مى كرم جبر
البوصلة
1
يمكن القول وبحق إن مصر خطت سطرًا جديدًا على صفحات التاريخ من خلال الموقف القوى الذى اتخذته بتعريف العالم كله بمعاناة الشعب الفلسطينى.
2
ليست المرّة الأولى التى يتعرّض فيها الفلسطينيون لأشد أنواع الإبادة العرقية؛ لكنها المرّة الأولى التى قرّرت فيها مصر أن تكشف أوراق اللعبة الشيطانية وتفضح مخططات الاستيلاء على أرض فلسطين.
3
الإعلام المصرى لعب دَورًا فدائيًا، وشكّل بذاته عنصرَ المفاجأة.
4
إسرائيل دائمًا تعتمد على الصمت العالمى لدرجة أنه أصبح عنصرًا رئيسيًا فى كل مرّة تخطط فيها لإقامة مَجزرة ضد الفلسطينيين، ثم تطلق الأكاذيب على وسائل الإعلام التى يسيطر عليها اللوبى الصهيونى، وتقلب الحقائق لتشكل صورة إرهابية عن الفلسطينيين أصحاب الأرض، وصورة ملائكية عن إسرائيل مغتصبة الأرض.
5
لكن هذه المرّة انقلب السِّحرُ على الساحر، واستطاعت مصر بآلياتها الأمنية والدبلوماسية والإعلامية أن تفتح مسارَ الحقيقة أمام الرأى العام العالمى، وفى أيام قليلة بكَى العالمُ بأسْره دموع الندم على هدر القضية لعقود طويلة حتى تَشَكّل واقعٌ على الأرض يصعب حلحلته.
6
وقفَ قادةُ الغرب أمام شعوبهم منكسرين بعد أن طالتهم اتهامات التواطؤ ومساندة مشروع جديد للإبادة العرقية.
7
مما دفعهم جميعًا لطرْق أبواب مصر والإنصات الشديد لصوت العقل والإنسانية والحلول التى تطرحها مصرُ للعيش السلمى فى فلسطين.
8
بجهود أمنية ودبلوماسية وإعلامية اقتنصت مصرُ حتى هذه اللحظة فترةَ هدنة من القصف الإسرائيلى الدموى، كما اقتنصت أيضًا اعتراف بعض دول الغرب بحل الدولتين، وقدمت ثلاثة أضعاف المساعدات التى أرسلتها دول العالم مجتمعة، وفتحت منافذها لاستقبال المساعدات الدولية، ودفعت نحو خَلق رأى عام عالمى مساند للقضية، وعقدت اللقاءات مع أطراف دولية على جميع المستويات.. ولا يزال هناك المزيد.>
