الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه.. شيرين وزينة  ورحمة

عكس الاتجاه.. شيرين وزينة ورحمة

ثلاثة مَشاهد دالة واضحة تشرح الحرب المستعرة بين الصحفى والفنان، مَشاهد سوية ومريضة فى آنٍ معًا تحكم العلاقة الملتبسة بين الصحفى- كاتب أو مُصوِّر- وبين الممثل- موهوب أو فاشل- نماذج ليست على سبيل الحصر بل على سبيل المثال تجسّد العلاقة التى لم يحسمها زمان ولا مكان، وتتبدى فى سؤال قديم متجدد: ماذا يريد أحدهما من الثانى؟ أو لماذا يقتتلان أو يستريبان من نوايا بعضهما تجاه بعض؟ وزاد من شدة هذا العداء دخول مندوبى المواقع الصحفية الجديدة على الخَط وكذلك رواد السوشال ميديا الذين نزلوا ملعب الصحافة عنوةً.



1 - لم يكن لائقًا وليس فى وقته- مش وقته خالص يا مربوحة- أن تُصرّح الممثلة «رحمة أحمد» بطلة مسلسل (الكبير أوى) بجزءيه السادس والسابع للإعلام بأنها لا تعلم ولا تجد سببًا لهجوم الصحافة على أدائها فى الجزء السابع مع أنهم هم من استحسنوا أداءها فى الجزء السادس؟! ومع أن سؤالها يحمل الإجابة بكل بساطة ووضوح إلا أنه يحمل كل شواهد الأزمة.

لم تلتفت «رحمة أحمد» إلى حقيقة أن من يرفعها للسماء والعكس هو اختياراتها وموهبتها وأدواتها وليس الصحفيين ولا الجماهير، وإلا صار فى الأمر مجاملة، ولم تسأل نفسها أسئلة عن ضعف كتابة الجزء الأخير من (الكبير أوى) مقارنة بالجزء السادس؛ التكرار الممل فى الحوار بحيث يبدو الجزء السابع وكأنه تتمة للجزء السادس.

لا تعرف «رحمة أحمد» أنها مَهما صارت الصداقة بين الصحفى والفنان إلا أنهما ندان لا يخضع أحدهما للآخر ولا يُملى أحدهما على الآخر إرادته وسطوته وأخباره وصوره وضميره، على الممثل أن يؤدى دوره كما يتراءى له وعلى الصحفى أن يكتب ما يراه.

«رحمة أحمد» فنانة جميلة مثقفة واعدة قدمت فى الجزء السادس من الكبير دورًا- عمل قلبان- رائعًا، بدا وكأن لها باعًا وسنوات فى المهنة والشهرة، وكان عليها أن تتحسّس خطواتها وألا تتراجع، وقد تراجعت بالفعل. 

2 - نست الممثلة «زينة» أنها لجأت كثيرًا للصحافة كى تنصفها فى أزماتها وعثراتها؛ خصوصًا قضيتها فى نسب أولادها التوأم، ولم تخذلها الصحافة وكانت متعاطفة مع قضيتها، وما إن بدت فى الأفق شكل انفراجة فى العلاقة بين زينة وأحمد عز حتى (تطاولت) على إعلامى مهذَّب سألها عن حال ولديها، فردت عليه: وأنت مالك.. ارتبك من صدمته وضحك وقال كلامًا ليس مفهومًا، فأكملت كلماتها: «أيْوَة وأنت مالك ومال ولادى، ده ما يخصكش»، وظل المذيع مهذبًا شديد الخجل، والغريب أنه بث اللقاء، وكان عليه أن يمسحه مسحًا.

3 - سقوط «شيرين» على أرض مسرح دبى قبل أن تشرع فى الغناء ثم «قباحة» مَشهد إخراج لسانها أمام الجمهور وهى تعنى به الصحفيين وبعد أن قالت للجمهور: (غدًا الصحفيون سينسون كل شىء ولسوف يكتبون «شيرين» سقطت على المسرح)!، يا شيخة، بجد؟!

تسطيع أن تصف وتشرح وتؤكد بكل أريحية أن معنى (العلاقة المسمومة) بين الطرفين الجدليين المتنازعين هنا يتضح ويتجلى ويتمركز فى المسافة ما بين «شيرين» والصحافة؛ صعودًا وهبوطًا حول أخبار تذبذب مستواها الفنى وحياتها الأسرية مرورًا بغرابة ملابسها وخروج بعض ألفاظها ومصطلحاتها عن المألوف، ناهيك أنها حمّلت كل فشلها فى الفن وفى الحياة على الصحافة، وما زاد الأمر سوءًا وتفاقمًا هو دخول بعض مواقع النشر غير المعروفة على خَط المواجهة المُلتهب بين أبناء مهنة الصحافة وبين المطربة، فكتبوا كتابات تنقصها المهنية وجودة، وكذا دخول معجبيها خلف دُشَم جبهات القتال بين الفريقين، مما أشعل المعركة وأوصلها للحريق.

لم تحسم ولم توضّح كتب الصحافة والإعلام شكل العلاقة وما يجب أن تكون عليه نصًا بين الفنان وبين الجورنالجى، ففى اقترابهما وفى ابتعادهما نارٌ مستعرة، يظن الفنان أنه يستيقظ من نومه المريح يتناول قهوته ثم يملى بصياغته نصًا على الصحفى- الصديق-، يا سلام!، ويظن الصحفى أنه يستطيع أن ينشر ما يريد- جورًا أو عدلًا- عن الفنان، وهذا خطأ مهنى جسيم، لم يتوقف الاثنان ليستبينا مواقع قدميهما ومساحاتيهما الخاصة المُسَيّجة والمُسَوَّرة بالضمير وبالمهنية وبالمسئولية وبالحق مَهما تشعبت الصداقة وامتدت بين سنواتهما حُبًا، أو حتى خصامًا، سيانٌ ولا فرق.