الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

792 مليار دولار قيمة تمويل صندوق الخسائر والأضرار إنجازات وإخفاقات cop28

بعد مفاوضات صعبة ومناقشات محتدمة وساعات عصيبة أدت إلى تمديد اليوم الختامى أكثر من يوم ونصف اليوم، تم إعلان الوثيقة النهائية لقمة المناخ cop28 واجهت خلالها معارضة كبيرة من بعض الدول يختص أغلبها بالوقود الأحفورى.. فقد بدأت فعاليات مؤتمر الأطراف فى دبى فى ظل ظروف جيوسياسية وعسكرية خطيرة أهمها حرب غزة التى ألقت بظلالها على أجواء القمة، هذا بخلاف الصراعات العسكرية والأزمات الاقتصادية التى فرضت نفسها على المشهد المناخى بشكل سلبى ترتب عليها فى بداية المؤتمر عدم التعهد بالتخلص التدريجى من الوقود الأحفورى، وقاد المعارضة أعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» والصين وروسيا.



بالنسبة للتمويل فرغم المبادرات والتعهدات التمويلية التى طرحت خلال القمة، فإن تلك التعهدات غير ملزمة للدول، مما يؤدى أحيانًا إلى عدم تفعيلها فى المستقبل.. المنظمات الأهلية المعنية بالبيئة أعربت فى البداية عن خيبة آمالها لاستمرار التجاوز فى حق البيئة والاقتراب من حافة الانهيار المناخى، لكن بعد عرض البيان الختامى أعلنت منظمات المجتمع رضاءها عن محتوى الوثيقة، لكن الأوضاع المناخية تتطلب لغة أقوى بكثير من أجل الانتقال العادل بعيدًا عن الوقود الأحفورى والحاجة إلى التزام أقوى حول تأمين الدعم المالى للدول النامية.

جاءت صيغة الوثيقة النهائية التى أعلنها سلطان الجابر رئيس مؤتمر المناخ والتى سماها اتفاق الإمارات وافقت عليها 197 دولة مشاركة ونشرتها هيئة الأمم المتحدة المعنية بالمناخ وأهم بنودها: • رفع قدرة الطاقة المتجددة عالميًا إلى ثلاثة أضعافها 

• الإسراع بالتخفيض التدريجى للفحم الذى يتم إنتاجه دون الاستعانة بتقنيات تقلص الانبعاثات المسببة 

• إنشاء أنظمة طاقة خالية من الانبعاثات واستخدام أنواع وقود خالية من الكربون قبل 2050 

• التحول عن استخدام الوقود الأحفورى ابتداء من العقد الحالى لتحقيق صافى انبعاثات صفر بحلول 2050.

رغم الإخفاقات التى شعر بها ممثل الشعوب طوال أيام المؤتمر، فإن هناك إنجازات متمثلة فى مجموعة حوافز تم إصدار قرارات وتعهدات بتنفيذها أهمها تفعيل صندوق الخسائر والأضرار التى نجحت مصر فى إقراره أثناء تولى رئاسة مؤتمر الأطراف cop27، حيث أكد الدكتور محمود محيى الدين المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة أنه تم الاتفاق على مصادر التمويل وأوجه الإنفاق، وهناك تعهد بتوفير 792 مليون دولار، لكن لم يتم إقرار إدارة الصندوق هل للبنك الدولى أم صندوق مستقل مشيرًا إلى أهمية وضع تشكيل إدارى وفنى قادر على الأداء ويضم خبراء متخصصين وأن تكون هناك آلية لتعبئة الموارد بشكل منتظم حتى يمكن التعامل مع الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ التى تتراوح بين 100 و200 مليار سنويًا.

الإمارات العربية المتحدة التى تتولى رئاسة قمة المناخ أعلنت عن إطلاق صندوق الحلول المناخية بقيمة 30 مليار دولار، كما تعهدت الإمارات بتوفير 130 مليار دولار استثمارات مناخية إضافية خلال السبع سنوات القادمة و150 مليون دولار لتمويل حلول الأمن المائى، إضافة إلى تفعيل صندوق مواجهة الكوارث.

نجاحات أخرى تحققت فى إطار التمويل المناخى توقيع 134 دولة على إعلان cop28 للزراعة المستدامة وإقرار 2.5 مليار دولار للقيام ببرامج الزراعة الذكية والمستدامة، وتمويل صندوق المناخ الأخضر بقيمة 3 مليارات دولار.. وحشد cop28 للمناخ حوالى 83 مليار دولار لتمويل العمل المناخى.

الإنجاز فى مجال الطاقة تمثل فى تعهد 130 دولة بزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ومضاعفة كفاءة الطاقة لخفض انبعاثات قطاع النفط والغاز وتعهدت بذلك 52 شركة تمثل  40 % من إنتاج النفط العالمى.

تصدرت مصر المشهد المناخى فى cop28 لدورها المهم فى حراك قضية تغير المناخ وتبنى قضايا الدول النامية والعربية والإفريقية فيما يتعلق بتداعيات تغير المناخ فى تلك الدول، وحققت نجاحًا ملموسًا أثناء ترأسها cop27، لذا جاءت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى معبرة عن آلام وآمال الدول المضارة، مؤكدًا على ضرورة تنفيذ ما اتفق عليه فى مؤتمر باريس والالتزام ببرامج عمل خفض الانبعاثات والتوصل إلى هدف عالمى للتكيف وتفعيل صندوق التمويل ذى الصلة، والالتزام بالمسئوليات والتعهدات وفقًا لقدرات كل دولة.

الجهود المصرية لمواجهة تحديات المناخ استمرت بقوة بعد تسليم دولة الإمارات رئاسة مؤتمر المناخ، حيث أوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد حرص مصر على استكمال ما تم إحرازه من نجاحات ومخرجات خلال توليها رئاسة المؤتمر على مدار عام والتعاون مع الرئاسة الإماراتية للبناء على ما تم تحقيقه والعمل على الهدف الجمعى لتمويل المناخ.. وإيضاح الاستراتيجيات المصرية لخفض الانبعاثات فى مجال الطاقة والوصول لإنتاج 42 % من الطاقة المتجددة بحلول 2035.. وإعداد وزارة البترول قائمة بالمشروعات المطلوب تمويلها لخفض انبعاثات الميثان فى عملية إنتاج النفط والغاز.. كما أشارت الوزيرة إلى التزام مصر بتسريع وتيرة التحول للنقل المستدام.. وقد شاركت زيرة البيئة فى أول مائدة مستديرة رفيعة المستوى حول الانتقال العادل بحضور عدد من الوزراء ورؤساء الوفود.

نجح الجناح المصرى فى cop28 فى عرض أنشطته وفعالياته بمشاركة الحكومة المصرية والقطاع الخاص والبنوك وممثلى المجتمع المدنى والشباب ورعاة الجناح من الشركاء الدوليين والوطنيين، هذا الجمع عمل على توصيل رسالة رئيسية بأن العمل المناخى أمر لا بد منه.. وشهد الجناح المصرى عدة جلسات أهمها جلسة حول دور أسواق الكربون فى دفع التنمية المستدامة وأخرى قدمت نموذج محاكاة قمة المناخ شارك فيها مجموعة من الطلاب، وجلسة تفاعلية مع المشاركين حول مصادر تمويل المناخ الإطار الزمنى، وجلسة قدمت قصص العمل المناخى فى مصر وعرض المبادرة الوطنية للمشروعات الذكية الخضراء.. كما عقدت وزارة البيئة عددًا من الاتفاقيات الثنائية واللقاءات المشتركة.

المجتمع المدنى كان حاضرًا بقوة فى قمة المناخ أهمها منظمة جرين بييس Greenpeace الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التى حرصت على تقييم أداء جلسات ومخرجات القمة وإقامة جلسات نقاشية ضمت أبطال المناخ من الشباب.. وكانت تلك المنظمة مع منظمات أخرى تدعو المسئولين إلى الاستجابة لدعوات التخلص التدريجى من الوقود الأحفورى.. ولكن رفض مجموعة أوبك وبعض الدول المتعمد لتلك الدعوات وحثها الدول الأعضاء على رفض أى اتفاقيات تستهدف الوقود الأحفورى من شأنها عرقلة العمل المناخى.. وعلقت كايزا كوسونين رئيسة وفد جرين بييس خلال مؤتمر الأطراف بأن عدم التزام الدول بالتخلص التدريجى للوقود الأحفورى خيانة للعالم وهدم للمجتمعات الضعيفة الأكثر عرضة لتداعيات المناخ، والمشكلة أنه حتى فى ظل وجود اتفاقيات أو تعهدات فإنها غير ملزمة إطلاقًا وأن تغير الظروف السياسية والاقتصادية قد تؤدى إلى التراجع عن تلك التعهدات.

الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد» التى تضم أكثر من 300 منظمة أهلية عربية معنية بالبيئة شاركت فى cop28 بعدة جلسات أهمها جلسة «تعزيز قدرة المجتمعات المحلية على الصمود وتوطين استراتيجيات التكيف محليًا» أشارت خلالها الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة إلى أن مصر تعمل بكل جهد لتقديم الدعم للمجتمعات الأكثر تضررًا فى القارة الإفريقية الذين يدفعون الثمن كل يوم نتيجة آثار تغير المناخ، لذا تم إعلان استضافة مصر لمقر أول مركز إفريقى للمرونة والتكيف بالتعاون مع منظمة النيباد لتسهيل وصول القارة لآليات التمويل.

من اللافت أنه رغم محاولات الدولة المضيفة استبعاد الحراكات السياسية من المشهد خلال فاعليات المؤتمر.. فإن الشباب من مختلف الدول أصروا على التظاهر لوقف إطلاق النار فى غزة تحقيقًا للعدالة المناخية وتم السماح بالوقوف فى المنطقة الخضراء والتعبير عن آرائهم.