عادل إمام.. كل عام وأنت الزعيم
ستون عامًا من العطاء الفنّى المتواصل، أكثر من نصفها كان متربعًا فيها على قمّة العَرش الفنّى متألقًا، شامخًا، لا أحد يجرؤ على الاقتراب من مكانته، وكيف يمكن ذلك وهو الزعيم.
البداية من خشبة «أبو الفنون» عرضًا وراء الآخر أكدت إمكانيات هذا الشاب النحيف الذى بدأ مشواره مع بداية الستينيات، أداؤه المتميز لأدواره البسيطة جعل «إفّيهاته» هى ما يبقى فى أذهان المتفرّجين.. السنوات العَشر الأولى كانت من نصيب المسرح، ثم انتقل بَعدها للوقوف أمام كاميرا السينما وبدأت رحلة صعوده لسلم المَجد، الذى خَطى درجاته ببطء وحذر وثقة، لم يتوقف أو يهبط درجة، وأبدًا لم يفقد توازنه أو تهتز قدماه عن الأرض الصلبة التى يقف عليها.
من الأفلام الكوميدية الخفيفة فى الستينيات إلى نجومية شبّاك إيرادات السبعينيات، ثم تغيير الجلد والتوجُّه نحو سينما جادة مع بداية الثمانينيات والتى منحته القوة والشجاعة كى يمارس التنوع الحُرّ فى اختياراته ويتنقل كيفما يشاء بين شتّى الأنواع الدرامية.. كوميدية، درامية، أكشن، رومانسية، سياسية وغيرها.
طوال سنوات عمره وعمله، اعتبر نفسه ابنًا للمجتمع المصرى، الابن المُعَبر عن أزمات هذا المجتمع وقضاياه وشئونه، الابن الناطق عن طموحات أهله وأحلامهم. ربما لم يترك قضية واجهها المصريون طوال نصف القرن الماضى إلاّ وقدّمها فى واحد من أعماله.. البطالة، أزمة السكن، الفساد، الإرهاب، وغيرها العَشرات من مشاكل الناس على أرض مصر.
رحلة عطاء امتلأت بالإخلاص والوفاء والحُب والالتزام.. رحلة عطاء تجعله يستحق ألفَ وسام احترام.
