الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
صدمة حمدين!

صدمة حمدين!

«دماء أطفال سوريا ستطارد نظام الأسد حتى النهاية»، التصريح السابق مصدره وقائله فى يوم 9 يونيو عام 2012 السياسى المصرى حمدين صباحى، وهو نفسه الذى التقى مؤخرًا مع الرئيس السورى بشار الأسد، بصفته الأمين العام للمؤتمر القومى العربى، وهو أيضًا من كان سببا فى حالة الغضب والانتقادات التى شهدتها مواقع التواصل الاجتماعى بسبب هذه الزيارة، وهو أيضًا من صدر صورة لنفسه بأنه المناضل وحامى الحمى المطالب بحرية الشعوب والديمقراطية والمطالب بحقوق الإنسان العربى المهدرة (على حد وصفه) فى منطقتنا العربية، وأخيرًا هو نفسه من عبر عن استنكاره الشديد للمذابح التى يرتكبها نظام بشار الأسد ضد الشعب السورى، وبصفة خاصة استهدافه لقتل الأطفال، ومن أجل كل ذلك أجد نفسى فى حالة استغراب شديد مما يفعله حمدين أو غيره ممن يحسبون أنفسهم سياسيين وباتوا ينددون يوميا بانتهاك الحقوق وتقييد حرية الرأى، فى الوقت الذى يسارعون فيه بلقاء من يقوم بارتكاب جل ما يطالبون بتعديله أو تصحيحه فى وطنهم، تجارة مربحة تتم تحت غطاء السياسة الفضفاض.



بالمناسبة السطور السابقة ليس لها علاقة بنظام الحكم فى سوريا وما يحدث فيها، فجل مصرى يتمنى من صميم قلبه لشعبها الحبيب الأمن والخير والسلامة، وبالمناسبة أيضا حمدين سبق أن أيد وسافر أيضًا للقاء صدام حسين والقذافى وقت توليهما الحكم فى بلديهما، بل إنه كان هو من أقنع الفنانين والمخرجين ونجوم المجتمع بالسفر إلى بغداد فى طائرة خاصة للقاء الزعيم المفدى صدام، خلال فترة الحصار الاقتصادى الذى فُرض على العراق، ومن هنا يتضح أن تاريخ الصباحى العروبى لا يفارقه قط حتى ولو فى منامه، ولذلك جاءت زيارته لسوريا للوقوف بجانبها، والعمل فى المرحلة المقبلة على «تفعيل دور الأحزاب والمنظمات الشعبية، للاستفادة من الأجواء الإيجابية على الساحة العربية، لدعم المساهمة الشعبية فى مسيرة إعمار سوريا، وكسر كل أشكال الحصار المفروض عليها».

عمومًا أنا أو غيرى وهم كثر لا تشغلنى زيارة حمدين أو غيره لسوريا، ولكن ما أحب أن أبرزه للعامة قبل الخاصة هو تلك الازدواجية التى تصيب البعض من بنى البشر فيغفلون عن قصد وتعمد ما سبق أن رفضوه وصرحوا به وأعلنوه، تحت حجج وأوهام العروبة، التى حاول البعض أن يلصق نفسه بها لعلها تحقق لهم بعضا من النجاح فى يوم ما، خاصة أن صاحبنا سبق له أن اتهم جميع الأنظمة التى تلت حكم عبدالناصر بالفشل، وهذا تحديدا ما يجعلنى أبادر بتوجيه سؤال مباشر له شخصيا لكى يدلل لى عن معنى الفشل الذى يتهم به الغير، ما هو تاريخك مع النجاح وماذا حققت لنفسك من خلاله؟!

من ناحيتى سأترك الإجابة لمن يتابع تاريخك السياسى والنضالى والإعلامى كمان (لو حبيت) ولن أتهمك كما اتهمت غيرك بالفشل، لأن وقتها سيكون الحكم عليك من خلال أفعالك وتصرفاتك، والتى بسببها ارتميت لبعض الوقت فى أحضان الجماعة المحظورة إياها، ثم عدت بعد ذلك وطالبت بعدم إقصائهم من المشهد السياسى رغم علمك بأن أيادى هذه الجماعة ملطخة بدماء العديد من المصريين.. لعن الله التلون والازدواجية (قل ما شئت) التى عفى عليها الزمن والتى أصابت البعض من السياسيين، رغم يقينهم بأن التاريخ يرصد بالحرف والكلمة جل تصرف أو سلوك (إيجابيا كان أم سلبيا، لأن كل واحد متعلق من عرقوبه) ولكن يبدو والله أعلم أن صاحبنا قد فقد توازنه بهذه الزيارة، بالمناسبة أيضا فقدان التوازن هو نفس التعبير الذى سبق أن استخدمه حمدين ضد الفنانة رغدة عندما غازلت نظام الأسد الفاشى وأيدته فيما يفعل، فى حين أن زيارته لا تعد مغازلة، فهى نضال وعروبة، وفى قول آخر لعب وتجارة على جميع الأجنحة، وقد يكون نجاحًا من وجهة نظرك، يعوض الكثير من مراحل الفشل التى تنال عليها درجة الامتياز.