الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
فى حُب  مصر

فى حُب مصر

عندما أتحدّث عن حُب مصر دائمًا ما تعجز الكلماتُ عن التعبير مَهما كانت فصاحتها أو معانيها، فهناك ثمّة علاقة خاصة لا يعلم أسرارَها سوى أبنائها سواء كان ممن يتواجدون بين أحضانها أو من ساقته الظروف للتواجد خارجها بحثًا عن الرزق أو لأى سبب آخر، حتى يحين الأجَل المحتوم؛ لأن مصر كما سبق أن قال عنها أحد عشاقها (البابا شنودة): (مصر ليست وطنًا نعيش فيه وإنما هى وطن يعيش فينا)، وهى بالمناسبة المقولة التى تحولت لشعار يردده جميع المصريين، وهذا تحديدًا ما يجعلنى أستحضر وقوفهم أمام المَد الإخوانى الذى لا يمت للإسلام بصِلة، عندما حاول أعضاءُ الجماعة المحظورة سرقتها فى غفلة من الزمن، وهو نفسه الوطن الذى تصدى لجُلّ مُعتدٍ يفكر فى احتلال أراضيه، أو لكل من تسول له نفسه الإساءة إليه، أو يتفنن فى تدبير المكائد لزعزعة أركان نظامه للنيل من مواطنيه، حتى تعود مرة أخرى إلى مرحلة عدم التوازن التى كادت أن تودى بها إلى المجهول لولا الله ثم شعبها الواعى وجيشها الوطنى.



هذه هى مصر التى أتحدّث عنها، مصر التى تمد يدَ العون للشقيق والصديق البعيد قبل القريب، والتى للأسف أنكر البعضُ دورَها فى تحرير وتنمية وبناء كل ما يحيط بها، حين فتحت أبوابها وذراعيها لكل من اقترب منها طالبًا الدعمَ، وهى نفسها التى تستقبل حاليًا أخوة وادى النيل رُغْمَ ما تعانيه من أزمات اقتصادية مثلها فى ذلك مثل باقى دول العالم، عندما تعرّض وطنهم لعاصفة عاتية، نتمنى من الله أن تنتهى قريبًا، وقتها لم تتاجر بمصاب الأشقاء فهم منا ونحن منهم، عكس دول متقدمة تدّعى صون حقوق الإنسان والديمقراطية طالبت بالمقابل؛ لأن هذا هو قدر ودور الشقيق الكبير الذى يحاول البعض تقزيمه بين الوقت والآخر لغرض غير مخفى عن الجميع، فهى مصر أمُّ الدنيا التى لم تنظر يومًا للأخوة السوريين على أنهم لاجئون، فما بالك بالسودانيين ومن قبلهم اليمنيون والليبيون وغيرهم.. مصر التى لم يدر بخُلدها قَط أن تعر انتباهًا لحادث فردى من هنا أو هناك ضد أحد أبنائها المقيمين خارجها، من قِبَل بعض ممن سكن داخل نفوسهم الحقد والغل ضد مَن هم أفضل منهم؛ لهذا لم تلتفت لأصحاب الغرض والمرض الذين طالبوا بعدم استقبال الأشقاء تحت مزاعم الحفاظ على الهوية، الذين تتم معاملتهم مثل أقرانهم المصريين فى تقديم جميع الخدمات (إغاثة وتسكين وصحة وتعليم) دون إملاءات أو شروط أو انتظار لمنح أو مقابل، رُغم ما نالها من سوء تقدير وأذى عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد، من قِبَل أشقاء سبق أن استضافتهم على أرضها عندما ضاق بهم الحال فى بلادهم، ولأنها كبيرة تغاضت عن كل ما لحق بها من سوء تقدير، رافضة بشمم وكبرياء النظرَ أو العودة إلى الماضى ومراجعة الدفاتر التى يهواها البعض للتعامل بالمِثْل، متمسّكة بالعروبة ووحدة اللغة والهدف والتاريخ للمّ الصّف، والتى ستظل دائمًا وأبدًا مهمومة بقضايا العرب والعروبة، ولذلك لم ترضَ قَط بأن تضع نفسَها بين صفوف الصغار لأنها كبيرة القدَر والقيمة؛ ليقينها المطلق بأن مثل هذه الصغائر لن تستمر وسوف تختفى مع الزمن الكفيل وحده بفرز مواقف مَن يعمل للصالح العربى ومَن يعمل لتحقيق المصلحة الشخصية.

يبقى أن نذكر بأن ما يحدث حولنا كان من الممكن أن ينال منا، ولكن رحمة الله بهذا الوطن وذلك الشعب؛ هى مَا تجعلنا نُسَبّح بحمده ونعمته التى منحتنا الأمن والسَّكينة التى يفتقدها البعضُ.

حفظ الله مصرَ وشعبها وأمنها من كل مكروه وسوء.