هل تعترض أسرة الزعيم جمال عبدالناصر على أحداث مسلسل «صديق العمر» ؟!

ايناس كمال
أخيرا.. ستخرج العلاقة المثيرة للجدل بين الرئيس جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر للنور بعد تجميد استمر لأكثر من عشر سنوات أدت إلى فشل مشروع يكشف العلاقة بين الرئيس والمشير عامر فى عمل سينمائى باسم «الزعيم والمشير»، عمل درامى يظهر تفاصيل العلاقة من المقرر عرضه على الشاشات فى رمضان القادم.
انفراج الأزمة أسفر عن مولد العلاقة الشائكة بين عامر وناصر والوقوف على حقيقة موت عامر ما بين انتحار أو القتل، بطولة باسم السمرة فى دور عبدالحكيم عامر وجمال سليمان فى دور عبدالناصر ودرة فى دور برلنتى عبدالحميد وصبرى فواز الذى يقدم دور «محمد حسنين هيكل» وأمجد عابد فى شخصية «زكريا محى الدين» وعاطف عمار الذى يجسد شخصية «صلاح نصر» والوجه الجديد سيف يوسف ومن تأليف السيناريست محمد ناير، المسلسل عن قصة الكاتب ممدوح الليثى «المشير والرئيس» من إخراج عثمان أبولبن.
عثمان أبولبن مخرج المسلسل قال لـ«روزاليوسف» إن القصة تاريخية تروى أحداث الفترة ما بين عامى 1961 و1971 وتتحدث عن العلاقة بين المشير عبدالحكيم عامر والرئيس جمال عبدالناصر، وأضاف أبولبن: القصة الأساسية للكاتب ممدوح الليثى ويقوم بمعالجتها تاريخيا الكاتب محمد ناير بعد موافقة ورثة الليثى وعمرو عبدالحكيم نجل برلنتى عبدالحميد زوجة عبدالحكيم عامر لاعتراضهم سابقا على القصة وتحويل حياة المشير لقصة دون الرجوع إليهم.
أبولبن قال لنا أيضا إنه لم تكن هناك خلافات من الأساس حول العمل، بل تم الإعداد الجيد لجميع النقط الخلافية فى المشروع وبالاطلاع على مذكرات تاريخية عديدة لهذه الفترة للشافعى وشمس بدران وغيرهما، مضيفا أنه ليس من حق أحد الاعتراض على الأحداث لأنها كلها تاريخية وموثقة من عدة مصادر ومؤرخين تم الاستعانة بهم.
على الرغم من أن التاريخ يكتبه مؤرخون لكل منهم وجهة نظر مختلفة، إلا أن أبولبن أكد أنه تم التوصل بعد عدة أبحاث مكثفة إلى النقاط المشتركة تاريخيا بين شخصيتى ناصر وعامر، مؤكدا أن المسلسل لا يأتى بجديد فى هذه العلاقة، فالمعروف فعلا أنهما كانا صديقين، أما عن نهاية المسلسل والتى تأتى بمقتل عامر فتركها أبولبن للجمهور رافضا الإفصاح عنها لحين عرض المسلسل فى رمضان القادم.
المعروف أن مشروع «الرئيس والمشير» قد واجه عدة خلافات قبل البدء فى تصويره، وتعرض الفيلم فى عام 2003 لمشاكل رقابية كثيرة بسبب نهايته، مما اضطر الليثى وقتها لأن يجعل للفيلم نهايتين مختلفتين إحداهما ينتحر فيها المشير عامر والأخرى يتم اغتياله بالسم، فى 3 يناير 2001 لكن لجنة التظلمات العليا التى رأسها نائب رئيس مجلس الدولة حسم النزاع بين الليثى والرقابة لصالح الأول وألغت القرار السلبى بالرفض وقررت إعادة الفيلم للرقابة للموافقة عليه.
يذكر أن الراحل أحمد زكى كان مرشحا للقيام بدور المشير عامر وتم تقدير الميزانية الأولية للفيلم بحوالى 8 ملايين جنيه مصرى، على أن يقوم بإخراجه خالد يوسف، ورشح عدة وجوه للبطولة منها نور الشريف فى دور جمال عبدالناصر ثم عدل يوسف عن اختياراته ليختار أحمد السقا فى دور المشير وخالد النبوى فى دور ناصر ورشح أيضا فتحى عبدالوهاب فى دور ناصر.
وكانت أسرة المشير عبدالحكيم عامر قد رفضت تصوير فيلم يتناول حياة والدهم دون مراجعته تاريخيا من جانبهم، حيث هاجم عمرو نجل عامر القائمين على العمل فى وسائل الإعلام لعدم إشراف الأسرة على مراجعة المعلومات التى يتناولها العمل تاريخيا، متخوفا من تشويه صورة والده، كما يحدث فى معظم الأعمال الفنية، وإظهاره أنه إما المخطئ دائما أو أنه صاحب علاقات نسائية.
التحدى الأكبر الآن هو إتقان جمال سليمان وإجادة اللهجة المصرية، على الرغم من تواجده بمصر لعشر سنوات، لأن الزعيم جمال عبدالناصر كان بطلا عربيا وليس مصريا فقط، سليمان مطالب بأن يتقن اللهجة المصرية العامية، أما الأزمة المرتقبة الآن فهى هل سيلتزم ورثة الزعيم جمال عبدالناصر بتفاصيل «شخصية» تخصه دون مراجعة منهم؟ هذه الإجابة، سوف تكشف عنها الأيام القادمة.