الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

صورة مبهرة وأحداث ساذجة متعة الفن لمجرد الفن فى (شماريخ)

«الفن للفن» هو مدرسة من مدارس الفن ينتمى لها عدد من الأعمال الفنية التى يختار صُناعها أن يقدموا عملًا فنيًا ثريًا من النواحى الفنية البصرية مثل الصورة المبهرة أو كادرات التصوير الجديدة أو الملابس الملفتة أو الكوميديا المعتمدة على تعبيرات الوجه ولغة الجسد، فهو إبهار فنى ومتعة دون الاهتمام برسالة العمل أو قوة حبكته أو قيمته الأخلاقية. 



ذلك تحديدًا ما يتصف به فيلم (شماريخ) الذى يُعرض فى دور العرض السينمائية وهو من تأليف وإخراج «عمرو سلامة»، الذى اختار أن يقدم إبهارًا بصريًا متمثلًا فى تصميم معارك جذابة وكادرات تصوير مميزة فى إطار من الإيقاع السريع للأحداث والمناسب لنوع العمل الفنى.. فهو أكشن دراما يعتمد على حبكة الأزمة والحل، فهناك أزمة ما يواجهها كل من «رؤوف» وهو مجرم يعيش فى الظل يسعى لهدف واحد وهو اعتراف والده به، ومن أجل ذلك يرتكب العديد من الجرائم فقط لإرضاء والده حتى يعترف به رسميًا وهو من داخله غير راض عن تلك الجرائم التى يرتكبها.. يجسد الشخصية «آسر ياسين» وأيضًا «أمينة خليل» فى دور «أمينة» المحامية التى تسعى طوال حياتها لإرضاء والدها المحامى الشهير وتأخذ على عاتقها كمحامية مسئولية الحفاظ على اسم والدها الذى تعرض للقتل لاشتراكه فى أعمال فساد، وهنا يتشابه الأب المحامى الفاسد الذى عاش طوال حياته تحت قناع النزاهة والشرف، و«رؤوف» الذى عاش طوال حياته يختبئ تحت قناع الإجرام، يتشابهان فى حكمة تقول «لا تحكم على كتاب من غلافه» وربما تكون تلك الرسالة الوحيدة للعمل الفنى رغم افتقاره للعديد من العناصر الفنية ومنها ضعف الحبكة أو تسلسل الأحداث، فجاءت ساذجة أو كما نقول «المخرج عايز كده» فى كثير من الأحداث وأهمها النهاية التى لا تدخل عقل طفل صغير، فخسر بها صناع العمل حالة الفيلم المعتمدة أساسًا على التشويق والإثارة ولذلك يمكن أن نصف هذا العمل أنه أكشن لمجرد الأكشن، فالخط الدرامى المرتبط بقصة الحب بين المجرم والمحامية جاء ضعيفًا مكررًا كأنك كمشاهد تعرف وتتوقع متى سيبدأ وكيف سينتهى مما يفقدك تصديق الأحداث وبالتالى اندماجك معها، لكن من ناحية الإبهار البصرى المتمثل فى تصميم المعارك وكادرات التصوير والمؤثرات البصرية والسمعية فجاءت مبهرة قوية جاذبة للعين، إلى جانب أن فكرة ربط «الشماريخ» بجرائم القتل خرجت مميزة وجديدة نوعًا ما.

ولذلك فإن كنت تريد أن تقضى ساعتين من المتعة البصرية وتفصل عن عالمك فسوف تجد ضالتك فى فيلم (شماريخ)، لكن إن كنت تبحث عن الإشباع العقلى والمتعة المتعلقة بالمشاعر والفكر فهذا العمل لايناسبك على الإطلاق.>