وخط سير العمليات الإنسانية والطبية الضخمة المقدَّمة لدعم جهود الإغاثة للأشقاء الفلسطينيين فى قطاع غزة»، بما فى ذلك تفقد المساعدات والجهود الإنسانية التى ينفّذها الهلال الأحمر المصرى، والدعم الطبى المقدَّم للجرحى الفلسطينيين، فضلًا عن الوقوف على «المعوقات المفروضة من الجانب الإسرائيلى» على دخول شاحنات المساعدات وإجلاء الجرحى من معبر رفح، وما تؤدى إليه من تكدُّس شاحنات المساعدات وتعطيل دخولها إلى القطاع، بالطبع كان المندوب الأمريكى أبرز الغائبين.

تلك هى جهود مصر التى تقدمها طواعية للشعب الفلسطينى الشقيق، التى تنكرها دولة الكيان وتكذب بشأنها، فى محاولة أخيرة من قادة عصابتها للإفلات من العقاب، كى يتنصلوا من جرائمهم ومسئوليتهم عن تجويع الشعب الفلسطينى وارتكاب العديد من الجرائم الموثقة صوتًا وصورة، وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع وبالتالى لا مجال للتحايل عليها، حتى ولو كان أمام محكمة العدل الدولية.