الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه.. إعــلان  طــلاق

عكس الاتجاه.. إعــلان طــلاق

يبدو أن بطلة فيلم (Walk The Line) الحاصلة هى وفيلمها على الأوسكار لا تزال تمشى على الحبل وعلى السلك وعلى الخط المرسوم، فوق حلقة النار لا تحيد ولا تنحرف ولا تنجرف حتى وهى تعلن طلاقها ببساطة وبرباطة جأش- أحد أهم قراراتها المصيرية- فى بيان عام للناس لم يعتده جمهور السينما ولم يألفه مرتادو (تويتر) وكأنها تعلن عن فيلمها القادم.



كانت نجمة هوليوود الممثلة الأمريكية الجميلة «ريس ويذرسبون» قد أعلنت انفصالها عن زوجها فى بيان عام للناس، لا يقل وجاهة ومنطقية واحتفاءً عن بيانات الزواج! ظهر إعلان الطلاق المفاجئ على صفحتها الإلكترونية بشكل لافت ومغاير وشديد الاحترام والجدة لم يعهده الوسط الفنى السينمائى هناك الذى لا يعبأ بالفضائح عند الانفصال والدخول فى قضايا تمتد لسنوات فى المَحاكم.

(الطريق الصعب إلى الانفصال) يبدو وكأنها تعلن عن اسم فيلمها الجديد، لكنه كان عنوان بيانها عن الطلاق من زوجها «جيم توث» صاحب وكالة فنية فى هوليوود لاكتشاف وتقديم المواهب السينمائية، تحدثت فى بيان الطلاق عن عمق مشاعر الحب والاحترام بينهما، عن الحزن والأسَى جراء القرار، عن الرجل العظيم الذى ارتبطت به وانفصلت عنه دون انقطاع لحبل الوداد، لكنه القدر والنصيب و(العيش الذى انقطع)، والإرادة التى يمتثلان ويخضعان لها.

نقرُ بأننا لم نشهد قرار انفصال فى الوسط الفنى بهذه الشياكة سوى ذاك الذى صدر عن الممثلة السورية الرائعة والجميلة «سلاف فواخرجى» يوم انفصالها عن زميلها الممثل والمصور والمُخرج «وائل رمضان».

يبدو تصرُّف «ريس ويذرسبون» و«سلاف فواخرجى» محاولة لقطع الطريق على القيل والقال، أو مَصدًا و(دوشمة) لتيارات الريح والقذائف والبذاءات التى تتطاير إثر ومع أى وكل انفصال بين المشاهير، يبدو هكذا إعلان وكأنه إغلاق الباب بالترباس فى وجوه الجماهير والإعلام، والإعلام هو المقصود الأول والمعنىّ بالبيان، الإعلام الذى بات يقتات على السيرة والفضائح والجُرَس ونشر المَلابس القذرة المهترئة للنجوم، هُنا وهُناك ومع مثل هذا البيان سكتت صفحات الفن وبرامج السيرة عن الكلام المُباح والمُتاح.

لو تتبعت حكايا زواج وطلاق شيرين عبدالوهاب وسمية الخشاب وأنجلينا چولى وكيم كارديشان وغيرهن كثيرات من فنانات من بلاد العرب وفنانات من بلاد الغرب البعيد لعرفت الفرق، لو استمعت لوقائع طلاقهن لراعك حجم ما رشّح عنهن من انهيار تام كامل لحظة الفراق.

هنا أيضًا ستلاحظ أمرًا فارقًا فى سيرة ومسيرة ونشأة «ريس» و«سلاف»، ستلاحظ وستتعرف بعائلات مختلفة؛ «ريس ويذرسبون» التى كانت طفلة موهوبة متفوقة درست الأدب مع أنها كانت تريد أن تصبح جرّاحة فى المخ وتنتمى لعائلة تقدس العلوم والأبحاث ويعمل والدها طبيبًا جراحًا وأمُّها فى ذات المجال الطبى المعملى،  و«سلاف» الفنانة السورية العربية التى درست الآثار والفنون التشكيلية والتى نشأت فى أسرة تُعنى بالأدب والكتابة، لأب يعمل ناقدًا وأمّ تعمل كاتبة..

بالتأكيد هذا ليس تعميمًا، كما أنها ليست هى الحقيقة الوحيدة فيما يخص نشأة «ريس» أو «سلاف» فمثلهما كثيرات لا يعملن فى الفن فقط بل فى شتى الوظائف، ينفصلان فى هدوء وحتى دون بيانات.

قديمًا كان فنانونا الكبار العظماء ومعظمهم لم يتلقّ تعليمًا ولم ينشأ فى أُسَر حاصلة على شهادات كبرى وعاشوا حيوات سوية، بل على بالعكس ستجد أن جميعهم قد وُلدوا ونشأوا فى بيئة بسيطة مكافحة ولم يتلقوا تعليمًا متقدمًا، بعضهم اكتفى بالابتدائية، وبعضهم لم يحصل عليها، وبعضهم كان أُمّيًا لكنهم علّموا أنفسهم: قرأوا وغرفوا من المَعارف والفنون، اشتروا الكتب واللوحات، تثقفوا وتعلموا وتتلمذوا على يد الأجلاء (مشايخ المِهَن الفنية) وحضروا حلقات نقاشية وصالونات أدبية وقعدات شعرية وزجلية، تعلموا العزف والغناء، التحقوا بالكُتّاب، أجادوا اللغة العربية والإلقاء، أجادوا فنون الكتابة الأدبية، سافروا للخارج وحصلوا على دورات فى الفنون- كانت الدولة معنية بذلك-، عادوا وصاروا فنانين كبارًا نعيش على رصيدهم الفنى ولا نزال، وتزوّجوا وأنجبوا وانفصلوا فى هدوء وشياكة؛ حيث لا فضائح ولا قلة قيمة.