الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«هانى شاكر» يغنى بطريقة «حلال ليا وحرام على غيرى»!

هنا على صفحات «روزاليوسف» كتبت لأكثر من مرة فى أكثر من مقال، وقت جلوس الفنان «هانى شاكر» على كرسى رئاسة نقابة المهن الموسيقية، وأكدت على أنه المستفيد الأول، من افتعال أزمة أغانى «المهرجانات».



وإذا عدنا إلى محرك البحث «جوجل»، أو موقع الفيديوهات يوتيوب، وبحثنا عن ظهور اسم «هانى شاكر» فى نتائج البحث فى الفترة الزمنية التى كان يشغل فيها منصب نقيب الموسيقيين، سنجد أن تواجده الإعلامى كان مبنيًا بشكل رئيسى على كونه المحارب الأول لحماية الذوق العام، والعدو الكاره لنوعية أغانى المهرجانات، وقد سخر كل ما يملك من قوة إعلامية، وقبول جماهيرى، واستفاد من تاريخه الغنائى الممتد لسنوات طويلة، مستغلاً خوف المجتمع من «المجهول»، ليشن حربه بطريقة «غير مدروسة» على أغانى المهرجانات، ظنًا منه أنه سينجح فى ذلك، ويستطيع أن يمحو شكلاً غنائيًا تم تأسيسه بشكل حقيقى على مدار سنوات متعاقبة، حتى وصل إلى الشكل النهائى الذى عليه الآن.

«هانى شاكر» عندما كان يُشارك فى مهرجانات الموسيقى العربية، أو محكى القلعة، أو أى تجمع غنائى جماهيرى فى السنوات التى شغل فيها منصب نقيب الموسيقيين، كان الصحفيون يسألونه عن أغانى المهرجانات، ولا يسألونه عن المحتوى الغنائى الذى سيقدمه فى الحفلات، أو إصداراته الغنائية الحديثة التى فشلت فى أن تحظى بأى فرصة للنجاح لدرجة أنه لا يعطيها المساحة الكافية للعرض الجماهيرى فى حفلاته الغنائية لتشككه فى كون هذه النوعية من الأغانى تتناسب مع شخصيته الغنائية التى صنعها على مدار سنوات أم لا!

بالإضافة إلى الـ«برسونا» التى رسخها «أمير الغناء العربى»، لدى جماهيره طوال فترة رئاسته لنقابة الموسيقيين كمدافع عن حماية الذوق العام، ولكنه فى الوقت ذاته، هو كفنان يعلم جيدًا أن «المهرجانات» لها جمهور حقيقى، وأن ما كان يقدمه «زمان»، لن يتجاوب معه الجمهور الحالى إذا أعاد تقديمه بنفس الطرق، وأن مشروعه الغنائى لابد له من تجديد، ولذلك كان «هانى شاكر» أمام أزمة حقيقية.

 ولذلك كانت هناك أسئلة مهمة، وتجاربه الغنائية الأخيرة أثبتت بالنتائج أن الفنان الكبير فشل فى الإجابة عنها.

هذه الأسئلة كانت: كيف سيواجه «هانى شاكر» التغيرات التى طرأت على شكل الأغنية المصرية؟ وإذا قام بتغيير جلده، فكيف سيخالف الـ«برسونا» التى صنعها لنفسه كـ«أمير للغناء العربى»؟!

الإجابات جاءت من خلال إصدارات غنائية «عشوائية» لا يربطها ببعضها أى رابط من أى نوع، ففجأة نجده يغنى (بنت الجيران) لـ«حسن شاكوش وعمر كمال»، رغم أنه أكثر من هاجمها، ولكنه كفنان يعلم جيدًا مدى شعبية هذه الأغنية وبشكل فطرى غار من نجاحها.

ثم نجده يحاول بعد ذلك مغازلة الجماهير الجديدة من الأجيال الحديثة، فذهب إلى نجوم البوب المصرى «عزيز الشافعى، وتامر حسين، وجلال الحمداوى» ليصنعوا له (لو سمحتوا يمشى يتمخطر براحته)، وهى أغنية جيدة قطعًا ولكنها خارج القاموس الغنائى لـ«هانى شاكر».

ومؤخرًا أصدر أغنية بهوية المهرجانات بعنوان (الكبير)، بصناعة الشاب المجتهد الذى أثبت لأكثر من مرة نجاحات كبيرة فى اللون الشعبى، وهو «مصطفى شكرى»، ككاتب وملحن، يفهم جيدًا ما يحبه الجيل الجديد من المراهقين الذى يبحث عنه «هانى شاكر»، فصنع له أغنية بمفردات شعبية يتحدث فيها «هانى شاكر» عن نفسه، ويفخم فى قدراته ويتحدى الآخرين على طريقة مغنيين الراب والمهرجانات، ولكن بجمل لحنية يستطيع أن يبرز فيها «شاكر» قدراته الصوتية.

ولكن فى النهاية الأغنية لم تلق النجاح الجماهيرى المرجو، ولن تحققه مع مرور الزمن، لأن بكل بساطة «هانى شاكر» رسم لنفسه صورة لدى الجمهور بأنه ضد هذه النوعية من الأغانى، بل إنه نصب نفسه المحارب الأول ضدها، فلماذا إذن تغازل جمهورها؟

«هانى شاكر» فى أزمة حقيقية الآن، لأنه أصبح التطبيق الفعلى للمقولة الشعبية التى تقول: «عينى فيه وأقول أخيه»، فهو عينه على النجاح الجماهيرى لهذه النوعية من الأغانى، ويريد مغازلة الجماهير الأصغر سنًا ويواكب متطورات العصر، ولكنه قبل ذلك عندما كان نقيبًا للموسيقيين كان يحارب زملاءه، بل إنه استغل نجاحاتهم الجماهيرية ليهاجمهم ويظهر على الشاشات مرتديًا زى الناقد على «حس نجاحاتهم»، كرئيس لمجلس إدارة الذوق العام المصرى!

ولكن الآن بعد خفوت الأضواء، وزوال منصبه الرسمى، عاد لممارسة حياته كفنان، وأجبرنى كصحفى أن أتعامل مع أعماله الحديثة وفقًا لأحكامه السابقة على زملائه ليكون السؤال فى النهداية الذى لن يجاوب عنه «هانى شاكر» بصراحة «هو حلال ليك؟ وحرام على غيرك»؟.