الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
لعنة الميكروفون متى تنتهى؟

لعنة الميكروفون متى تنتهى؟

..فجأة ودون سابق إنذار ابتلى مجتمعنا بلعنة، لا نعرف حتى الآن متى تختفى من قاموس حياتنا، اللعنة المقصودة خاصة بجهاز أطلق عليه البعض اسم المصدح أو المصوات أو المهتاف، وفى المناطق الشعبية يطلق عليه اسم الحديدة أو الكريستالة، أو بمعنى أصح الميكروفون، وهو جهاز يعمل على تحويل الصوت إلى طاقة كهربائية، وتنتقل هذه الطاقة مباشرة عبر أسلاك أو خلال موجات راديو إلى مستقبل إما بغرض النقل كما فى الهاتف أو لتسجيله كما فى المسجل أو إخراجه مباشرة إلى مكبرات صوت بغرض إعادة إنتاجه بصورة أعلى كما فى قاعة الاجتماعات أو فى مخاطبة الجمهور فى تجمعاتهم المختلفة، إذن هو جهاز يساعد فى نقل ما يتم من خلاله بشكل أفضل، جهاز فوائده عظيمة واستخداماته كثيرة، اجتهد العالم (توماس أديسون) فى اختراعه، وسجل باسمه فى عام 1877.



الجهاز المذكور ورغم دوره الهام إلا أنه عند بعضنا فى مصر يتم استخدامه بالصورة التى يريدها أن تصل إلى المتلقى، وبالتالى يتوقف حسن استخدامه من عدمه على من يمسكه بيده، وهذا تحديدا ما سمعناه وشاهدناه عقب ثورة يناير من قبل تجار الأوطان والمتربحين والمستفيدين من أزمة الوطن أثناء تلك الفترة، وكان من الواجب بعد زوال تلك المحنة، أن تعود الأمور إلى سابق عهدها من حيث الاستخدام الأمثل، إلا أن البعض استمر فى استخدام هذا الجهاز لتحقيق أهداف ومصالح شخصية، نذكر فى السطور التالية بعضهم على سبيل المثال لا الحصر (مطر وزوبع وناصر ومنصور والبحيرى وماجد وعطوان وصادق «أقصد كاذب» وغيرهم)، هؤلاء دونت أسماؤهم بأحرف من قطران فى صفحات التاريخ، بعدما ارتموا فى أحضان الجماعة الإرهابية وقنواتها وهاجموا مصر من أجل حفنة دولارات، حيث يبثون بذاءاتهم ويتربحون من بيع سمومهم وتحريضهم المستمر ضد الشعب المصرى، فى محاولة منهم لنزع الثقة بين الشعب وقياداته لإحداث حالة من الفوضى، إلا أن المصريين دائما ما يتصدون لتلك المحاولات المسمومة ليكون مصيرها المحتوم الفشل، كما سبق أن فشل بعض من حاول امتهان مهنة التمثيل تحت ستار دعم وتأييد الجماعة إياها، عندما حاولوا أن يطلوا علينا بصفتهم إعلاميين، عندما وضع فى أياديهم هذا الجهاز. 

ورغم ضعف تأثير من سبق ذكرهم على الداخل المصرى، إلا أننا وللأسف ابتلينا فى الداخل بنوعية أخرى ممن تمكنت منهم لعنة هذا الجهاز، والذين بدورهم يصبون لعناتهم علينا نحن جماهير المشاهدين، أو المستمعين، أذكر منهم عددًا لا بأس به من العاملين فى القنوات الرياضية، وخاصة المملوكة للأندية، هؤلاء ليس لهم أدنى علاقة بإعلام أو خلافه، فما يصدر عنهم ليس سوى تحريض وكراهية تنمى روح الفتن والتعصب، وبدلا من أن تكون الرياضة وسيلة لبناء الجسد وإدخال السعادة والبهجة لجموع المشاهدين، باتت عندنا أرضًا خصبة لإشعال الفتن (عمال على بطال) حتى وصلت إلى إراقة الدماء، لاعتمادها على أشخاص قليلى الخبرة، ولم يسبق لهم أن درسوا أو حتى تعلموا شيئا عن الإعلام وفنونه وآدابه أو ميثاقه، أسماء هؤلاء معلومة للجميع، لهذا عليهم أن يحتاطوا مما يفعلونه لأنه من المؤكد أن الوقت ليس فى صالحهم، وسيتم كشف وزيف حياد وفساد أعلامهم المزعوم.. لن نتناول أيضا الإعلام الذى تقدمه برامج كشف المستور خصوصا فى رمضان فقد سبق أن تناولها الكثيرون من قبل، خصوصا بعد أن تبين للجميع أنه إعلام ليس له من هدف أو قيمة تذكر سوى الإمساك بيد من حديد على هذا الجهاز الذى يحقق لهم الشهرة واعتلاء التريند.

لا يفوتنا أن نذكر البعض من المتاجرين والمستغلين لهذا الميكروفون اللعين، ونقصد هنا بعض خطباء الفتنة الذين يستغلون منابر المساجد (غير التابعة لوزارة الأوقاف) لنشر فقه التكفير وثقافة الكراهية والفتنة بين أبناء الوطن الواحد، من خلال هذا الجهاز، هؤلاء الذين يرتدون عباءة الدين، هم أول من يتخلون عن ضميرهم ومسئوليتهم تجاه الدين وتعاليمه، عندما يغتالون براءة الآلاف من الفتيات، بالمشاركة وتسهيل عملية تزويجهن بشكل صورى، مخالف للقوانين، تحت دعاوى (السترة)، مؤيدين لفصيل ورافضين وكارهين للآخر، على اعتبار أن قتلاهم فى الجنة وغيرهم فى النار.

عموما نصيحة أخيرة لكل من يتصدى لقول رأى أو كلمة حين يتحدث إلى الجمهور فى أى شأن من خلال الميكروفون، إن هناك مسئولية تقع على عاتقهم تجاه من يستمعون إليهم، بحسن مراعاة الحديث وقول ما يريدون فى إطار من الاحترام، وعدم فرض الرأى على المستمعين أو المختلفين معهم والابتعاد عن الجمل والكلمات التى تخدش الحياء، كما عليهم أن يدركوا معنى مخاطر وفوائد ما يصرحون به على أمن وسلامة وطنكم، وألا ستصيبكم لعنة اختراع (أديسون) التى ستذهب بكم إلى الجحيم.