زينب حمدي
الفهامة .. نفحات رمضانية
يعتبر شهر رمضان فرصة للمسلم للتأمل فى آيات الله وأحكامه وعظمته وقدرته وهو أحكم الحاكمين، والمتأمل لآيات القرآن يجد رغم أن الله أنزل دينه على المجتمعات.. جعل الحساب والمسئولية فردية أى أن كل فرد مسئول عن أعماله وتحمل نتائجها وهو ميزان العادل علام الغيوب القادر القدير.
وفى الآيات التى تؤكد مسئولية الفرد قوله تعالى: «فمن أبصر فلنفسه»، وقوله: «من عمل صالحًا فلنفسه» وقوله تعالى: «ومن شكر فإنما يشكر لنفسه» وقوله: «ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه». توضح الآيات وتؤكد على المسئولية الفردية، فنجاتك يوم القيامة مشروع شخصى لن تعذر عليه بتقصير الناس وانحراف المشاهير وخذلان الأقربين والأبعدين، دنياك اختيار لك وحدك وأيضًا آخرتك فاعمل لنفسك، واجتهد لنجاتك والفوز بالجنة.
وأيضًا من القوانين المحكمة التى وضعها الخالق وعلى كل مسلم فرد أن يعرفها.. أن الملفات غير سرية يوم القيامة وأيضًا المحاسبة والمحاكمة ستكون تحت حراسة مشددة، يؤكد ذلك قوله سبحانه وتعالى: «وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد»، كما قال سبحانه: «وما أنا بظلام للعبيد».. فقد حرم الله على نفسه الظلم ولا يوجد محامٍ يدافع عنك فى قوله: «اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبًا» والرشوة والواسطة مستحيلة «يوم لا ينفع مال ولا بنون»، ولا يوجد شهود زور «يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون».
والعدل ميزان الحساب، وهو ميزان دقيق للأعمال، حيث قال تعالى: «ونضع الموازين القسط».. ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، عظم الله أجركم فى الشهر الكريم وجعله فى موازين حسناتكم.
عظمة الله سبحانه وحكمته وتدبيره للأمور المعجزة عن عقول البشر لو اجتمعوا أجمعين.. رحماك رب العالمين.. ما أعظمك وأعدلك يا أحكم الحاكمين وأعدل العادلين والغفار الكريم!
إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا فى هذا الشهر الكريم، وأعتقنا فيه من النار، وبلغنا إياه سالمين مسالمين. أمين يا رب العالمين.