الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
ع المصطبة.. «القاهرة الإخبارية» ولدت عملاقة

ع المصطبة.. «القاهرة الإخبارية» ولدت عملاقة

 لسنوات طويلة كنا نفتقد لإحدى أذرع القوى الإعلامية الناعمة المؤثرة فى المنطقة بافتقادنا لقناة إخبارية مصرية إقليمية قوية، وظللنا طيلة عقود رهن رؤية القنوات الإخبارية سواء الأجنبية الناطقة بالعربية أو العربية المنشأ، حتى ظهرت إلى النور أواخر العام الماضى قناة «القاهرة الإخبارية» لتعيد التوازن لساحة الفضائيات الإخبارية العربية، حتى أنها استطاعت خلال أشهر قلائل أن تتبوأ المكانة اللائقة بها.



منذ اللحظة الأولى لانطلاقها، كان سقف تطلعات الشارع يفوق بكثير ما لدى القناة من إمكانيات مقارنة بمثيلاتها من القنوات الموجودة، ولكن فى المقابل، فإن أداء القائمين على القناة فاق التوقعات، واستطاع أن يرتفع بسقف النتائج لتتجاوز سقف توقعات الشارع العالية، وفى وقت قياسى إذا ما قارناها مع القنوات الفضائية الإخبارية العربية التى تكلفت ميزانيات بالغة الضخامة واستعانت بخبرات أجنبية مكلفة ماديًا واستغرقت سنوات حتى تصنع لنفسها موطئ قدم.

وإذا كانت الفضائيات الإخبارية العربية قامت فى الكثير من الحالات على كاهل خبرات أجنبية، فإن ما يميز «القاهرة الإخبارية»، أنها قامت بسواعد مصرية وطنية خالصة، معظمهم كوادر شابة لديها طموحات مهنية كبيرة.

وفى الأسابيع الأخيرة، كانت «القاهرة الإخبارية»، صاحبة الريادة فى تغطية الأزمة السودانية، وللمرة الأولى خلال عقود مضت، لم يجد المشاهد المصرى والعربى نفسه رهينة لقنوات ذات توجهات وأجندات بعينها، بل وجد فى «القاهرة الإخبارية» الخبر الصادق والانفرادات من أرض الميدان، ولعل هذه الحالة لم نشهدها منذ إذاعة صوت العرب فى الستينيات، عندما كانت إحدى أذرع القوى الناعمة فى المنطقة بأسرها.

وكلما كنت قويًا، كان الهجوم عليك أقوى، فالطبيعى أنك عندما تنافس بقوة تجد من يحاول «تكسير مجاديفك» وتعطيل مسيرتك، فكانت هذه المحاولات بمثابة قوة دفع ومحفز لإبحار سفينتها تمخر عُباب بحر النجاحات المتتالية، اعتمادًا على أسلحة المصداقية والرصانة، وخلق هوية مميزة ربما أقلقت المنافسين بعدما أصبحت رقمًا مهمًا فى معادلة المنافسات الإخبارية الإقليمية.

لم يتعرض مشروع إعلامى لحجم من الضغط النفسى الكبير، حتى قبل أن يرى المشروع النور، مثلما تعرضت قناة القاهرة الإخبارية، فقد رافق هذا العمل الضخم موجات ممنهجة من محاولات كسر الإرادة، قابلها القائمون على القناة بعزيمة لا تلين وإرادة صلبة على تجاوز الصعاب، مؤمنون بأن النجاح حليف من يقدر مسئولية المهمة الملقاة على عاتقة والتركيز على الإنجاز الذى لن يتحقق إلا بالعمل الجاد، وها هى القناة على أعتاب مرحلة جديدة وقفزة ضخمة فى مجال عملها بالاستعداد لإصدار النسخة الإنجليزية من «القاهرة الإخبارية»، فالعمل فى القناة يسير وفق تخطيط مُحكم وخطوات مدروسة بتوقيتات زمنية محددة، ولعل تصدر «القاهرة الإخبارية» التريند أكثر من مرة خير دليل على التفاعل معها واحتياج المشاهد لقناة إقليمية بروح مصرية وطنية توفر للمشاهد العربى رؤية وطرحًا إعلاميًا مهنيًا نزيهًا ومحايدًا لا تحركه أجندات أو جهات هنا أو هناك.

ربما تكون شهادتى بحق قناة القاهرة الإخبارية مجروحة، لكن أكتبها من أجل التاريخ، وإحقاقًا للحق قبل أى شىء، فعلينا أن نفخر بوجود قناة مثلها استطاعت فى فترة وجيزة تحقيق ما كلف غيرنا سنوات وميزانيات طائلة لتحقيقه، لتصبح بحق «القاهرة عاصمة الخبر».