الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
البوصلة

البوصلة

1



لا أعلم من أين أبدأ!! هل أبدأ من تواطؤ المجتمع الدولى مع المشروع الصهيونى بتفريغ فلسطين؟ هل أبدأ من الموقف المصرى السياسى  والشعبى المساند للقضية الفلسطينية؟ هل أبدأ من دموية  نتنياهو العجوز الذى يبحث عن أمر يعوض به فشله فى الداخل الإسرائيلى فأخذ يقتل الفلسطينيين كمصاص دماء؟ هل أبدأ من تواطؤ الإعلام الغربى أم من تواطؤ قادة الغرب ضد فلسطين؟ هل أبدأ من ڤيتو الدم الذى صدر ضد قرار وقف إطلاق النار؟.. فى الواقع سأبدأ بتعزية الإنسانية فى استشهاد ألف طفل فلسطينى والآلاف من ذويهم جراء العدوان الإسرائيلى الدموى على غزة .

2

أسبوع حبس الأنفاس .. فعندما كنت أكتب بوصلة الأسبوع الماضى محذرة من مخطط تفريغ أرض فلسطين، لم أكن أتخيل أن تتداعى الأحداث خلال أيام لتصل لهذه الدرجة، فقد فاحت رائحة الدماء وعمت الكرة الأرضية، وتزاحمت الأرواح الطاهرة فى السماء مولية وجهها شطر الفردوس الأعلى، وظهرت الأنياب الزرقاء وهى تغرز سمها فى المنطقة.

3

موقف غربى متواطئ كشف عن مخطط معد له سلفًا وقد تكون حماس مجرد واجهة، حيث فشل مشروع قرار صاغته روسيا فى مجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية متعلقة بالحرب على غزة، فى الحصول على الحد الأدنى من تسعة أصوات من أصل 15 عضوًا، وأيدت مشروع القرار الصين والغابون وموزمبيق وروسيا والإمارات العربية المتحدة، وعارضته فرنسا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وامتنع ستة أعضاء عن التصويت (ألبانيا والبرازيل والإكوادور وغانا ومالطا وسويسرا).

4

كلمات حازمة قاطعة الدلالة قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال مؤتمر صحفى برفقة المستشار الألمانى أولاف شولتس أكد خلالها على الرفض الشعبى والسياسى لتمييع القضية الفلسطينية، ومحاولة إرهاب الفلسطينيين لدفعهم نحو سيناء هربًا من الموت المحقق على يد إسرائيل.

5

بنيامين نتنياهو الذى طلب من الرئيس مبارك توطين الفلسطينيين فى سيناء، وقال له مبارك إن هذا نذير بتجدُّد حرب 73 بين مصر وإسرائيل، وها هو يعاود نتنياهو الكرّة مرة أخرى مستخدمًا أبشع وسائل القتل والحصار والإرهاب كى يدفع أهل غزة لترك أرضهم، وبالفعل وسط تحذيرات أطلقها الجيش الإسرائيلى بضرورة نزوح نحو مليون مواطن غزاوى من الشمال إلى الجنوب مع إعلان إسرائيل أنه لا وجود لاتفاق وقف إطلاق النار على جنوب غزة، مما يعنى أن الفلسطينيين معرضون لمحاولات قتل وإبادة وفى هذه الحالة لن يكون أمامهم سوى اللجوء للمنطقة الحدودية، ويعد جنوب غزة هو نقطة تماس حدودية مع سيناء، وبالتالى يمكن أن نعتبر ما تقوم به إسرائيل هو تطبيق عملى لحلمها بتفريغ غزة من أهلها وضمها للاستيطان الإسرائيلى.

6

لذلك الجهود الدولية التى تقوم بها مصر بهدف وقف إطلاق النار وتوضيح الوضع الإنسانى المميت فى غزة، يعد من قبيل الحفاظ على حق الفلسطينيين فى أرضهم، لأن إسرائيل هذه الآفة الشيطانية تريد الاستيلاء على الأرض كلها .

7

 الرئيس السيسى رسائله واضحة فلا مساس بالأمن القومى المصرى مهما كلفنا الأمر، والمصريون على قلب رجل واحد.

8

وفى الوقت نفسه عمت أرجاء الجمهورية مظاهرات للشباب المصرى الغاضب الذى يتمنى بحق أن يدخل سيناء حاملًا فى اليد اليمنى السلاح للدفاع عن أرضه وفى اليد اليسرى حل القضية الفلسطينية، وخلال كتابة هذه السطور ترددت أنباء بإجلاء إسرائيل طاقم سفارتها فى مصر خوفًا من التظاهرات الشعبية المنددة بحربها على غزة.