الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
برامج كشف المستور

برامج كشف المستور

 رغم تحقيقها نسب مشاهدة عالية، إلا أن البعض يرى أنها لا تليق بجلال هذا الشهر الكريم، لكونها تفضح أكثر مما تستر، أتحدث هنا عن برامج بعينها، لا تذاع إلا فى شهر رمضان الكريم، وبالتالى تعرف من قبل خبراء وأساتذة الإعلام ببرامج (انتهاك خصوصية الأفراد) طبقا لمواد أخلاقيات العمل الإعلامى التى تدرس فى كليات ومعاهد الإعلام، برامج هدفها الأول والأخير الكسب المادى، عن طريق جذب أكبر عدد من الجماهير لمشاهدتها، وبالتالى الحصول على أكبر قدر ممكن من كعكة الإعلانات، ولهذا تعد ميزانيتها مرتفعة، لأن النجوم سواء فنانين أو رياضيين لا يكشفون عن أسرارهم بلا مقابل، فهم يشترطون تقاضى مبالغ خيالية من أجل ساعة أو أقل يقضونها على كرسى الاعتراف لقول ما لا تعلمه جماهير المشاهدين.



المؤسف أن عددا كبيرا من القنوات تتبع هذا النهج البرامجى المرفوض إعلاميا وأخلاقيا، على اعتبار كونه إعلاما، رغم أنه فى حقيقة الأمر ليس سوى جريمة مكتملة الأركان ترتكب فى حق المشاهد وفى حق الإعلام الذى يتحدثون باسمه، فما الذى سيعود علىّ كمشاهد عندما أعرف أن الفنانة الفلانية تقول (مش هجمد بويضاتى لأن لسه بدرى على موضوع الخلفة، وبعدين مش عارفة هتجوز أصلا ولا لأ)، وما فائدة أن أعرف أن علان متجوز على زوجته أم لا؟، وما أهمية أن أعلم أنا أو غيرى على اعتبار كوننا مشاهدين أن هذا الفنان تزوج من سيدة دون أن يعلمها أنه متزوج؟، أو أن تلك الفنانة (جوزها طلقها عشان رذلة) أو أن هذا الإعلامى لا يسعى سوى للتريند، وذاك يمنع أولاده من ارتداء المايوه، أو أن ضيفا لا يقبل الزواج براقصة، أو أن مذيعة تصرح بأنها لا تطيق التعامل مع سلوكيات ضيفها، ثم تعود وتقول له بأنها ستتعامل معه بمهنية، أو أن هذا اللاعب عليه أن يصلح من نفسه قبل أن يطالب بإصلاح الأخرين، كلام فارغ ليس له معنى، وحوار يتم من خلاله تصفية حسابات وطرح قضايا ومناقشات سطحية، ومعظمه حسب ما يقوله البعض متفق عليها بين الضيف والقائمين على البرنامج، لخلق نوع من الإثارة والتشويق لجذب المشاهدين، يتسم بجدل رخيص وفضائح  تنتهك أدق خصوصيات الضيف، لهذا يرفض الكثير من نجوم الصف الأول سواء فى الفن أو الرياضة محاولات استضافتهم فى مثل هذه البرامج لآنها تتسبب بشكل أو بآخر فى انتقاص نجوميتهم من جراء تعرضهم للبهدلة والمهانة كما قال أحد ضيوف برنامج من هذه النوعية، ولهذا أيضا لجأ القائمون على هذه البرامج إلى استضافة نجوم الصف الثانى، وفى أحيان أخرى نجوم الترسو، الذين ارتضوا عن طيب خاطر كشف أسرار حياتهم الخاصة لتحقيق نوع من الانتشار الغائب عنهم أصلا، وبالمرة تحقيق مكسب مادى مضمون دون بذل جهد، اعتمادا على أنه برنامج يقال فيه كلام والسلام وسرعان ما سينسى الناس ما ذكر فيه.

وإذا جاز لى أن أوجه اللوم للقائمين على هذه البرامج، ولضيوفهم الذين ارتضوا على أنفسهم المهانة والبهدلة، فهناك مسئولية أيضا تقع على المشاهد الذى سمح لنفسه بمشاهدتها حتى ولو تحت بند الفضول الذى يعد من ضمن غرائز الإنسان والتى من المؤكد تختلف درجته من شخص إلى آخر، لأنه عادة ما تشكل تصورات الشخص وفهمه للحاضر من خلال التفاعل مع الآخرين والاستماع لتجاربهم ومشاكلهم حتى وإن كانت تختلف بيئاتهم وطبائعهم، ومع هذا أنا شخصيا لا أتفق مع معظم ما يقال فى هذه البرامج، لكننى أجد أن الجمهور يفضل أن يرى ويستكشف الوجه الآخر لفنانة المفضل، فالفنان سواء كان موسيقيا أو ممثلا أو رياضىا أو حتى إعلامىا، يحب أن يراه المشاهد بشخصيته الحقيقية، وهى فى هذه الحالة إما أن تقربه من مشاهديه ومحبيه أو تبعده عنهم.

ملحوظة يجب أن تذكر، إذا كانت هذه النوعية من البرامج التى تتصدر خريطة الشهر الكريم، فهناك برامج تذاع جديرة بالمشاهدة والاهتمام، بعضها دينى، وبعضها الآخر ثقافى أذكر منها على سبيل الحصر حلقات برنامج (العباقرة) بجميع عناصره (عائلات ومدارس وجامعات وقادرون باختلاف) الذى أشاد به الرئيس عبدالفتاح السيسى شخصيا، ولفت الأنظار إلى ضرورة حاجتنا لمثل هذه النوعية من البرامج، التى تساعد فى تغيير الوعى لدى الشعب، الذى تتعمد تغييبه سواء بقصد أو بدون برامج كشف المستور.