السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
سياسة «لى الذراع» المرفوضة

سياسة «لى الذراع» المرفوضة

بداية أود أن أؤكد أن مصر الدولة العظيمة لا تقبل قط أن يلوى أحد ذراعها، كما لا تقبل بأى حال من الأحوال أن يتدخل أحد فى شئونها، وما نغمة التلويح والتهديد «وتلقيح الجتت» التى يمارسها علينا البعض بين الوقت والآخر، ليست سوى كلام فارغ ولن تفلح معنا، لأن مصر كبيرة القيمة والقامة، هذا ليس كلامى وإنما هو الحقيقة التى يؤكدها التاريخ قديمًا وحديثًا، أقول هذا بعد أن طفا على سطح الحياة تسريبات وادعاءات للنيل منها ومن دورها العربى والقارى والدولى، يأتى فى مقدمتهم إعلام غربى مأجور، ويشاركه فى ذلك جماعة الإفك والضلال المحظورة من خلال قنواتها الفضائية وكتائبها الإلكترونية التى تعمل فى خدمة من يدفع أكثر، وسواء هذا أو ذاك لا هم لهم سوى ترديد أن مصر قاربت أن تقع من على حافة الهاوية، وأن سقوطها وسقوط شعبها من جراء الأزمة الاقتصادية التى تأثرنا بها مثلما تأثرت جميع دول العالم بات مؤكدًا، ولهؤلاء المغرضين وأصحاب الأهداف والمصالح الخاصة، نقول لهم بعلو الصوت: خاب ظنكم أو بمعنى أصح كذبكم، فلم ولن يأتى اليوم الذى تسقط فيه مصر، أو تمد يدها للبعيد قبل القريب كما تدعون، وخاصة الدول العربية، وتصريحاتكم ما هى إلا فرية معتادة من أمثالكم.



ومع سابق تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسى بدور أشقائنا العرب فى الوقوف بجانب مصر، لذلك لم يكن بمستغرب أن نفتح أمامهم مجالات استثمار عديدة أمامهم، مثلهم فى ذلك مثل أى مستثمر أجنبى، بخلاف عرض عدد من الأصول للاستثمار فيها، لتكون بديلا عن استثمارهم فى الخارج المعرض للتجميد أو المصادرة، حال وقوع أى خلاف أو أزمة، وهذا يثبت أننا لم نتسول كما تردد أبواق الإعلام الإخوانية خارج مصر، ولم ينهر بلدنا كما تدعى بعض وسائل الإعلام الغربى، التى لا تكل ولا تمل من تذكيرنا بأن هناك بعض الدول تفرض علينا شروطًا محددة لتقديم مساعدات مالية للخروج من دوامة الأزمة الاقتصادية، وتغافل هذا الإعلام والأبواق العميلة، عن عمليات البناء والتشييد التى تتم على أرض المحروسة فى جميع المجالات، حتى تضمن لمواطنيها سبل العيش الكريم، والتى من أجلها أبرمنا اتفاقًا مع صندوق النقد الدولى بإرادة حرة دون إملاءات أو شروط من أحد لاستكمال مسيرة النهضة والتنمية، ولكنه الغرض الذى تحول إلى مرض لدى من أعنيهم فى هذه السطور، فقد أصابهم العمى وجعلهم لا يتورعون عن إطلاق الأكاذيب والشائعات فى كل ما يخص مصر من أجل النيل منها ومن شعبها، الذى سبق أن تصدى لأصحاب الغرض والمرض، وإلا بماذا نفسر التقرير الذى نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، ويفيد بأن مصر خططت لتزويد روسيا بآلاف الصواريخ، لمساعدتها فى حربها ضد أوكرانيا، وهو التقرير الذى نفته مصر، ونفاه أيضًا المتحدث الرسمى باسم الكرملين، لأن روسيا الدولة العظمى ليست فى حاجة إلى مصر لمدها بالسلاح، تقرير مشبوه تعمدت فيه هذه الجريدة الإساءة إلينا، لكى ندور فى فلك دوامة الشائعات والهمز واللمز، لنبتعد عن مسيرة البناء والتنمية التى تزعجهم، يحدث هذا فى الوقت الذى تغافلت فيه هذه الجريدة عن قصد وتعمد، أن موقف مصر قائم منذ البداية على عدم التدخل فى الحرب بأوكرانيا، والحفاظ على مسافة واحدة متساوية مع الطرفين، ولكنه كما سبق أن أسلفت الغرض والمرض الذى جعلهم يتقولون علينا بهدف ضرب مصر وإضعاف دورها سياسيا وضرب فتنة بينها وبين الإدارة الأمريكية، ما يشكل حالة من الغضب الأمريكى التى قد تترجم بتغييرات فى التعامل مع مصر فى القادم القريب، (بالمناسبة الجريدة إياها لم تكتب ولو حرفًا واحدا عن تركيا العضوة الأساسية فى حلف الناتو، التى تتعاون مع روسيا فى السر والعلن)، ولكنها المصالح والأهداف التى يسعى البعض لتغليبها حتى ولو على حساب الحقيقة، وهى نفسها التى جعلت القائمين عليها لا يتذكرون تجميد إدارة الرئيس السابق أوباما المساعدات العسكرية لنا عندما تخلصنا من حكم الإخوان، وقتها لم تستجب مصر حكومة وشعبا للطلبات الأمريكية، وأعلنا صراحة رفض عودة من تلطخت أيديهم بدماء المصريين، كما لم يتذكر القائمون عليها حجب إدارة بايدن الحالية 130 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر تحت زعم عدم وفاء مصر بشروط تتعلق بحقوق الإنسان، اعتمادًا على تقارير خارجية غير أمينة وأخرى داخلية عميلة ومشبوهة، حينها أيضًا تصدى شعب مصر لهذا القرار، معلنًا رفضه وعدم حاجته لهذه الملايين المشروطة، والذى كان من أهم نتائجه تنويع مصادر سلاحنا وعتادنا العسكرى، حتى لا نقع يوما تحت رحمة أى دولة.

هذه هى حقيقة مصر الكبيرة التى لا تقبل من أحد أن يمن عليها أو يفرض عليها شرطًا، مصر الآمنة المستقرة التى يعد الاستثمار فيها مكسبا لكل الدول خاصة لدول الخليج، وهذا ما يثبته ويؤكده علم الاقتصاد والمصالح الجيوسياسية، الذى لا تتضمن مفردات لغته أى معنى واضح عن التسول الذى يحاولون إلصاقه بنا، لكنها لغة فيها نوع من استشراف المستقبل والخير للجميع، وأعتقد جازمًا أن هذا حق من حقوق مصر الطبيعية، مصر العون والسند لكل ما هو عربى أو صديق.