مى كرم جبر
البوصلة
1
سياسة عرجاء تلك التى تعتمد على معارضة قوية وموالاة ضعيفة، لأنها تشكل نمطًا معيبًا وغير معهود حتى فى الدول المتقدمة.
2
لكن مفهوم الموالاة عندنا يشوبه الخلل، فبين من يمارسون دور الوصاية بلسان منفلت ووصلات «ردح» سوقية، وبين من يقتصر دورهم على الخدمات فقط، تاه مفهوم القوى السياسية التى تساند النظام السياسى القائم.
3
وتصدير فكرة أن هذا هو مستوى السياسيين المتاح سيعمق من أزمات قد يكون لها تأثير مباشر على الشارع.
4
قد تكون للغرب ضغوط تجاه دعم تيارات سياسية بعينها؛ لكن هذه الضغوط لن تتحكم فى المناخ السياسى العام.
5
ليس من حق المعارضة أن تطالب بمنع مرشحين لأى نوع من الانتخابات.
6
واهم من يظن أن تيارات المعارضة آتية من خلفية وردية تحترم حرية الرأى والتعبير، وتقدس الديموقراطية، وترعى حقوق المواطن.
7
ولن أضع المعارضة كلها فى سلة واحدة لأن هناك أحزابًا ضليعة فى العمل السياسى، تفهم محددات الدولة، وتحترم الدستور والقانون، ولها سمعة وتاريخ لدى الشارع المصرى.
8
عهدى بالسياسيين المعارضين ذلك النوع الشاذ فى أفكاره، أنهم بشر لم يجدوا أنفسهم فصبوا غضبهم المستمر على كل ما هو نظامى فى الدولة، لم يعرفوا معنى النجاح فاتهموا الدولة بالفشل، لم يعرفوا معنى المشاركة فأطلقوا أفكار الإقصاء، ولم يعرفوا معنى العمل فحطموا كل ما هو نافع وناجح خوفًا من ازدهاره ونموه لأن فى هذه الحالة لن يكون لهم صوت ولا دور.
9
هل يعنى ذلك أن تمارس القوى سياسة التأييد المطلق؟! بالقطع لا.
10
أى شخص مهما كانت أيديولوجيته يمكن له أن يمارس المعارضة، لأن الوضع الذى يستوجب التصحيح لا يمكن السكوت عليه، لكن الفرق هنا بين عقول لها نوايا حسنة، وأخرى تحركها النوايا السيئة، وعلى كل الأحوال الشارع جرَّب كل الأنماط السياسية ويصعب خداعه.
