خناقة بين مصر وإسرائيل وسوريا والسعودية وقطر وتركيا على مصير مساعدات اللاجئين!

روزاليوسف الأسبوعية
صور مخُجِلة للإنسانية لن تُمحَى من المخيلة بسهولة تلك التى رأيناها على شاشات التليفزيون لمواطنين سوريين يركضون خلف عربات الأمم المتحدة يحاولون الاحتماء بها والسير خلفها للخروج من حمص المحاصرة التى ذاقوا فيها ويلات الحرب الدائرة بين الجيش السورى ومقاتلى المعارضة.. كان هذا المشهد يحدث وسط القصف المستمر الذى أدى إلى مقتل مواطنين وإصابة آخرين منهم عمال إغاثة وهم يركضون نحو شاحنات الأمم المتحدة.. لا تملك أمام هذا المشهد الغاية فى الأسى والتعقيد إلا أن تشعر بأهمية وإنسانية الدور الذى يلعبه العاملون فى المجال الإنسانى التابعون للأمم المتحدة والهلال الأحمر ومنظمات أخرى.
لم تمر أيام طويلة على هذا المشهد القاسى حتى بثت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» صورا تدمى القلب، أكثر قسوة ومأساوية لمخيم اليرموك المحاصر فى سوريا حيث أظهرت الصور وجوها شاحبة تظهر عليها علامات الجوع والإعياء الشديدين ينتظرون بين المبانى المدمرة كى يحصلوا على الوجبات الغذائية التى دخل العاملون بالوكالة الإنسانية فى مفاوضات طويلة مع القوات المقاتلة من أجل السماح لهم بإدخالها وظلوا لأيام وليال فى حالة تأهب على أطراف المخيم مستعينين بوساطات دولية من أجل إدخال الطعام لأطفال ونساء وشيوخ تم محاصرتهم وعزلهم عن العالم لعدة أشهر بين القنابل والرصاص حتى مات العشرات منهم من الجوع والجفاف والأمراض.
وردا على سؤال طرحته عليه «روزاليوسف» الأسبوع الماضى حول التقرير الذى أورده مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فيليبو غراندى للأمم المتحده حول الوضع الإنسانى لسكان المخيم أثناء زيارته لهم قال مارتن نسيركى المتحدث باسم بان كى مون إن غراندى شعر بالصدمة لما رآه هناك.. بينما صرح الرجل لوسائل الإعلام بعد زيارته لإحدى نقاط التوزيع على مدخل المخيم أن الخارجين للحصول على المساعدة بدوا كالأشباح.. كما عبر الأمين العام بان كى مون أيضاً فى أكثر من مناسبة عن صدمته العميقة من محاصرة المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب.
ولم تمر ساعات على القرار الدولى حتى استمر القصف على المناطق المأهولة بالسكان فى حمص وحلب وريف دمشق لتثبت بشكل صارخ أنه لا صوت يعلو فوق صوت السلاح والمدافع فى سوريا وأنه لا مجال للحل السياسى طالما حمل كل طرف سلاحه فى وجه الآخر وتحصد بينها أرواح المدنيين العزل بلا رحمة.
مندوب سوريا الدائم اتهم النظام السعودى بمنع السوريين من أداء الحج على مدى عامين متتاليين واتهام قطر بالتعاون مع تنظيم القاعدة وتركيا تسهل عملية دخول المقاتلين الأجانب إلى بلاده وتهكم على مداخلة المندوب الإسرائيلى قائلاً إن إسرائيل يجب أن تظهر إنسانيتها ليس من خلال معالجة المرضى السوريين ولكن بإنهاء احتلالها للجولان مضيفا أنها تساعد الإرهابيين بالسلاح عبر الخط الفاصل فى الجولان فرد عليه مندوب إسرائيل قائلا: إن مندوب سوريا الدائم يتحدث عن الاحتلال، فى حين أن حزب الله اللبنانى يحتل حالياً أراضى فى سوريا.
وقد جاء ذكر الجولان فى البداية على لسان المندوب الدائم لمصر السفير معتز أحمدين خلال كلمته فى بداية الجلسة حيث قال إن مصر تحذر من محاولات استغلال الأوضاع الخطيرة فى سوريا لتشتيت التركيز بعيداً عن استمرار الاحتلال الإسرائيلى للجولان السورى، وطالب إسرائيل بالانسحاب من الجولان وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 497 لعام 1981 أن دول المنطقة ومن بينها مصر تتحمل أعباءً ضخمة لاستيعاب أكثر من 4,2 مليون لاجئ سورى فروا من بلادهم نتيجة للعنف الجارى هناك وأن مصر تستضيف وحدها 300 ألف لاجئ سورى يعيشون فى مختلف المدن المصرية وليس فى معسكرات اللاجئين ويحظون بمعاملة المواطنين المصريين فى قطاعى الصحة والتعليم المدعومين من الحكومة المصرية، مؤكدا أن هذا يمثل ضغطاً إضافياً على الاقتصاد المصرى فى هذه المرحلة الانتقالية الدقيقة.
ذكر أحمدين للجولان أغضب المندوب الإسرائيلى الذى استخدم حق الرد قائلا: أنه يشكر الوفد المصرى على تشتيت الانتباه عن الوضع المتدهور فى سوريا بالإشارة إلى احتلال الجولان.