الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
البوصلة

البوصلة

1



تحل علينا هذا الأسبوع ذكرى فض «اعتصام رابعة» غير القانونى؛ حيث قامت جماعة الإخوان المسلمين بالاعتصام بميدان رابعة العدوية تمهيدًا لتجييش عصابات وميليشيات وإشعال حرب الشوارع والتخريب، اعتراضًا على رفض الشعب المصرى لهم ولمنهجهم.

2

القصة قديمة عزيزى القارئ، ما قامت به جماعة الضلال كان له تمهيدات متعلقة بالإسلام السياسى حول العالم، فالإخوان المسلمون هم فرع من أصل يهدف لاستعادة ما يطلقون عليه «الخلافة الإسلامية» وتغيير أنماط الحكم فى بلاد مختلفة لتكون تحت إمرة خليفة واحد ولتذهب القوانين والدساتير والحدود إلى الجحيم.

3

اليوم سأستعرض لمحات من قصة كانت مشهورة لكن الأجيال الجديدة لا تعرف عنها شيئًا، وسأنقلها من مذكرات واحد من أبناء نفس التيار هو عصام دراز، والقصة هى «العائدون من أفغانستان».

4

بالرغم من محاولات دراز المستميتة لنفى صفة انتمائه للتيار الجهادى؛ فإنه لم يكن مقنعًا لأن دور محامى الشيطان الذى كان يلعبه للدفاع عن رموز التيار كان فاضحًا لدرجة بعيدة، مثلًا افتخاره بقدرته النادرة على اختراق معسكرات تدريب الشباب العربى فى أفغانستان وعلاقته بأسامة بن لادن كشف عن تقبل وجوده بينهم.

5

وشهد شاهد من أهلها.. يستهل دراز رؤيته لهجمات الجماعة الإرهابية فى الثمانينيات التى قامت بها الجماعات الإسلامية الجهادية بأن بذرته بدأت فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر بسبب موقفه من جماعة الإخوان المسلمين، وبالتالى هو يعترف ضمنيًا بأن الجماعات التكفيرية الجهادية ما هى إلا مولود شيطانى من رحم الإخوان المسلمين، ولا يمكن أن نغفل أن دراز نفسه كان من بين المتهمين بالانتماء للجماعة خلال هذه الفترة.

6

«عندما ذهبت إلى أفغانستان لاحظت الاهتمام والتقدير الكبير الذى يحمله المجاهدون الأفغان لجماعة الإخوان المسلمين، ويرجع ذلك التقدير إلى أنها الحركة الإسلامية الأولى فى العصر الحديث التى أحيت فرض الجهاد».. يعود دراز ليؤكد على العلاقة الوثيقة بين الإخوان ومجاهدى أفغانستان لكن هذه المرة بشكل واضح ومباشر، ويستكمل: «ولهذا فإن الجهاد الأفغانى يعتبر نفسه فكريًا رافدًا من روافد فكر الإخوان المسلمين».

7

كانت مدينة «بيشاور» مركز تدريب المجاهدين وأيضًا مسرحًا لصدامهم العنيف، فاختلاف روافدهم خلق نزاعًا فيما بينهم حول الطريقة، فكان التنظيم الجهادى يرى أن شباب الإخوان يميلون إلى دعم المجاهدين بالتعليم وأعمال الإغاثة وبناء المستشفيات، فى حين أن شباب جماعات الجهاد والجماعة الإسلامية والسلفيين يميلون إلى القتال على الأرض فى صفوف الأفغان… معلومة ذكرها دراز وقد تبدو عابرة لكنها على العكس تمامًا، فبهذا الفكر استطاعت جماعة الإخوان تطويع الجماعات الجهادية لتكون الذراع العسكرية لها وتكتفى هى بلعب الدور السياسى والاجتماعى.

8

«آيات الرحمن فى جهاد الأفغان» كتاب ذكره دراز وخطه عبدالله عزام يزف البشائر السارة للشباب المجاهدين حول الآيات والكرامات التى ستحدث لهم وحدثت لمن قبلهم من المجاهدين، مثل الرصاص الذى لا يخترق أجسادهم والقنابل التى لن تنفجر فيهم والنور يصعد من أجساد شهدائهم التى لا تتحلل مثل باقى البشر، والضباب الذى يسترهم والطيور التى تحرسهم، المهم أن دراز يقول أن هذا الكتاب كان يلقى قبولًا واستحسانًا بين شباب العرب المجاهدين، وجعلهم يظنون أنهم سيرون الملائكة وهم يقاتلون وأنهار الخمر وروائح المسك، ورفاقًا مثل صحابة الرسول.. حتى اصطدموا بالواقع الذى وصل بهم لدرجة أن الكثير منهم تم قتلهم بخيانة من داخل المنظمات الأفغانية ذاتها.

وفى بوصلة الأسبوع القادم نستكمل القصة.