الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
جيش الشعب

جيش الشعب

يعرف البعيد قبل القريب أن قوة مصر وشعبها على مر السنين، مستمدة من قوة وعزة جيشها، لأنه وبكل بساطة وأريحية جيش مكون من الشعب، ولهذا لم يساورنى أى شك فى أن الجيش يمكن أن يتأخر أو يتوانى عن الوقوف بجانب شعبه الذى يعد منهم وهم منه، الوقائع والمعطيات قديما وحديثا تؤكد وتبرهن على ذلك، ولهذا جاء موقف الجيش المصرى العظيم المساند والمؤيد والحامى لثورة شعبه العظيم فى 25 يناير 2011، وثورة 30 يونيو 2013، ليثير دهشة البعض ممن لا يعرفون طبيعة هذا الشعب وخصائصه وممن يجهلون عقيدته، فهم لا يعرفون أن هذا الجيش على مدار تاريخه جزء لا يتجزأ من شعب مصر العظيم، ولذا لم يقبل يوما أن يكون من ضمن أفراده أجنبى واحد، لاعتماده على المصريين فقط، وبالتالى يعد انحيازه لشعبه أمرا طبيعيا، وهذا تحديدا ما لا يدركه أصحاب النفوس الضعيفة التى أصابها الغرض والمرض، الذين يحاولون دائما الوقيعة بين الجيش وشعبه، وبالطبع يساندهم أصحاب المصالح، الذين لا يعون أن كافة العاملين فى هذه المؤسسة العسكرية، كبيرا كان أم صغيرا لا يخرجون من ثكناتهم إلا عندما تضطرهم الظروف، إما لتأمين البلاد أو المشاركة فى أعمال البناء والتنمية، ثم سرعان ما يعودون إلى أداء واجبهم الأساسى المنوط بهم فى حماية حدود وأمن البلاد ضد أى معتدٍ، هذا هو جيش مصر الذى سارع لإنقاذ وطنه عندما حاولت فئة خائنة الانقضاض عليه فى محاولة منهم لسرقته وبيعه لمن يدفع أكثر، أقول وأؤكد على ذلك مرة أخرى لمن يحاولون جر البلد إلى مستنقعات الخراب والفتنة والوقيعة سواء فى الداخل أو الخارج، ينتظركم جيش يؤيده ويدعمه شعب على أتم الاستعداد للتضحية بالغالى والرخيص لضمان أمن واستقرار وطنه، يشارك وفقا لواجبه المقدس فى معركة التنمية والبناء، وفى الوقت ذاته يحمى الحدود ويكافح الإرهاب والتطرف ويقف متصديا لدعوات التخريب والفوضى، مستندا على شعار (يد تبنى ويد تحمل السلاح)، حاميا للشرعية التى ينشدها الشعب.



بالمناسبة الشرعية التى أتحدث عنها ليس لها أدنى علاقة بالشرعية التى كان يتحدث عنها رئيس أسبق لمصر، فشتان الفارق بين الاثنتين، فالشرعية التى يحمى أركانها الجيش مرتكزة على مطالب الشعب الذى يعيش تحت سماء هذا الوطن، أما الشرعية الأخرى التى تحدث فى شأنها الآخرون فهى لا تعد سوى كونها تجارة وخدعة وكذبة زائفة رددها فصيل عميل ليس لها من هدف سوى تحقيق أهداف ومصالح خاصة، حتى ولو جاءت هذه المصالح على حساب هذا الشعب الطيب المسالم، الذى تاجروا بأوجاعه فى 25 يناير، والتى سرعان ما انكشف عنها المستور وظهرت حقيقتها ومقامرتها على شعب مصر، الذى رفضهم ورفض حكم رجلهم إبان 30 يونيو، وهو اليوم الذى يهل ذكراه علينا قريبا، لنتذكر معه ثورة الشعب على فكر السيطرة والاستحواذ، الذى أراد تجار الدين فرضه علينا، وهذا ما لم يسمح به جيش مصر، رافضا فرض إرادة موصومة بالعوار والتبعية على الشعب الذى هم منه، مطهرا الوطن من الحكم الفاشى الملتحف بالدين، رغم ما ترتب من جراء ذلك من إرهاب وعنف وتضحيات جسام قدمها أبناء المصريين من الجيش والشرطة.

ففى هذا اليوم لم يكن فى مقدور رجال قواتنا المسلحة بأى حال من الأحوال أن يصموا آذانهم أو يغضوا أبصارهم عن حركة ونداء جماهير الشعب، التى استدعتهم لأداء دورهم الوطنى فى حماية وأمن واستقرار البلاد، من براثن المستغلين والانتهازيين الذين ابتلى بهم وطننا فى غفلة من الزمن.

من أجل كل هذا وغيره كثير أتوجه بالتحية لشهداء مصر من رجال الجيش والشرطة ولكافة المصريين الذين لم يبخلوا بالدم والروح فداء لوطنهم، والذى نتج عنه مشهد لا يمكن أن يغفله أى مصرى والتى تجسدت فى مشهد أحد أعضاء المجلس العسكرى حينها إلقاء التحية العسكرية لشهداء ثورة 25 يناير. حفظ الله مصر وشعبها الأبى العظيم.