الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الذين يزدرون المرأة

الذين يزدرون المرأة

«الرجل كائن أخلاقى.. أما المرأة فهى كائن طبيعى وليس لها أخلاق بل عادات وشعائر وأحكام»



هذه العبارة الحادة العاصفة الجائزة القاطعة الباترة وردت فى كتاب قديم لـ«عباس العقاد» هو «هذه الشجرة» والمقصود بالشجرة هى تلك التى أكلت منها المرأة لأنها نهيت عنها ثم أطعمت آدم معها.. وهو يرى أن هذه الشجرة هى عنوان ما فى المرأة من خضوع يؤدى إلى لذة العصيان ومن دلال يؤدى إلى لذة الممانعة.. ومن سوء ظن وعناد ضعف واستطلاع جهل وعن عجز عن المغالبة بغير وسيلة الترغيب والإغراء.. كما أنه يرى أن المرأة لا تبتدع فى صناعة من الصناعات أو فى فن من الفنون وإن طال عملها فيه، فإذا شاركها الرجل فى الطهو أو الخياطة أو التزيين والتجميل كان له السبق بالتجويد.. كما يرى أنه منذ القدم كانت المرأة تنوح وتبكى ولكنها لم تنظم فى الرثاء قصيدة واحدة تضارع قصائد الشعراء العظام.

نخلص من ذلك أنه ليس جديدًا أن نقول إن المفكرين والظلاميين من الإخوان والسلفيين وفقهاء فتاوى التحريم والتجريم يكرهون المرأة وهم -رغم انحدار سلاطين الحكم الإخوانى- ما زالوا منتشرين فى وسائل الإعلام مواصلين رسالتهم المقدسة فى ازدراء المرأة واعتبارها أصل كل الشرور ومبعث كل الرذائل ومنبع كل الآثام.. وجوهر كل الخطايا.. وهى عورة من رأسها حتىأخمص قدميها.. ويسعون إلى حرمانها من حقها فى التعليم والعمل.. وما زالوا يروجون لزواج القاصرات ومشروعية الختان.. لكن هذا لا ينفى وجود نوع آخر من أعداء المرأة لا ينظر إليها من منظور ثقافة الحلال والحرام ولا يناقش وجودها الإنسانى بناء على عنصرية بغيضة.. ولكنها عداوة من النوع الرقيق المسالم المهادن ونقصد بها عداوة بعض الأدباء والمفكرين التى لا تستهدف فى أغلب الحالات سوى جذب اهتمام النساء وإثارة فضولهن لقراءة أعمال الكاتب الذى يناصبهن العداء وتشمل القائمة توفيق الحكيم وعباس العقاد وأنيس منصور وأحمد رجب وبعض الفلاسفة وعلى رأسهم «نيتشة» و«شوبنهاور».

وأنيس منصور -الذى يرى أن المرأة إنسان شديد التعقيد وشديد الحساسية وقد خلقها الله لسببين: ليزداد عدد سكان الأرض وليزداد عذاب الرجل- يؤمن إيمانًا قاطعًا بأن المرأة لم تنل حريتها واستقلالها لأنها كافحت وتعذبت وإنما بسبب إيمان الرجل بالمساواة بين كل الأجناس وكل الألوان.. المساواة بين الأبيض والأسود والأصفر.. بين الغنى والفقير.. بين الرجل والمرأة.. فليس حبًا فى المرأة أن أعطاها الرجل حريتها، ولكنه تقديس الحرية وتقديس المساواة.. وتقديس العدالة هى التى أعطت للمرأة حريتها فى أن تتعلم وتعمل وفى أن تختار أسلوب حياتها وفى اختيار الأب المناسب لطفلها.