السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عام العودة إلى الكلاسيكيات وتفوق مسارح الدولة على القطاع الخاص: أبو الفنون فى 2023 نجاحات وأزمات

انتعاشة مسرحية كبيرة شهدتها مسارح الدولة، حيث عاد الجمهور من جديد ليملأ المسارح وقاعات العرض، ورفعت العديد من المسرحيات لافتة كامل العدد، كما قدمت بعض المسرحيات أكثر من موسم نتيجة الإقبال الشديد عليها من قبل الجمهور، ورغم كل هذا النجاح فقد شهد المسرح بعض الأزمات والخلافات التى وصلت إلى حد الصفع على الوجه أحيانًا! وفى السطور التالية نحاول أن نبرز أهم ملامح الموسم المسرحى لعام 2023.



تفوق مسارح الدولة على القطاع الخاص

شهد عام 2023 عرض العديد من مسرحيات القطاع الخاص التى لعب بطولتها نجوم غابوا عن المسرح سنوات طويلة، منها على سبيل المثال مسرحية (سيدتى الجميلة) المقتبسة من مسرحية (بيجماليون) لـ«جورج برنارد شو» والتى لعب بطولتها «أحمد السقا، وريم مصطفى»، كما عرضت أيضًا مسرحية (تشارلي) لـ«أحمد فهيم» من تأليف «د.مدحت العدل» وإخراج «أحمد البوهي» وكلا المسرحيتين تم عرضهما عام 2022 فى موسم الرياض، ليشهد عام 2023 عرضهما لأول مرة فى القاهرة، ورغم نجاح العرضين وغيرهما من عروض القطاع الخاص، فإنها تظل عروضًا محدودة جدًا بالمقارنة بمسارح الدولة التى تفوقت هذا العام كمًا وكيفًا، حيث عرضت على خشبة مسارح الدولة العديد من المسرحيات، منها (سيدتى أنا) على المسرح القومى، والمقتبسة أيضًا من مسرحية (بيجماليون) فى مصادفة غريبة، من بطولة «داليا البحيرى، ونضال الشافعي» وإخراج «محسن رزق».

كما قدمت فرقة المسرح الحديث عرضين جديدين وهما المسرحية الغنائية الاستعراضية (عجيب وعجيبة)، تأليف «سعيد حجاج» وإخراج «محمد الصغير»، وبطولة «سيد الرمي»، بالإضافة إلى المونودراما الغنائية الاستعراضية (سيب نفسك)، من تأليف «مارك إيجيا»، بطولة «فاطمة محمد علي» ودراماتورج وإخراج «د.جمال ياقوت»، كما قدمت فرقة المسرح الكوميدى مسرحيتين هما (طيب وأمير) عن تراث الفنان الراحل «نجيب الريحانى، وبديع خيري» كتابة «أحمد الملواني» إخراج «محمد جبر»، والبطولة لعدد كبير من النجوم، منهم «هشام إسماعيل، عمرو رمزى، تامر فرج» وآخرون، ومسرحية (يوم عاصم جدًا) بطولة «مصطفى منصور، هايدى رفعت» وفكرة وإخراج «عمرو حسان»، وعلى مسرح الغد تم تقديم 3 عروض مسرحية، وهى (آخر رصاصة) من تأليف «على عبدالنبى الزيدي» وإعداد وإخراج «شريف صبحي»، و(ستوكمان) بطولة «ياسر عزت، وريم أحمد» وتأليف «ميخائيل وجيه» وإخراج «د.أسامة رؤوف»، بالإضافة إلى العرض المسرحى (النقطة العامية) الذى بدأ تقديمه مؤخرًا على مسرح الغد، وهو مأخوذ عن رواية (العطب) للكاتب السويسرى الشهير «فريدريش دورينمات» من بطولة «نور محمود، وأحمد السلكاوي» وإعداد وإخراج «أحمد فؤاد».

أما فرقة مسرح الشباب فقد تفوقت هذا العام من خلال 3 عروض مسرحية هى (حلمك علينا) من إخراج «عبير لطفي»، و(قبل الخروج) رؤية درامية وإخراج «هانى السيد» بالإضافة إلى العرض الأهم (ياسين وبهية) والذى فاز بخمس جوائز من المهرجان القومى للمسرح عن رائعة الكاتب الكبير «نجيب سرور» وإخراج «يوسف مراد منير»، أما مسرح الطليعة فقد تميز هذا العام بعرضين هما (بيت روز) من إخراج «محمود جمال الحديني»، و(باب عشق) من إخراج المخرج القدير «حسن الوزير».

عودة الروح للمسارح المغلقة

فى 9 سبتمبر 1970، تم افتتاح مسرح السامر، لكنه توقف عام 1975 تأثرًا بحريق له مع خيمة مسرح البالون والسيرك ‏القومى، وعاد مرة أخرى على يد الرئيس «أنور السادات»، الذى افتتحه عام 1978، ‏لتواصل الفرقة نشاطها، واستمر المسرح يقدم عروضه حتى حدوث زلزال عام 1992م، الذى ‏توقف على إثره بسبب بعض التصدعات ما أدى لإخلائه، حتى تم وضع حجر الأساس ‏لتطويره فى نوفمبر 2012، وتم افتتاحه فى يوليو 2023 بعد 31 عامًا من إغلاقه، بعد أعمال تطوير عديدة أقيمت به منها تغطية المسرح بالكامل، ورفع كفاءة خشبة المسرح، وتجهيزها ‏بأحدث أجهزة الصوت والإضاءة، إلى جانب منظومة الحماية المدنية وفق أحدث الأكواد ‏المعتمدة، تمهيدًا لعودته كما كان فى سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، منارة ثقافية فنية من منارات الثقافة الجماهيرية قدم خلالها مخرجون وفنانون عظام روائع المسرحيات، وبالإضافة إلى مسرح السامر، أجريت أعمال تطوير وتحديث بمسرح ميامى، وقامت وزيرة الثقافة بافتتاحه بعد تطويره فى إبريل 2023.

الحنين إلى الماضي

من أهم الظواهر التى ميزت العروض المسرحية هذا العام هى العودة إلى إعادة تقديم النصوص الكلاسيكية، مثل نص (بيجماليون) ل«جورج برنارد شو»، بل إن مسرحية «أحمد السقا» تم اقتباسها بمعالجة «بهجت قمر» لها والتى تم تقديمها بنفس الاسم (سيدتى الجميلة) قبل أكثر من 53 سنة، من بطولة النجمين الراحلين «فؤاد المهندس وشويكار»، كما تم اقتباس العرض المسرحى (النقطة العامية) الذى بدأ تقديمه مؤخرًا على مسرح الغد، عن رواية (العطب) للكاتب السويسرى الشهير «فريدريش دورينمات»، وبخلاف النصوص العالمية، فقد شهد هذا العام العودة إلى النصوص المحلية منها العرض الكوميدى (طيب وأمير) المأخوذ عن تراث «نجيب الريحانى وبديع خيري»، ومسرحية (ياسين وبهية) التى تم تقديمها على مسرح الجيب لأول مرة 1964، ولم يكتبها «نجيب سرور» فى إطار مسرحى، بل كتبها كقصيدة روائية تتألف من 10 لوحات، كما شهد هذا العام أيضًا استمرار عرض مسرحية (الحفيد) التى بُدأ عرضها عام 2022، عن رائعة الأديب الكبير «عبدالحميد جودة السحار» واستمرار عرض (زقاق المدق) عن رائعة الأديب العالمى «نجيب محفوظ».

شخصيات من التاريخ المعاصر

شهد هذا العام تقديم نصوص مسرحية عن قصة حياة شخصيات من التاريخ المعاصر، برؤية جديدة وقراءة مغايرة عما تم تقديمه عنهم فى السابق، مثل مسرحية (شفيقة المصرية) التى بدأ عرضها فى فبراير، وتعرض الآن فى موسمها الثانى، وتتناول السيرة الذاتية للراقصة «شفيقة القبطية» والتى كانت تعد إحدى أهم الراقصات فى القرن الثامن عشر، من بطولة «علا رامى ومجدى فكري» وتأليف الراحل «د.مصطفى سليم» وإخراج «محمد صابر»، ومسرحية (الشيخ سلامة) والتى تتناول سيرة رائد من رواد المسرح الغنائى فى مصر، تأليف وأشعار «يسرى حسان» إخراج «محمد الدسوقي» وبطولة «على الهلباوي»، كما استمر عرض مسرحية (سيد درويش) لموسم جديد، والتى بُدأ عرضها منذ 2022، لتحكى سيرة الموسيقار الكبير من تأليف «السيد إبراهيم» وبطولة «ميدو عادل ولقاء سويدان» وإخراج «أشرف عزب».

مسرحيات رفعت لافتة كامل العدد

فى هذا العام رفعت العديد من المسرحيات لافتة كامل العدد، منها مسرحيات بدأ عرضها فى عام 2022، لكن نجاحها الكبير أهلها لأن تستمر مواسم عديدة، لتستكمل ليالى عرضها فى 2023، مثل مسرحية (الحفيد) التى عرضت لـ 4 مواسم، ومسرحية (خطة كيوبيد) التى استمرت لأكثر من 7 مواسم بنجاح كبير، ومنها أيضًا مسرحية (عيلة اتعمل لها بلوك) للنجم الكبير «محمد صبحي» التى استمرت طوال العام بلا انقطاع، وشهدت ليالى عرضها إقبالًا كبيرًا، حتى اختتمت قبل أسابيع قليلة برفع العلم الفلسطينى وظهور مشاهد على الشاشة الخلفية تبرز وحشية ودموية العدو الصهيونى فى التعامل مع الفلسطينيين متبوعة بعبارة (لن نفرط فى القضية الفلسطينية، لن نفرط فى سيناء ولن ينجح العدو فى مؤامرته، وستقام دولة فلسطين التى توحد الفلسطينيين)، قبل أن يردد «صبحي» جملة من مسرحية (سكة السلامة) حيث قال: (اطلعى بقى من سكاتك ياللى ساكتة من سنين، ارفعى بإيدك راياتك مهما كانوا منكسين)، أما المسرحية صاحبة أعلى الإيرادات، فكانت المسرحية الكوميدية (طيب وأمير) حيث تخطت المليون الأول لإيرادات فرقة المسرح الكوميدى، خلال مواسم عرضه على مسرح ميامى، حيث حصد فى ليلته الـ 70 مليونًا ومائتى ألف جنيه.

 عودة النجوم إلى أبو الفنون

بعد غياب 19 عامًا، منذ تقديم مسرحية (كده أوكيه) عاد «أحمد السقا» إلى المسرح مرة أخرى بعرض (سيدتى الجميلة)، كما استقطب المسرح عددًا من النجوم الآخرين الذين لم يضعوا المسرح ضمن أولوياتهم طوال مشوارهم، منهم «داليا البحيرى، ونضال الشافعي» فى مسرحية (سيدتى أنا)، كما شهد المسرح أيضا عودة نجوم الزمن الجميل مثل «علا رامي» فى عرض (شفيقة المصرية).

عروض مع وقف التنفيذ

فى 2023 أعلن الفنان «محسن منصور» مدير عام فرقة المسرح الحديث، عودة الفنان «حسين فهمي» للمسرح من جديد، بمسرحية تحمل عنوان (امسك حرامي) التى كانت من المفترض أن تعيده إلى المسرح بعد غياب 15 عامًا منذ آخر أعماله (زكى فى الوزارة) عام 2008، وكان من المقرر أن يكون العرض من تأليف «سارة هجرس» وإخراج الفنان «عصام السيد» ورغم تحديد أكثر من موعد لافتتاح العرض فإنه لم ير النور حتى الآن، الأمر الذى تكرر أيضًا مع عرض (بديعة مصابني) من بطولة «بشرى» التى كشفت عن استمرارها للتحضير للشخصية رغم تقديم «سمية الخشاب» مسرحية بعنوان (كازينو بديعة) العام الماضى، لكنها عادت مؤخرًا وأعلنت عن توقفها عن العمل بسبب أن (الفكرة قد تم حرقها) على حد تعبيرها.

أزمات وخلافات 

شهد هذا العام عدة أزمات مسرحية، منها أزمة اعتراض البعض على إعلان المسرح القومى تقديم أمسية مسرحية فى رمضان عن «الشيخ الشعراوي» وهو ما دفع القائمين على المسرح إلى إلغاء الفكرة، كما شهد أيضًا اعتراض صناع مسرحية (باب عشق) على استبعادهم من المشاركة فى المهرجان القومى للمسرح، وقد وجه المخرج «حسن الوزير» من خلال مجلة «روز اليوسف» دعوة إلى وزيرة الثقافة لمشاهدة العرض والحكم عليه بنفسها لكن دعوته لم تلق أى استجابة، أما الأزمتان الأهم هذا العام فكانتا من بطولة الفنانتين «لوسى ولقاء سويدان» حيث اتهمت الفنانة الشابة «ندى عفيفي» «لوسي» بمجموعة من الاتهامات منها سبها وضربها خلال كواليس مسرحية (الحفيد) المقدّمة على خشبة المسرح القومى، لكن الأخيرة تقدّمت بشكوى إلى وزيرة الثقافة، «د.نيفين الكيلاني»، وجهت فيها اتهامات عديدة لفريق المسرحية، والمخرج «يوسف المنصور»، منها التفوه بألفاظ خارجة أمام الجمهور، وحفظت التحقيقات بعد شهور من الشد والجذب والاتهامات المتبادلة، حتى استقر صناع العمل على أن تحل الفنانة «سماء إبراهيم» محل «لوسي»، وبالمثل قامت «لقاء سويدان» بصفع «ميدو عادل» فى آخر ليلة عرض لمسرحية (سيد درويش) بعد اتهامها له بسبها بلفظ بذيء، وقد تصاعد الأمر بين بطلى عرض (سيد درويش) وظهرت تسريبات لبطل العرض وهو يهين زملاءه فى الكواليس، وتم تحويل الأمر برمته إلى القضاء للبت فيه.