الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
البوصلة

البوصلة

1



مَبدأ واحدٌ يُرَوِّجُ له العِلْمانيون والمُتدينون الذين يقفون على قُطبَى التطرف؛ هو فصلُ الدِّين عن الدولة.

 

2

 

هذا المبدأ كان نتاجَ حروب البابوات والأباطرة فى العصور الوسطى وكان يهدف لعدم عودة سيطرة السُّلطة الدينية على الحُكم.

3

طبيعة الدول لم تتشكل بأسُس دينية؛ لذلك عندما حاولت الحركات الثيوقراطية السيطرة على السُّلطة استخدمت نفس المبدأ كى يعينها على التمكن من مَفاصل الدولة.

4

بمعنَى أنها صنّفت العمل المؤسّسى بأنه دنيوى لا يمتّ للدين بصِلة، وأنها تسعَى لتغييره لما يُشكله من تعارُض مع تعاليم الإله.

5

وبالتالى هى استخدمت بالفعل فصل الدين عن الدولة ولكن بطريقة معاكسة تخدم مَصالحها.

6

لذلك دعوة العلمانيين لهذا المبدأ تُعَد نوعًا من الخطورة على المجتمع بأكمله؛ لأنه يشكل ذريعة قوية للجماعات الدينية للعمل فى الخفاء والعلن، وانتشار السَّلفية الرّجعية فى المجتمع خيرُ دليل على ذلك.

7

قد يظن البعضُ أن الثورة الإيرانية هى مَرجعية الجماعات الإسلامية ولكن هذا غير صحيح؛ لأن أساسَ المَرجعية الثيوقراطية نبَعَ من العصور الوسطى فى أوروبا، وقد تتسع البوصلة فى الأسابيع المقبلة لاستعراض تفاصيل الطبيعة القانونية للدولة الدينية والتى مَكنتها من السيطرة على الحُكم، وأشكالها المختلفة فى الحقبات الوسطى الثلاث؛ المتأخرة والوسطى والمتقدمة.

8

فى النهاية؛ الخطابُ الوسطى هو النجاة من انتشار التطرُّف بشقَّيْه، لكن كى أكون منصفة للنهاية، انتشار مناداة المثقفين بمبدأ فصل الدين عن الدولة فى مصر ظهرَ خلال إرهاب الجماعة الإسلامية الذراع العسكرية لجماعة الإخوان المسلمين، وبالتالى هو كان رد فعل على حالة عدوان وإرهاب يتعرض لها المجتمع بأكمله.