الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
إعلام رياضى مضلل!

إعلام رياضى مضلل!

لم أكن أتوقع أن تكشف مفاوضات انتقال أيقونة الكرة المصرية محمد صلاح إلى الدورى السعودى، مدى الزيف الذى يعيش فيه إعلامنا الرياضى، والذى بدوره عدا غيره من وسائل إعلامنا الأخرى، حيث استندت جميعها فى تأكيد انتقال صلاح الذى لم يتم فى الأساس، على مصادر غير معلومة أو على استنتاجات لمحللين رياضيين وغير رياضيين، أو على تقارير لا يعرف أحد من مصدرها، لدرجة وصل معها الحال إلى أن يطل علينا إعلامى شهير ليؤكد انتقال أبومكة إلى اتحاد جدة، بل حدد موعد إعلان الصفقة، ولتأكيد ما صرح به عبر برنامجه استشهد بالآية الكريمة: (قُضِيَ ٱلأَمرُ ٱلَّذِى فِيهِ تَستَفتِيَانِ)، لدرجة أننى شعرت أن سيادته كان يجلس مع محمد صلاح شخصيًا ونقل عنه ما أعلنه على مشاهديه.



من الممكن أن أفهم أن السعى خلف خبر خاص بصلاح يعد من وجهة نظرى على درجة كبيرة من الأهمية إعلاميًا ورياضيًا، خصوصًا أن الأرقام التى صاحبت نشر الخبر ستجعل منه أغلى لاعب فى تاريخ كرة القدم، شريطة أن تكون الأخبار والمعلومات والأرقام المصاحبة له صحيحة وتستند على مصادر موثوقة سواء من نجمنا المصرى أو حتى وكيله، أو من نادى ليفربول الذى يملك حق تقرير مصير صلاح، ولكن الاعتماد على تقارير ومعلومات غير مؤكدة، يثبت أن صحافتنا وإعلامنا الذى لهث خلف خبر الانتقال ليس له من هدف سوى اعتلاء التريند الملعون، الذى بات البحث عنه هدفًا مشروعًا لبعض وليس كل الجهات الإعلامية التى بارت بضاعتها، وبالتالى فقدت زبائنها التى كانت تعتمد عليهم فى تسويق منتجاتها، بعد أن حدث تغير ما فى أذواق المشاهدين أو المستمعين، نتيجة للتحول الرقمى والتكنولوجى الذى تمكن من عقول المستهلكين، أو بمعنى أصح المتلقين لمثل هذه الأخبار حتى ولو ثبت عدم صحتها بعد ذلك، لتتحول مثل هذه الجهات الإعلامية وبقدرة قادر من صحافة المعلومات وتأكيد الخبر إلى صحافة البحث عن التريند للبحث عن الشهرة والرواج التى فقدت متابعيها عقب فقدانها للمعلومة الصحيحة والمصداقية.

بالمناسبة أنا لا أستطيع أن أعمم ما كتب فى السطور بعاليه على جميع الجهات ووسائل الإعلام، لأنه مازال هناك جهات تعمل وفق أسس ومعايير تلتزم فيها بميثاق الشرف الإعلامى والمهنى الذى يحتم تدقيق المعلومة والتأكد من مدى صحتها قبل الخوض فى شأنها أمام المشاهد أو القارئ، ومن أجل مهنة الإعلام السامية والذى يلتزم بمعايير وأخلاق وشرف مهنى يعتمد على قول ونشر الحقيقة فقط، أجد لزامًا على كل من تصدى لهذه الواقعة دون سند أو معرفة حقيقية بضرورة تقديم اعتذار لكل من حاولوا أن يوهموهم بأنهم يقولون الحقيقة المعتمدة على مصادر موثوق منها، رغم أنها ليست كذلك.

ولأن الشىء بالشىء يذكر أطالب أيضًا بعض الصحف والمواقع بنوع من احترام المهنة والقارئ أو المتابع فيما تنشره، فهذه الجهات (وللأسف بعضها ملىء السمع والبصر) باتت تعتمد على نشر خبر زيادة المعاشات قبل بداية كل شهر، اعتقادًا منهم أن مثل هذا الخبر حتى ولو كان كاذبًا سوف يزيد من نسب التوزيع أو المشاهدة، علمًا أن ميعاد زيادة المعاش معروف للقاصى والدانى، لهذا أطلب من هذه الجهات بأن تكف عن اللعب بمعاناة 11 مليون مواطن من أصحاب المعاشات، لأنهم بذلك يساهمون عن قصد وتعمد فى الضحك والسخرية من أصحاب هذه الفئة، على اعتبار أنهم بذلك يقدمون لهم خدمة، فى حين أنهم فى الحقيقة يساهمون فى تضليلهم وخداعهم، ويفقدهم المصداقية فى مهنة تعتمد أولاً وأخيرًا على الحقيقة والشرف، لهذا ولغيره كثير أقول وبأعلى صوت أن مثل هذا الإعلام المغرض وغير المسئول مرفوض ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن يقبل به أى صحفى أو إعلامى شريف.