الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
ماكلتش رز وكدهوّن!.. اتفرّج بودانك

ماكلتش رز وكدهوّن!.. اتفرّج بودانك

الإذاعة المصرية وما أدراك ما هى الإذاعة المصرية فى رمضان.. وما تحمله للمستمع من سحر وخيال وعالم موازٍ للواقع  من خلال مسلسلاتها الشهيرة والتى فاقت شهرتها الآفاق وبقيت خالدة فى وجدان المصريين وشجّعت صُناع السينما على إعادة تقديمها مرّة أخرى بعد نجاحها إذاعيًا وبنفس النجوم وأحيانًا يحدث تغيير للأبطال؛ خصوصًا عندما يتعارَض الصوت مع الصورة فيكون الحل هو اللجوء لفنان أو فنانة أخرى تجسد الشخصية الدرامية حتى نحتفظ بمصداقية العمل الفنى؛ حيث إن الإذاعة تتيح لجمهورها استخدامهم لخيالهم فى استكمال الصورة التى  يرونها بآذانهم.



 

وكِدَهُوَّن، تأخذك الدرما الإذاعية فى لحظات لأحداث وحوادث  متشابكة تدور فى الشمال أو الجنوب فتسافر  معها  على بساط الريح من الشرق للغرب حتى ينسى  المستمع أو يتناسَى أن كل هذه الحياة  والحركة والضجيج الذى يتابعه بشغف وفضول لمعرفة ما سوف يحدث فى الحلقات المقبلة  ما هى إلا مجرد تمثيلية  تسجل فى  استوديو إذاعى لا يزيد مساحته على متر فى متر، ولكنه ينجح فى صُنع كل هذه الحياوات النابضة بالحرمة والأحداث التى تسيطر على أذُن المصريين طوال السنة؛ خصوصًا خلال شهر رمضان؛ حيث يتوهج نجوم السينما من خلال ميكروفون الإذاعة، وهو حدث لا يحدث عادة غير مرّة من السَّنَة السَّنة  ثم يرحلون ومعهم مسلسلهم الإذاعى ليتحول بعد ذلك لفيلم سينمائى اعتمادًا على نجاح القصة الإذاعية.. وكِدَهُوَّن، مما لا شك فيه أن الإذاعة عالم سحرى عاشت عليه أجيال وأجيال، إذْ إنها تعتمد على الصوت المُعَبر فقط فاسحة المجال لخيال المستمع، «بلغنى أيها المَلك السعيد ذو العقل الرشيد والفكر السديد» وهنا تستحوذ زوزو نبيل على وجدان المصريين لسنوات وسنوات يرسمون شكل شهرزاد بخيالهم وعلى حسب أهوائهم ويسافرون معها بلاد الهند والسَّنْد وبلاد تركب الأفيال، وعندما تقول «مولاى» بدلال أنثوى شديد التأثير يؤذن الديك فيدرك المستمع أن الحلقة انتهت وعليه الانتظار للغد لاستكمال حواديت شهرزاد فى «ألف ليلة وليلة» أشهر مسلسلات الإذاعة فى رمضان بصوت مميز لزوزو نبيل وعبدالرحيم الزرقانى.. مما شجّع المخرج التليفزيونى فهمى عبدالحميد إلى نقلها إلى شاشة التليفزيون مع الاحتفاء بصوت زوزو نبيل لما لها من تأثير كبير لدى الجمهور الذى عشقه دون أن يراه وجعل المعادل البصرى لصوتها هى الرسوم المتحركة حتى لا يكسر الصورة التى رسمها المستمع فى خياله، ونجحت «ألف ليلة وليلة» فى التليفزيون ولكن ليس بنفس قدر نجاحها بالإذاعة.. وكِدَهُوَّن، وربما كانت من أهم مفاجآت الإذاعة المصرية  لجمهورها فى رمضان هو إقناع الموسيقار  محمد عبدالوهاب  بالعودة إلى التمثيل مرة أخرى عام 1966 بعد اعتزال سنوات طويلة جدًا بعد آخر فيلم سينمائى قدمه عام 1946  (لست ملاكًا) قدّم مسلسله الإذاعى الوحيد  (شىء من العذاب) مع الفنانة نيللى التى كانت  فى ذلك الوقت مجرد وجه جديد لا يعرفه الجمهور ولكنه عشق حواراتها مع الأستاذ والتباين الشديد بين أدائه الوقور جدًا ورنة الدلع فى نبرات صوتها فنجح المسلسل نجاحًا مدويًا شجع أهل السينما فى تحويله لفيلم من بطولة سعاد حسنى ويحيى شاهين إلا أن الفيلم لم ينجح بنفس النجاح الذى حققه المسلسل الإذاعى.. وكِدَهُوَّن، كان للفنانة  شادية  نصيب الأسد فى مسلسلات رمضان الإذاعية ربما لجمال صوتها ورقة أدائها ورصيدها فى قلوب المستمعين جعلها تتواجد بشكل كبير داخل استوديوهات الإذاعة فى رمضان لتقديم مسلسلات ناجحة جدًا أغرت المنتجين بتحويلها كلها لأفلام سينمائية بعد نجاحها فى الإذاعة حتى بات من المنتظر أن يتحول المسلسل الإذاعى فور انتهاء شهر رمضان إلى فيلم سينمائى، فقدمت  مسلسل (جفت الدموع)  والذى تحوّل لفيلم من بطولة نجاة ومسلسل (صابرين) الذى تحوّل لفيلم بعد ذلك بطولة نجلاء فتحى ومسلسل (نحن لا نزرع الشوك) والذى أصبح من أهم أعمال شادية على الشاشة الكبيرة بعد أن قدمته فى مسلسل إذاعى ناجح جدًا، وأيضًا قدمت من خلال ميكروفون الإذاعة مسلسل (سنة أولى حب) وتحوّل لفيلم بطولة نجلاء فتحى، وقدمت أيضًا (وسقطت فى بحر العسل) والذى تحوّل بعد ذلك لفيلم سينمائى من بطولة نبيلة عبيد، وأخيرًا (الشك يا حبيبى)  وهو فيلمها قبل الأخير فى مسيرتها الفنية قبل الاعتزال.. وكلها مسلسلات حققت نجاحًا كبيرًا، والغريب أن الفنانة شادية وافقت عام 1982 على أن تكون ضيفة شرف فى مسلسل إذاعى (كل هذا الحب) من إخراج حسين كمال وبطولة محمود ياسين ونبيلة عبيد، فقدمت حلقة واحدة فقط؛ حيث لعبت دور ممثلة كبيرة معتزلة تتبنّى طفلاً صغيرًا من الملجأ ليأنس وحدتها بعد الاعتزال.. وكالعادة تحوّل المسلسل إلى فيلم سينمائى من بطولة نور الشريف وليلى علوى وبنفس مخرج المسلسل حسين كمال.. وكِدَهُوَّن، أيضًا اجتذبت الإذاعة مع بداية السبعينيات الفنانة فاتن حمامة، إذ قدمت فى عام 1973 مسلسل (الرحلة) أمام صلاح ذوالفقار ومحمود ياسين لتنقطع بعدها لفترة طويلة وتعود لتقدم  (أفواه وأرانب) والذى عادت لتقدمه مرة أخرى من خلال السينما فى فيلم شهير.. وكذلك قدمت جزءًا ثانيًا من المسلسل باسم (كفر نعمت) إلا أن هذا الجزء تعثر إنتاجه سينمائيًا لما صادفه من مشكلات عديدة أهمها اعتذار محمود ياسين عن عدم استكمال دوره فتم ترشيح الفنان صلاح ذوالفقار ثم توقف العمل بالفيلم إلى الأبد وعادت الفنانة فاتن حمامة للميكروفون مرة أخرى فقدمت مسلسلها الشهير (ليلة القبض على فاطمة) الذى حقق نجاحًا أسطوريًا شجعها على أن تنقله لشاشة السينما إلا أن الفيلم لم يحقق نفس نجاح المسلسل الإذاعى، وكذلك قدمت مسلسلها الإذاعى الأخير (البرارى والحامول)، وهذا العمل قررت أن تنقلك هذه المرة على غير المعتاد لمسلسل تليفزيونى إلا أنها فى ذلك الوقت تعرضت لوعكة صحية واضطرت لإجراء جراحة القلب المفتوح بما جعلها تعتذر عن الدور الذى انتقل للفنانة إلهام شاهين.. وكِدَهُوَّن، أمّا الفنانة سعاد حسنى فقد قدمت عدة أعمال إذاعية شديدة الخصوصية بداية من (لا شىء يهم، نادية، من أنا،  الحب الضائع)  ولعل تجربتها  فى (الحب الضايع) أمام عمر الشريف وصباح وأخرجها للإذاعة محمد علوان من التجارب الإذاعية  المثيرة جدًا ربما لم تتكرر بعد ذلك وهو تسجيل صوت عمر الشريف بمفرده بباريس دون أن يجتمع فعليًا مع سعاد حسنى وصباح  ثم قام المخرج بعد ذلك بالجمع بين أصواتهم لينجح فى نسج قصة حب ألهبت خيال المستمع دون أن يلتقوا أبدًا، ولكنه سحر الإذاعة وتأثيرها على الجمهور..  ومن الغريب أيضًا أن سعاد حسنى عادت لبطولة نفس القصة للسينما ولكن فى دور العشيقة والصديقة الخائنة وليس دور الزوجة المصدومة الذى لعبته فى الإذاعة، فقد تركت هذه الشخصية لتلعبها زبيدة ثروت واستبدل عمر الشريف برشدى أباظة، وقدمت سعاد حسنى مسلسل (أيام معه) لإذاعة bbc ولإذاعة مونت كارلو سجلت سعاد مسلسل (ليلة واحدة)  ولإذاعة الكويت مسلسل (النورس).

وكِدَهُوَّن، عاد المخرج محمد علوان أشهر من قدم الدراما الإذاعية لتكرار تجربته مع الفنان العالمى عمر الشريف فى مسلسل آخر باسم (أنف وثلاثة عيون) عن قصة الأديب إحسان عبدالقدوس، وأيضًا دون أن يحضر عمر الشريف إلى مصر لتسجيل أحداث المسلسل  أمام نادية لطفى وسميرة أحمد واكتفى المخرج بالسفر له؛ حيث يقيم فى الخارج وتسجيل صوته بمفرده والعائدة لمصر لوضع صوت عمر الشريف مع باقى أبطال المسلسل وينجح المسلسل وكالعادة يتحول لفيلم سينمائى بعد ذلك بطولة ماجدة الصباحى ونجلاء فتحى وميرفت أمين ومحمود ياسين.. ووكِدَهُوَّن، وأمام طلب الجماهير فى ذلك الوقت بالاستماع لصوت للعندليب عبدالحليم حافظ  فى الإذاعة كممثل وليس كمطرب فقط فقدم تجربة واحدة فقط هى مسلسل (أرجوك لا تفهمنى بسرعة) مع نجلاء فتحى التى قدمت بعد ذلك عدة مسلسلات ناجحة للإذاعة وتمّت إعادة تقديمها مرة أخرى لشاشة السينما مثل (لست شيطانًا ولا ملاكًا) وقدمتها سهير رمزى ومسلسل (الدنيا على جناح يمامة) وقدمتها للسينما بعد ذلك ميرفت أمين أمام نفس البطل الذى قدّمها فى الإذاعة محمود عبدالعزيز.. وكِدَهُوَّن، يحتل ثنائى البهجة فؤاد المهندس وشويكار مساحة كبيرة من وجدان وذكريات المستمع من خلال مسلسلهما السنوى الثابت فى رمضان لسنوات طويلة حتى أصبحت جزءًا لا يتجزأ من ملامح رمضان؛ حيث اعتاد جمهور الإذاعة على الإفطار على مسلسلاتهما  خفيفة الظل  وأصبحا ضيفين ثابتين على المائدة الرمضانية  منذ الستينيات حتى نهاية السبعينيات وقدّما العديد من المسلسلات الناجحة جدًا والتى رسمت الضحكة على وجوه المصريين مثل (شنبو فى المصيدة، انت اللى قتلت بابايا، العتبة جزاز....) وكالعادة تحولت تلك المسلسلات إلى أفلام سينمائية فور انتهاء إذاعتها خلال شهر رمضان..  وكِدَهُوَّن، كان دومًا المسلسل الإذاعى سطوة فى الشارع المصرى وقت إذاعتها؛ خصوصًا فى الخمسينيات من القرن الماضى، وقبل ظهور التليفزيون فقد ارتبط المستمع بمسلسلات حققت نجاحًا مدويًا على مدار تاريخ الإذاعة المصرية مثل (حسن ونعيمة، سمارة، رضا بوند، طائر الليل الحزين،، عاشت بين أصابعه، برديس، القيثارة الحزينة، لم نعد جوارى لكم، دندش، الإنسان يعيش مرة واحدة، رصاصة فى القلب، أذكى رجل فى العالم...)  وغيرها الكثير والكثير من الأعمال الرائعة والجميلة والتى بفضل الإنترنت تسمعها الأجيال الجديدة على اليوتيوب بشغف وحنين لزمن عباقرة لن يتكرر.. وكِدَهُوَّن، حرص نجوم السينما حتى يومنا هذا على التواجد من خلال شهر رمضان بمسلسلات إذاعية لعل أكثرهم حرصًا على التواجد سنويًا هو النجم أحمد حلمى والنجم محمد هنيدى.. وكِدَهُوَّن، ورغم وجود نجوم السينما كضيوف على الإذاعة فقد صنعت الإذاعة نجومها الذين ارتبط بهم المستمع وعشق أصواتهم دون أن يراهم ويدرك ملامحهم الحقيقية واكتفى بما يصوره له خياله مع تلك الأصوات الرائعة، فقد كانت ولا تزال الإذاعة المصرية جزءًا عزيزًا وغاليًا فى قلوب المصريين؛ خصوصًا خلال شهر رمضان فيتحول جهاز الراديو لشريك أساسى داخل كل بيت يشاركهم إفطار رمضان بأجمل المسلسلات الإذاعية الخالدة والتى شكلت وجدان أجيال عديدة وألهمت خيالهم وسافرت بهم عبر المكان والزمان.. وكِدَهُوَّن، فى مَحبة الدرما الإذاعية.