الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
فوضى التكريم  ومنح الشهادات!

فوضى التكريم ومنح الشهادات!

ابتلى مجتمعنا المصرى خلال الآونة الأخيرة ببعض الظواهر والأمراض التى لم يكن لها وجود على أرض الواقع، حيث طفت على سطح الحياة جمعيات وكيانات (تدعى أنها رسمية) منحت لنفسها الحق فى تكريم فلان ونقد علان، فهذا يستحق الدكتوراه الفخرية (حتى ولو كانت وهمية)، وذاك يكفيه شهادة تقدير، وتلك تستحق أن تكون سفيرة للنوايا الحسنة، أما بسلامته فهو جدير بشهادة الإبداع الفنى، (دكتورهات) وشهادات وألقاب وتعيين سفراء، مرة للنوايا الحسنة ومرة للطفولة وأخرى للغذاء والزراعة أو للسلام، جميعها منح وألقاب تساهم فى نشر الوعى، ودعم هذه القضايا التى من أجلها منح هذا اللقب، فى حال إذا كان المانح جهة معترفًا بها دوليًا أو حتى إقليميًا أو محليًا، أما إذا جاء هذا التكريم من جهة غير معترف بها، فنحن هنا نتحدث عن عمليات ضحك على الذقون، وفى قول آخر جهات نكاد نصف طريقة بعضها فى العمل بأنها نصب علنى، خاصة عندما نكتشف أن مثل هذه الجهات تقرن نفسها أو تدعى تبعيتها لجهات دولية ومعتمدة من قبل وزارة التضامن الاجتماعى وتابعة لاتحاد المنظمات الدولية، فى محاولة منها لإقناع البعض من أصحاب الشخصيات العامة لحضور حفل التكريم ومنح الشهادات والمناصب الفخرية، وهذا ما حدث وتم بالفعل فى حفل تكريم الفنانة سمية الخشاب والدكتور حسام موافى، الذى أثار حالة من الجدل الشديد شهدتها مواقع التواصل الاجتماعى خلال الأيام الأخيرة، حيث اتضح أن الكيان الداعى للتكريم، ليس سوى كيان وهمى، بالإضافة إلى أنه غير مرخص من وزارة التضامن الاجتماعى ضمن تحالف المنظمات الدولية أو غيرها، ما دفع مركز الأمم المتحدة للإعلام فى مصر إلى نفى ما تم نشره فى بعض المواقع والصحف من تبعية هذا الكيان له سواء من قريب أو بعيد، بالمناسبة وهمية هذا الكيان تأكدت منه أيضًا وزارة التضامن الاجتماعى ذاتها عندما وجهت الدعوة للوزيرة شخصيًا لحضور هذه الاحتفالية، ولكن عند الاستفسار عن الكيان وطبيعته وحقيقة وجوده، تم التأكد من وهميته (حسب ما أفاد به مصدر من داخل الوزارة).



فبماذا نقول أو نعلق عن منظمة مديرها الإقليمى الذى كان يردد تبعيتها للأمم المتحدة، يغلق تليفوناته عقب انكشاف أمر منظمته، وأمينها العام اتخذ ضده قرار من النقابة التابع لها بإحالته للهيئة التأديبية لمخالفته آداب مهنته وتجاوزه الأصول العلمية المستقر عليها أثناء ممارسته لها.. بالمناسبة أنا ليس لى من شأن مع المنظمة أو هذا الكيان أو غيره أو حتى مع الأشخاص الذين يتولون إدارتها، وكذلك لا أستطيع أن أوجه اللوم للدكتور حسام موافى أو للفنانة سمية الخشاب لقبولهما التكريم المشبوه، لأن البحث والتنقيب والفحص والتمحيص عن الجهة الداعية للتكريم ليس شأنهما، خاصة أن نفس هذه الجهة سبق أن كرمت من قبل العديد من الشخصيات ذات الثقل والتأثير فى المجتمع المصرى.

ولكن مؤكد أن لى شأنا مع الجهة التى سمحت بوجود مثل هذه الكيانات على ساحة الحياة العامة، التى كان من المفترض أن تعمل على عدم تواجدها من الأصل، خاصة أن القانون يعطيها الحق فى وقف أى كيان غير رسمى يعمل بمثل هذا الأسلوب، وفى حالة كون القانون غير كافٍ، فإن الأمر يحتاج تدخل البرلمان لسن تشريع رادع يمنع مثل هذه التجاوزات، لضبط هذه الفوضى التى تكاد تفرغ أى تكريم من معناه الحقيقى، لتتركنا فريسة لإضاعة الوقت بدلا من العمل والإنتاج والقيل والقال والجدل فى جل ما هو غير مفيد، جدل يشغل مواقع التواصل الاجتماعى، التى تعمل وفق نظرية (يا رايح كتر من الفضايح)، ويستغله البعض فى الإساءة والتنمر على عباد الله وانتهاك الحرمات، دون النظر فى حل مشاكل مجتمعنا الحقيقية.