الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الرهان الخاسر

الرهان الخاسر

رغم حرب الإبادة الشاملة والمجازر التى لم تستثن البشر أو حتى الشجر، ورغم التنديد الدولى بتلك الفظائع والهمجية، التى يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى فى حق الشعب الفلسطينى، إلا أن العصابة القائمة على دولة هذا الكيان لم تستطع أن تحقق مرادها بالقضاء على المقاومة الفلسطينية، التى غيرت بصمودها الكثير من المعطيات العسكرية وكذلك السياسية لدى الكثير من المتخصصين العسكريين وشعوب العالم وتحديدا الأوروبيين وحتى كثير من الأمريكان، بخلاف البعض من اليهود الذين أبدوا تعاطفهم مع الفلسطينيين، من هول المجازر والوحشية التى يرتكبها جيشهم (الذى سبق وأن وصفوه يوما بأنه لا يقهر) المدعوم من رئيس وزراء يعلم علم اليقين، أنه بمجرد انتهاء هذه الحرب سيكون مصيره مزبلة التاريخ، عقب نهاية مستقبله السياسى هو ومن رافقه أو دعمه فى هذه الحرب، وهى بالمناسبة نفس الحرب التى ستكتب نهاية المستقبل السياسى للرئيس الأمريكى بايدن الذى دعم عن طيب خاطر هذه الإبادة لشعب كل ذنبه أنه طالب بحريته وإقامة دولته، التى يتاجرون بها ليل نهار من خلال قرارات واتفاقيات وقرارات لم ينفذ منها شىء حتى الآن.



ومن أجل هذا وذاك ونتيجة لكم الجرائم المرتكبة فى حق شعبنا الشقيق، بالغ هذا (النتن) فى طغيانه وجبروته من خلال جيشه، الذى لم يفرق بين المدنى والعسكرى، حيث لاحقت الطائرات والمسيرات والدبابات، الاثنين سويا، وأرغمت سكان شمال غزة ووسطها على مغادرة منازلهم، لتساهم هذه الآلة العسكرية فى قتل وتشريد أكثر من 2.3 مليون مواطن دون حساب أو رقيب من أحد، اعتقادا منه أن هذا كفيل بالقضاء على الفلسطينيين وعلى قضيتهم المشروعة، متغافلا عن قصد وتعمد الفضائح التى ترتكبها قواته التى تجلت فى سرقة أعضاء الشهداء وقصف المستشفيات وسيارات الإسعاف وتعرية أجساد الأسرى، وهى الجرائم التى ستلاحق كافة الإسرائيليين جيلًا بعد جيل، والتى تتفوق بكثير عما ارتكبه الحكم النازى فى حقهم من مجازر وحرق، مازالوا يتباكون بشأنها ويطالبون بالتعويض عنها حتى وقتنا هذا، وهى نفسها الجرائم والفضائح التى لم تعرها إدارات الغرب أو أمريكا أدنى انتباه، ولذلك يتم تقديم الدعم العسكرى لدولة الكيان من قبل أمريكا، حتى من دون عرض تلك الإمدادات على الكونجرس الأمريكى، طبقاً للنظام التشريعى المعروف هناك، (والتى سبق وأن صرح رئيسها بأنه كان سيخترع إسرائيل إذا لم تكن موجودة). دعم ليس له من حدود رغم أن أى من النتائج الفعلية على أرض الواقع لم يتحقق، فما زال القضاء على حماس وقادتها فى علم الغيب، كما أن الإفراج عن الرهائن الذين لدى حماس أمر بعيد المنال، ويوميا يسقط الكثير من القتلى، ومصابوا جيش الكيان فى تزايد مستمر، بالإضافة إلى أن الاقتصاد الإسرائيلى يعانى من إطالة أمد الحرب فى غزة، التى تعدت تكلفتها الـ66 مليار شيكل (نحو 18 مليار دولار)، بمعدل يومى يصل إلى 800 مليون شيكل (222 مليون دولار).. جميعها نتائج تؤكد أن المدعو نتنياهو وباقى أفراد عصابته، دخلوا فى رهان خاسر، ولكنهم يخشون الكشف عنه فى الوقت الحالى، تحت مزاعم وحجج واهية، بات يعرفها الشعب الإسرائيلى الذى يخرج يوميا فى مظاهرات، تطالب فى إقصاء هذه الزمرة عن إدارة شئون البلاد بسبب انتهاجها لسياسة فاسدة، أودت بحياة أبنائهم.

ومع جل هذا فات على إنسانية الغرب وأمريكا أن ما يحدث فى حق الشعب الفلسطينى من إبادة وجرائم لا يمكن له بأى حال من الأحوال أن يمر أو يستمر إلى ما لا نهاية، فمقابر أهل غزة وبيوتهم المهدمة وأشجار زيتونهم المحروقة وأرضهم الطيبة، ستُنْبِت أجيالاً جديدة من الفلسطينيين، سيواصلون مسيرة شهدائهم، للحصول على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى الذى تغافل عنه الكبار.