الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
يا أغلى اسم فى الوجود

يا أغلى اسم فى الوجود

لم يخطئ الشاعر إسماعيل الحبروك حين كتب أغنيته الرائعة «يا أغلى اسم فى الوجود»، لأنه بالفعل عبّر عن مكنون ما يجيش فى صدور ووجدان جل المصريين لسنوات طويلة وحتى الآن، فمصر التى تغنى بها الحبروك وشدت بها المطربة اللبنانية الراحلة نجاح سلام، (والتى بسببها حصلت على الجنسية المصرية)، هى الوطن الذى تجلى فى المقطع الذى يقول (تفوت عليكى المحن.. ويمر بيكى الزمان.. وإنتى أغلى وطن.. وإنتى أعلى مكان.. ومهما كان إنتى مصر.. وكل خطوة بنصر).. كان ذلك فى عام ستة وخمسين، وتحديدا عقب محنة العدوان الثلاثى، التى تعد واحدة من ضمن المحن التى تعرضت لها مصر، وللأسف ما زال بعضها مستمرا حتى الآن، فما نشاهده حاليا من ضغوط تمارس علينا من كل صوب وحدب يفوق التصور، (إن لم يكن الخيال)، تهدف جميعها إلى تحجيم دور مصر ومكانتها بين دول العالم، إلا أن مصر وأهلها ستظل ثابتة وراسخة الى يوم الدين، رغم أنف كل حاسد وحاقد أو مأجور، ولن تسمح قط لمثل هذه الضغوط أو المحن بأن تؤثر على قرارها أو على أمنها القومى، الذى لا يباع أو يشترى مهما كانت التحديات، وستظل الدولة المساندة والداعمة لأشقائها ولأصدقائها فى كل وقت وزمان، وهذا ما أثبته الواقع والتاريخ، سواء الحديث أو القديم، وهذا ما أكده الحبروك فى المقطع الذى يقول: (إنتى بلادى الجميلة.. حضن السلام والأمان.. وإنتى الحضارة الأصيلة.. قبل التاريخ والزمان.. نعيش لمصر.. ونموت لمصر.. مصر..مصر.. تحيا مصر)، وأمعن فى تأكيده حين قال: (كلك شهامة وكرامة.. يا راية فوق كل راية.. إنتى لحبيبك سلامة.. وانتى لعدوك نهاية.. ومهما كان انتى مصر.. وكل خطوة بنصر).



 

من أجل هذا وغيره كثير تقول مصر للقاصى والدانى، ولأعدائها قبل أصدقائها، إنها لم ولن تبيع فى يوم من الأيام الشعب الفلسطينى وقضيته المشروعة، التى تحاول بعض الدول إبعادها عن مناصرته والوقوف بجانبه، حتى ولو كان الثمن إسقاط ديونها ودعمها ماليا، بمجرد موافقتها على تسكين الإخوة الفلسطينيين فى سيناء، وجاء رد مصر القاطع بخصوص هذا الشأن ليخرس ألسنة من هنا أو هناك، فمصر كانت وستظل المساند الأكبر لقضية العرب الأولى بصفتها أكبر دولة عربية ولن تسمح بزوالها، كما أنها لم ولن تتخلى عن دورها كقوة إقليمية تقود وتتفاعل وتناصر القضية الفلسطينية.. وما مزايدة البعض ممن يحسبون أنفسهم مهتمين بتلك القضية، أو على دور مصر القومى والعربى والإنسانى، إلا لهو فارغ، يحاول البعض ترويجه بين الوقت والآخر، لعله يحقق لهم دورا يشتاقون إليه منذ زمن، وبالطبع يساعدهم فى ترويج هذا اللهو العملاء وجنرالات المقاهى الفضائية فى لندن، رغم أن مواقف مصر السابقة والحالية، كما سبق أن أوضحت فى السطور السابقة، تثبت أن القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لمصر، وبذلت فى سبيلها العديد من الجهود لوقف إطلاق النار، لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى، الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها، فضلاً عن الجهود الإنسانية التى قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطينى.

 

هذه هى مصر، وهذا هو دورها الذى ارتضته لنفسها عن طيب خاطر، التى يحاول (كذابين الزفة وجنرالات مقاهى لندن) تقليصه، ويسعون للنيل منها ومن شعبها وقيادتها، وهى نفسها التى ستواصل مساعيها الدؤوبة من أجل إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتى ستسعى دائما لتحقيق تسوية عادلة وشاملة من شأنها أن تدعم استقرار المنطقة، وتساهم فى الحد من الاضطراب الذى يشهده الشرق الأوسط، وستعمل على ضرورة الحفاظ على جل الثوابت العربية الخاصة بالقضية الفلسطينية، وتدعم الفلسطينيين فى خطواتهم المقبلة بما يرون فيه مصلحتهم.

 

وهذه هى أيضا مصر التى تعد بالنسبة لى ولكل مصرى، وعبر عنها إسماعيل الحبروك بكل صدق وأمانة حين قال: (يا أغلى اسم فى الوجود يا مصر.. يا اسم مخلوق للخلود يا مصر.. نعيش لمصر.. ونموت لمصر.. مصر.. مصر.. تحيا مصر).