الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
البوصلة

البوصلة

1



نستكمل عزيزى القارئ ما سردناه فى البوصلة الأسبوع الماضى وكان عن مذكرات الجهادى عصام دراز حول تنظيم «العائدون من أفغانستان» والمعلومة التى سأنقلها عنه الآن هى ليست جديدة؛ لكن لم أكن أتوقع أنها ساهمت فى تشكيل هذا التنظيم فيقول دراز: «تلك العناصر التى سافرت فى الثمانينيات من خلال قناتين الأولى هى نقابة (…..) التى يسيطر على مجلسها عناصر أصولية»..

2

أتحفظ على ذكر اسم النقابة كما ذكرها دراز فى كتابه لأن من المعروف أن هذه النقابة خلال حكم الرئيس مبارك سيطرت عليها جماعة الإخوان لسنوات طويلة وكانت رافدًا رئيسيًا لزيادة عناصر التنظيم وكذلك جمع التبرعات وتمويل أنشطة الجماعة وانتهى كل ذلك مع زوال حكم الإخوان، لكن ما هو جديد بالنسبة لى أنها كانت داعمة لتنظيم «العائدون من أفغانستان» كما ذكر عصام دراز والعهدة على الراوى، وتحفظى على ذكر اسم النقابة يعود إلى خطورة الاتهام حتى ولو كان فى الماضى، وما قد يتسبب فيه من ضرر معنوى لأعضاء آخرين فيها يبذلون كل جهدهم للحفاظ على المهنة والعمل بدافع وطنى.

3

ويكمل دراز: «أما القناة الثانية فكانت السفر خلسة وبجوازات مزورة عبر بعض الدول للانضمام إلى ثلاثة تنظيمات دينية هى الإخوان المسلمون والجهاد والتكفير الهجرة».

4

ويذكر أيضًا: «كانت أجهزة الأمن المصرية هى أول أجهزة عربية تنبهت للشباب المجاهد فى أفغانستان حين قامت بإدراج أسمائهم فى قوائم خاصة وترقب وصولهم».

5

نشرت جريدة الحياة اللندنية تقريرًا حول نفس القضية عام 1992 ذكرت فيه: «تتمثل خطورة عودة هؤلاء من وجهة نظر أجهزة الأمن المصرية بعوامل منها أن تلك العناصر تلقت تدريبات على درجة عالية من الكفاءة القتالية المتمثلة فى استخدام بعض الأسلحة الدفاعية والهجومية وكيفية إعداد المتفجرات، إضافة إلى إلقائها، وأنها تلقت عقيدة قتالية وتثقيفًا جديدًا يتمثل فى فرض الأمر الواقع بالسلاح والقتال باعتباره أقصر الطرق للوصول للحكم».

6

وكأن التقرير يكشف عن المستقبل، فعندما فشلت الجماعة فى تحقيق مخطط التمكين إبان حكم محمد مرسى واصطدمت مع الشعب لجأت لأبشع طرق الإرهاب وحروب الشوارع وفرض وجودها بالعنف المسلح سواء ضد المدنيين أو العسكريين مستعينة بعناصر جهادية من خارج تنظيمها ومن خارج البلاد.

7

يقظة أجهزة الأمن بهذه الدقة هى أمر معهود يحسب لها، وبالمناسبة العديد من عناصر تنظيم الإخوان تحدثوا عن نفس الأمر فى مذكراتهم، ولا يوجد دليل على نجاحك أعظم من أن يتحدث عنه عدوك.

8

فى النهاية القصة قديمة حديثة، فصولها متشابهة لدرجة التطابق، أهدافها واحدة لا تتغير، عناصرها تتوارث الغل والعنف على مدار أجيال، وتبقى النتيجة واحدة هى أن المكون المصرى بكل عناصره يرفض فكرهم مهما كلفه الأمر، وبذلك ستظل مصر هى العقبة الوحيدة أمام هذا التنظيم.