الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فى ظروف استثنائية .. انعقاد الدورة الـ«32» للقمة العربية وملفات مهمة على طاولة القادة

تُعقد الدورة الـ32 للقمة العربية فى ظروف استثنائية تمر بها المنطقة والعالم من أزمات وصراعات إقليمية ودولية تحتم على الدول العربية إيجاد آليات تستطيع من خلالها مواجهة التحديات المشتركة وتعزز الأمن والاستقرار الإقليمى وتحقق الرفاه لدولها وشعوبها، مما يستوجب تطوير آليات التنسيق السياسى تحت مظلة جامعة الدول العربية، وتعزيز التعاون الاقتصادى ودفع عجلة التنمية في مختلف المجالات التى تمس المواطن العربى بشكل مباشر.



تبدو الإرادة السياسية العربية أقوى هذه المرة لإيجاد حلول عربية للأزمات التى عصفت ببعض دول الجامعة. ورغم تشكيك البعض بالنتائج المنتظرة، تعطى المؤشرات والتحركات التي سبقت القمة آمالًا كبيرة.

ووسط تطلعات عربية كبيرة، توافد قادة وزعماء الدول العربية إلى مدينة جدة غرب السعودية مقر عقد القمة العربية في دورتها العادية الثانية والثلاثين.

وتشهد مدينة جدة لقاءات جانبية على هامش القمة العربية تجمع عددًا من قادة وزعماء الدول العربية، حيث تأتى استضافة المملكة للقمة العربية امتدادًا لدورها القيادى على المستويين الإقليمى والدولى، وتعزيز التواصل مع قيادات الدول العربية والتباحث المستمر وتنسيق المواقف حيال الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

روح إيجابية

وتكمن أهمية القمة فى كونها تعقد فى ظل مستجدات الأحداث التى تشهدها المنطقة والعالم، خاصة الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار فى المنطقة، والاتفاق الذى وقعته المملكة  العربية السعودية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية لاستئناف العلاقات بين البلدين برعاية جمهورية الصين الشعبية، والجهود والمبادرات القائمة لإيجاد حل سياسى شامل للأزمات في السودان وسوريا واليمن وتهدئة الصراعات فى المنطقة.

وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكى إن القمة العربية ستصدر عنها مجموعة من القرارات والتوصيات حول عدد من القضايا السياسية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأزمة في السودان، وتطورات الأوضاع  في سوريا واليمن وليبيا والصومال، والسد الإثيوبي، والعلاقات العربية مع دول الجوار.

وأضاف إن القمة ستصدر عنها أيضًا حزمة من القرارات والتوصيات مرفوعة من المجلس الاقتصادى الاجتماعى، منها «الاستراتيجية العربية للسياحة» و«الأجندة الرقمية العربية 2023-2033»، وانضمام جمهورية الصومال الفيدرالية لمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، والدعم الفنى اللازم للدول الأعضاء بمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى غير المنضمة لمنظمة التجارة العالمية، بشأن تطبيق الملاحق المكملة للبرنامج التنفيذى للمنطقة.

وسيدعو القادة العرب الدول العربية غير المنضمة لمنظمة التجارة العالمية إلى استكمال إجراءات تشكيل لجان وطنية لتسهيل التجارة، وكذلك توفير احتياجاتها من الدعم الفنى فى مرحلة إعداد جدول الالتزامات.

وتتضمن القرارات  الاجتماعية «إعلان الدوحة» تحت عنوان «المضى قدمًا لما بعد 2030 نحو تنمية اجتماعية متعددة الأبعاد»، الصادر عن الحدث رفيع المستوى لمجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب، بتاريخ 25 يناير 2023، والعقد العربى الثانى للأشخاص ذوي الإعاقة (2023 - 2032)، والذى طرح بمبادرة من الأمين العام لجامعة الدول العربية.

وحول مستوى المشاركة.. قال السفير حسام زكي إن القمة العربية الثانية والثلاثين في جدة ينتظر أن تشهد مستوى حضور من القادة طيبًا وجيدًا، موضحًا أن الرئيس السورى بشار الأسد، سوف يشارك في القمة، كما أن السودان سوف يمثله مبعوث رئاسى موفد من رئيس مجلس السيادة السودانى الفريق عبدلفتاح البرهان.

وأشار إلى أن «مشروع القرار المطروح على القمة بشأن السودان يأخذ في اعتباره كل التطورات بما في ذلك التوقيع على إعلان جدة  الإنسانى الذي صدر منذ عدة أيام، إضافة إلى عدد من الموضوعات الأخرى التي تمثل أهمية في السودان».

وشدد على أن «الدعم العربى لفلسطين مستمر والدعم السياسى مستمر، وهناك لجنة مشكلة بقرار من القمة العربية السابقة بالجزائر بخصوص دعم فلسطين، وقد عقدت اجتماعًا على المستوى الوزارى بخصوص دعم فلسطين ومسألة عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة ودعم الاعتراف بها دوليًا».

وحول ملف إعادة إعمار سوريا واللاجئين.. قال إن هذا ملف به تعقيدات ضخمة نتيجة العقوبات المفروضة أمريكيًا وأوروبيًا، مشيرًا إلى أن رفع العقوبات ليس سهلًا ويحتاج إلى قدر من التدبر والاتصالات الدولية للوقوف على الوضع الحالي وسبل الحل، مضيفًا إن الجامعة فى صدد التشاور مع الحكومة السورية لفتح المجال في ذلك الشأن.

المشاركة السورية

ويشارك بشار الأسد في القمة العربية للمرة الأولى منذ 12 عامًا بعد تجميد عضوية بلاده بالجامعة العربية فى 2011 على خلفية اندلاع الأزمة السورية.

وناقش الاجتماع جدول أعمال القمة العربية الـ32، ومشروعات القرارات التي سترفع لها، والتى تتضمن عددًا من القضايا السياسية المهمة، وفى مقدمتها الأزمة في السودان وتطورات الوضع في سوريا والقضية الفلسطينية، وكذلك هناك ملفان أحدهما اقتصادى يتصدره موضوع وتطوير السياحة العربية، وآخر اجتماعى يتصدره موضوع العقد العربى الثانى للأشخاص ذوي الإعاقة.

وتأتي مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى بالقمة العربية في إطار حرص مصر الدائم على تدعيم وتطوير أواصر العلاقات مع الدول العربية الشقيقة، واستمرارًا لدور مصر فى تعزيز جهود دفع آليات العمل المشترك، وتوحيد الصف، لصالح الشعوب العربية كافة.

وتتضمن كلمة «الرئيس السيسى» التأكيد  على أن جوهر الخروج من الأزمات التي تعانى منها المنطقة هو دعم الدولة الوطنية ومؤسساتها باعتبارها من مكتسبات الشعوب، مشيرًا إلى أن تجريف  المؤسسات الوطنية سيؤدي إلى ضياع مقدرات الشعوب التي تحميها وتصونها الدولة الوطنية.