الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
سارة وكحلة ومحمود.. أبطال الذهب أولى بالرعاية

سارة وكحلة ومحمود.. أبطال الذهب أولى بالرعاية

خبر من هنا وآخر من هناك، تلك هى محصلة ما تم نشره عن فوز أوناش مصر فى رفع الأثقال بالذهب والفضة والبرونز، فى بطولة العالم الأخيرة التى أقيمت فى السعودية، بالطبع تلى ذلك استقبال فى المطار بالمزمار والطبل البلدى، يعقبه تصريحات عن الجوائز المالية التى لا تسمن ولا تسد الحاجة، ثم الصمت التام الذى يصل إلى حد الموت الزؤام.. ولو حاولت من جانبك عزيزى القارئ أن تعقد مقارنة بسيطة بين ما يحققه أبطال الألعاب الشهيدة التى من بينها رفع الأثقال وما يحصلون عليه من مكافآت مالية، وبين ما تحققه كرة القدم وما يحصل عليه نجومها، لكانت المقارنة ظالمة بكل المقاييس ولا تجوز أصلا، ناهيك عن المقارنة فى تلقى الرعاية الطبية أو العلاج فهى أيضا لا تستحب، ويكفينى هنا أن أذكر ما قالته الرباعة العالمية سارة سمير صاحبة الذهبيات الثلاثة فى البطولة: «بطل رفع الأثقال عندما يصاب يجلس فى بيته ليعلن قرار اعتزاله إجباريا».. وهى نفسها البطلة التى تقدمت بطلب لتأجيل امتحان الثانوية العامة نظرا لاستعدادها لدورة ريودى جانيرو التى حصلت فيها سارة على ميدالية، لكن طلبها رفض، بعد أخذ رأى الإدارة القانونية بوزارة التربية والتعليم، والتى انتهت إلى عدم جواز عقد امتحان استثنائى للطالبة، لمخالفة ذلك للقواعد الحاكمة والمنظمة لامتحانات الثانوية العامة، وتحقيقًا لمبدأ المساواة والعدالة، الذى طبق على سارة، ولكنه لا يطبق على لاعبى كرة القدم، الذين أقيمت لهم لجان خاصة، مما أدى إلى رسوب البطلة فى الثانوية، فاضطرت مجبرة لترك التدريب لمدة سنة كاملة لكى تتفرغ للدراسة حتى تحصل على الشهادة الثانوية، والتى حرمت منها لوجود أشخاص لا يقدرون أو يعرفون ما هو البطل الأوليمبى وما يحققه لوطنه، والذى يتحكم فيه وفى مستقبله العلمى والرياضى البيروقراطية والروتين الممل، الذى لا يختلف كثيرا عن الفساد الرياضى الذى كان ضحيته رباعى ورباعات (سارة وكريم وجابر فرحان وغيرهم) مما أدى إلى حرمانهم من المشاركة فى دورة طوكيو الأوليمبية، وأدت إلى اعتزال الرباع محمد إيهاب لتضيع على مصر فرصة تحقيق ميدالية أوليمبية مضمونة، وهو نفس الحال الذى كان منتظرًا كان من سارة وكريم ومن أبناء الجيل الذى تلاهم محمود حسنى ونعمة سعيد وياسر حمدان وعبدالرحمن محمد، جميعهم أبطال من ذهب ويستحقون الدعم والتقدير والوقوف بجانبهم، ليس فقط حين تحقيق ميدالية وإنما فى كافة مراحل حياتهم التعليمية والاجتماعية لتتواكب مع حياتهم الرياضية، لتحقيق هدف رياضى يليق بمصر وبتاريخها الرياضى الذى سطر حروفه الأولى السيد نصير فى أولمبياد أمستردام 1928، حين حصل على الميدالية الذهبية، وأعقبه أنور مصباح وخضر التونى الذى هزم الجنس الآرى فى بلدهم وتمنى هتلر أن يكون المانيا فى أولمبياد 1936، وبعدها توالت الميداليات التى كان لرفع الأثقال نصيب الأسد فيها.



شعور أبناء وأبطال الجيل الحالى بالرعاية والتقدير من قبل المسئولين ستجعل الحديد بين أيديهم صفيحًا، خاصة أن أغلبهم من أسر متوسطة الحال، بالمناسبة يجب ألا يقتصر هذا الاهتمام أثناء ممارستهم الرياضة فقط، بل يجب أن يستمر عند الإصابة أو حتى الاعتزال، ولذلك أقترح أن يؤمن على كل رباع أو رباعة يمثل مصر بمبلغ محترم ليعينهم نظير ما قدموه لمصر، حتى لا يحدث معهم مثل ما حدث مع بطلة العالم فى رفع الأثقال السابقة نهلة رمضان، التى أصيبت بضمور فى العضلات ولم تجد من يقف بجانبها لعلاج ما أصابها، فهؤلاء الأبطال لا يجب أن يطبق عليهم الموروث الثقافى المعروف بخيل الحكومة التى كانت تعدم بمجرد إصابتها بالشيخوخة أو المرض أو الإصابة، وهو نفس الحال الذى نطالب بتطبيقه على غيرهم من أبطال الألعاب الشهيدة فى المصارعة والخماسى الحديث والملاكمة والجودو والكاراتيه والتايكوندو وغيرها من الرياضات التى لا نعيرها اهتماما، رغم أنها تعد الأقرب لتحقيق ميدالية أوليمبية.. بالتأكيد لم ولن تكون كرة القدم التى نقدم لها كل شىء من بينهما.