الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
#مصر _والسعودية_واحد

#مصر _والسعودية_واحد

تعتبر العلاقة بين مصر والمملكة العربية السعودية علاقة متميزة نظرًا للمكانة والقدرات الكبيرة التى تتمتع بها كل من البلدين على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية، فعلى الصعيد العربى يؤكد التاريخ أن القاهرة والرياض هما قطبا العلاقات والتفاعلات فى النظام الإقليمى العربى وعليهما يقع العبء الأكبر فى تحقيق التضامن العربى والوصول إلى الأهداف المنشودة التى تتطلع إليها الشعوب العربية من المحيط الأطلسى إلى الخليج العربى، كما أن التشابه فى التوجهات بين السياستين المصرية و‌السعودية يؤدى إلى التقارب تجاه العديد من المشاكل والقضايا الدولية والقضايا العربية والإسلامية مثل الصراع العربى الإسرائيلى والقضية الفلسطينية، ومن هنا كان طبيعيا أن تتسم العلاقات السعودية المصرية بالقوة والاستمرارية.



حاول الكثيرون مؤخرًا التفرقة بين مصر والسعودية من دول وجماعات وأشخاص وعلى رأسهم أمريكا الشيطان الأعظم؛ إلا أنهم فشلوا جميعًا وأكبر دليل على ذلك هو زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للمملكة مؤخرًا وتناول وجبة السحور مع ولى العهد الأمير محمد بن سلمان.

إن الدول والسياسيين وحتى الأشخاص الذين لا يعرفون العلاقات المصرية السعودية جيدًا كان عليهم أن يقرأوا أولاً التاريخ ليعلموا وليتعلموا من هذه العلاقة كيف تقف الدول بجوار بعضها البعض فى الأزمات وأبسط مثال على ذلك هو فى حرب أكتوبر 1973 عندما أصدر الملك فيصل بن عبدالعزيز قراره التاريخى أثناء حرب أكتوبر بقطع إمدادات البترول عن الولايات المتحدة والدول الداعمة لإسرائيل دعمًا لمصر فى حربها، كما قام الأمير سلطان بن عبدالعزيز بتفقد خط المعركة فى أحد الخنادق على الجبهة المصرية.. وقام الملك فيصل بن عبدالعزيز بالطواف بموكبه فى عدد من المدن المصرية فى استقبال شعبى كبير؛ وقد رفعت رايات ترحيبية كان من ضمنها لافتة تقول: «مرحبًا ببطل معركة العبور السادات وبطل معركة البترول فيصل».

لقد أدرك الراحل الملك عبدالعزيز آل سعود بكل وضوح الأهمية الإستراتيچية للعلاقات المصرية السعودية وانتهى إلى مقولته الشهيرة «لا غنى للعرب عن مصر ولا غنى لمصر عن العرب»، فمنذ أن بدأ بناء الدولة السعودية الحديثة فى عام 1902 حرص على إيجاد علاقة قوية مع مصر، وفى عام 1926 عقدت معاهدة صداقة بين البلدين ثم وقعت اتفاقية التعمير بالرياض فى عام 1939 التى قامت مصر بموجبها بإنجاز بعض المشروعات العمرانية فى المملكة وكان لمصر والمملكة دور كبير فى التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية ثم كانت زيارة الملك الراحل عبدالعزيز إلى مصر دفعة قوية للعلاقات بين البلدين.

أيدت المملكة مطالب مصر الوطنية فى جلاء القوات البريطانية عن الأراضى المصرية ووقفت إلى جانبها فى الجامعة العربية والأمم المتحدة وجميع المحافل الدولية؛ وفى 27 أكتوبر عام 1955 وقعت اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين، حيث رأس وفد المملكة فى توقيعها بالقاهرة الراحل الملك فيصل بن عبدالعزيز، وفى أثناء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 وقفت المملكة بكل ثقلها إلى جانب مصر فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وقد قدمت المملكة لمصر فى 27 أغسطس 1956 مائة مليون دولار بعد سحب العرض الأمريكى لبناء السد العالى، وفى 30 أكتوبر أعلنت المملكة التعبئة العامة لجنودها لمواجهة العدوان الثلاثى على مصر.. وفى ثورة 30 يونيو 2013 فى مصر رفض الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز أى تدخل دولى فى الشأن الداخلى المصرى، كما أعلن وقوف السعودية بجانب شقيقتها مصر ضد الإرهاب.

وفى يوم الجمعة 20 يونيو 2014 وصل الراحل الملك عبدالله إلى مطار القاهرة الدولى قادمًا من المغرب واجتمع مع الرئيس عبدالفتاح السيسى فى جلسة مباحثات ثنائية لتعزيز العلاقات بين البلدين بغرفة اجتماعات طائرة العاهل السعودى، وتعتبر هذه الزيارة هى الأولى من نوعها بعد الانتخابات الرئاسية المصرية 2014، وعقب إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية المصرية 2014 كان العاهل السعودى الملك عبدالله أول المهنئين للشعب المصرى وللمرشح الناجح عبدالفتاح السيسى وقام بإرسال رسالة أوضح فيها أن المساس بأمن مصر هو مساس بالسعودية، كما دعا الملك عبدالله إلى عقد مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر للمانحين لمساعدتها فى تجاوز أزمتها الاقتصادية، وشارك ولى العهد السعودى وقتها الأمير سلمان بن عبدالعزيز فى حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيسًا لجمهورية مصر العربية.

وفى زيارة رسمية للعاهل السعودى الملك سلمان إلى مصر فى أبريل 2016 وقع الوفد المرافق للملك عدة اتفاقيات تجارية وحدودية هامة مع الحكومة المصرية بهدف الارتقاء بالعلاقات بين البلدين، وألقى الملك سلمان خلال الزيارة كلمة أمام البرلمان المصرى وتسلم الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة والتقى كلا من شيخ الأزهر وبابا الإسكندرية، كما وقع الطرفان السعودى والمصرى عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين فى عدد من المجالات لتنفيذ عدة مشروعات أهمها إنشاء جامعة الملك سلمان بن عبدالعزيز فى طور سيناء والتجمعات السكنية ضمن برنامج الملك لتنمية شبه جزيرة سيناء وإنشاء جسر يربط بين البلدين من سيناء.

وبالنظر قليلاً إلى بعض ما ذكر من العلاقات التاريخية المصرية السعودية سنجد أنه من الصعب أن تحدث وقيعة بين البلدين من أى دولة أو كيان ما، فالعلاقات التاريخية بين البلدين هى الركيزة الأساسية فى العلاقات ومحبة الشعبين المصرى والسعودى من الصعب أن تفرقهما أى وشايات كانت من أفراد أو دول أو حتى منظمات. إن القاهرة والرياض ركيزتا الأمن القومى العربى وذراعا الاستقرار فى المنطقة العربية كلها.