الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
ماكلتش رز وكدهوّن!.. أم جناحات ملونة.. نيللى

ماكلتش رز وكدهوّن!.. أم جناحات ملونة.. نيللى

«كان فى فراشة صغنططة مفرفشة ومزقططة لابسة بلوزة منقطةعلى جونلة مخططة منقطة ومخططة وسط الجنينة لمحتها وهى طايرة ف الهوا ناديتها بصت تحتها.



قالت لى طيب يا اسمك إيه أنا هستخبى واختفى فى أى مطرح التقيه وإن كنتى شاطرة تعرفى طارت وغابت فى الشجر وعند أشجار اللمون غابت تمام عن النظر ولونها تاه بين الغصون فضلت كتير متنططة وهى طايرة مزقططة».

وكدهون هذه الأغنية الجميلة المبهجة هى حدوتة نيللى ذات نفسها فى الحياة مع الفن والحب والسعادة،فمنذ بداياتها الأولى كطفلة صغنونة لهلوبة معجونة بموهبة استثنائية مرورًا بنجاحاتها الطاغية وشهرتها التى فاقت الآفاق وإحباطاتها العاطفية المتكررة وحتى اختفاؤها المفاجئ عن عيون محبيها حتى صرنا نبحث عنها فى كل مكان وزمان دون جدوى، فقد طارت نيللى بعيدًا عن النظر واختفت بين الغصون كما فعلت الفراشة الملونة فقد تحولت تلك الأغنية المرحة  التى غنتها نيللى فى غفلة من الزمن لنبوءة مستقبلية لما ستفعله نيللى بحياتها وفنها عندما طارت بين غصون الفن المتنوعة وهزت جناحيها الملونة لتلون أيامها بلون البهجة والفرحة وتسعدنا برشاقتها واستعراضاتها المتنوعة وخفة ظلها الممزوجة بشقاوة الأطفال وأنوثة النساء الجميلات مع احتفاظها بلمحة أرستقراطية راقية تحميها من الوقوع فى الابتذال أو الفجاجة ،فظلت رقصاتها مزيجًا من الرشاقة والمتعة والرقى وتبهرنا بأزيائها وبفساتينها المتنوعة وكأننا بصدد كرنڤال البهجة من نوع خالص جدًا مختوم ببصمة نيللى التى صنعت لها موضة خاصة جدًا بعيدًا عما تبدعه بيوت الأزياء العالمية، فكانت نيللى تصنع شيئًا من لا شىء ولديها مقدرة كبيرة على تصميم وابتكار أزيائها من مكونات بسيطة جدًا، ولكن بلمساتها السحرية تتحول تلك المكونات البسيطة لأزياء مبهرة تحسدها عليها كل نساء العالم وكدهون، ولكن ما يثير فضولى كيف تحولت تلك الشقراء ذات الملامح الأوروبية إلى طقس من طقوس شهر رمضان فى نفوس المصريين باعتبارها من أهم ملامح الشهر الكريم؟ كيف أقنعت كل أفراد الأسرة على البقاء أمام شاشة التليفزيون يوميًا لمشاهدتها وهى ترقص وتغنى وتمثل وتضحك فى شقاوة وتغيير ملابسها فى لحظات فتنتقل من شخصية لأخرى بمنتهى السلاسة والخفة مثل قطعة الصلصال المرنة فى يد نحات موهوب فتتحول وتتبدل فى لحظات  فنراها الخاطبة الشعبية تلعب العين والحاجب ثم تتحول إلى لموناليزا وفجأة نراها شجرة الدر ومارى انطوانيت ومارى منيب وصفية زغلول بالبيشة والياشمك وكليوباترا والأفعى القاتلة وشخصيات وشخصيات وأزياء وإبهار وسط ديكورات وأضواء وراقصين ورقاصات وإخراج متمكن ونحن نلهث خلفها مشدودين بتلك الفراشة الجميلة التى تطير بين الأغصان تهز جناحيها الملونة بلون الفرحة فتشع بهجة وسعادة بداخلنا فيحبها الصغار ويعشقها الكبار وتقلدها النساء  بينما هى لا تبالى بأحد سأرحل فى ملكوتها الخاص بها بعد أن ندهتها نزاهة الفن فتأخرنا معها إلى  عالمها السحرى الممتع بمزيج رائع من الرشاقة والخفه والجمال والأناقة وخفة الظل ساعدها بشدة وجود المبدع صلاح جاهين يكتب لها الفوازير بكلماته التى تشبها فى الرشاقة وخفة الظل ومعلوماته الموسوعية التى منحت الفوازير صبغة ثقافية بجانب جمال ورشاقة نيللى وإبداع المخرج الرائع فهمى عبدالحميد الذى منح نيللى فرصة عمرها فى تقديم ما عاشت تحلم به منذ طفولتها وكأنها تعيد أسطورة شقيقتها فيروز مع أنور وجدى فسكنت عالم الفوازير وأصبح هو بيتها وعائلتها وسعادتها المفقودة فى الحياة ،وكدهون مثل زهر البنفسج عاشت نيللى حياتها تحكى لنا حكاياتها الجذابة وتمنحنا السعادة والفرحة وهى محرومة منها فى الواقع مثل زهر البنفسج الحزين فتبدع أسطورتها الخاصة من خلال تقديم استعراضاتها بشقاوة طفلة صغيرة تعيش بداخلها لن تكبر أبدًا وترقص بأنوثة امرأة ناضجة وبخطوات منتظمة محددة كراقصة بالية محترفة تجمع بين الشرق والغرب برقصاتها المرحة وترفرف بجناحيها فى سماء رمضان فتمنحنا البهجة والسعادة ،وكدهون نيللى لا تعرف حياة خارج الفن فقد بدأت مشوارها منذ نعومة أظافرها وهى طفلة لم تتعد الخامسة من عمرها فقدمت فيلم «عصافير الجنة» بجوار شقيقتها وملهمتها الطفلة المعجزة فيروز وتوقفت فيروز واستمرت نيللى بنفس روح شقيقتها وكأنها تقمصتها على الشاشة الفضية فأبدعت شخصيتها الفنية كإحدى ساحرات الشاشة الفضية ترقص وتمثل وتغنى من خلال الأفلام السينمائية وإن كانت لم تشبع طاقتها الاستعراضية بشكل يرضيها فى ذلك الوقت فظلت تنتقل من فيلم «الآخر» تبحث عن نفسها وسط النجمات فقدمت أفلامًا خفيفة تناسب المرحلة العمرية فى ذلك الوقت مثل فيلم «المراهقة الصغيرة» و«امرأة للحب» وفيلم «نورا» وفيلم «صباح الخير يا زوجتى العزيزة» و«امرأة زوجى» ثم تتزوج من مخرج الأكشن حسام الدين مصطفى فيأخذها إلى عالمه الملىء بالأكشن والمطاردات بعيدا عن الاستعراضات والكوميديا. فتقدم معه أفلامًا من نوعية: «كلمة شرف وملوك الشر وعصابة الشيطان وقاع المدينة والشحات»، وتلك أفلام بعيدة تمامًا عن طبيعيتها الشخصية وموهبتها الاستثنائية فى عالم الاستعراضات ومع المخرج يحيى العلمى فى «طائر الليل الحزين وشلة الأنس»، ثم عادت مرة أخرى للأفلام الاستعراضية فقدمت «امرأتان وسيدتى الجميلة وأهلا يا كابتن» وكانت مفاجأتها السينمائية عندما قدمت دورًا شائكًا ومعقدًا جدا لزوجة شريرة تصل بزوجها لحد الجنون فى فيلم «العذاب امرأة» من إخراج أحمد يحيى وأمام محمود ياسين لتتفوق على نفسها بعيدًا عن الاستعراض وتقدم دورًا غاية فى الصعوبة بمنتهى البساطة بدون افتعال أو تصنع.. ثم تشرق شمس نيللى وتتوهج من خلال قيامها ببطولة فوازير رمضان فى منتصف السبعينيات لتتحول حياتها 180 درجة وتأخذ منعطفًا آخر بعيدًا تمامًا عن أفلامها السينمائية وتكاد أن تتفرغ لفوازير رمضان طوال العام تستعد بثلاثين حلقة تعرض خلال شهر واحد من السنة، بينما هى تستعد وتجهز وتتدرب وتبحث عن كل جديد طوال العام، ولهذا إذا ذكر شهر رمضان لابد أن تحتل صورة نيللى مساحة مميزة جدًا فى وجداننا وذكريات طفولتنا بفوازيرها المرحة الشقية التى تمزج الاستعراضات بالمعلومات العامة وخفة الظل بالرشاقة فى خلطة ابتدعتها نيللى ومشى على دربها الكثيرات بعد ذلك دون أن يصلن إلى ما وصلت له نيللى فى قلوب المصريين وكدهون، مازلت أتذكر بقاء كل أفراد أسرتى أمام شاشة التليفزيون حتى تطل علينا ببريقها الذى لا ينطفئ أبدًا طوال أيام رمضان رغم تكرار تيتر الفوازير لمدة ثلاثين يوما إلا أننا ننتظره بلهفة وكأننا نشاهده للمرة الأولى ونستعد لاستقبال الاستعراض داخل الحلقة مع تحفز من الجميع من سيصل لحل الفزورة أولاً ثم نتفرغ بعد ذلك للاستمتاع برشاقة نيللى وخفة ظلها التى تأخذنا معها فى رحلة سريعة لعوالم سحرية مبهرة بعيدًا عن أرض الواقع  ترقص وتغنى وتمثل وتضحك فتضحك قلوبنا وترقص أرواحنا مع رقصاتها المتنوعة بين الشرقى والغربى والكلاسيك والحديث فتمنحك سعادة مجانية لمدة دقائق يوميا تتخلص من مشاكلك وأحزانك وهمومك وتشعر بالانطلاق مع تلك الحورية الجميلة ذات الجناحات الطائرة بألوانها المتعددة وتبدع فى استعراضاتها وأزيائها وفقدت الاستعراض كما يجب أن يكون من إبهار ورشاقة وجمال وخفة ظل.. لم تكن نيللى محظوظة مسرحيًا رغم المسرحيات العديدة التى قدمتها خلال مشوارها الفنى تظل أولى مسرحياتها هى الأكثر شهرة وجماهيرية عندما قدمت بطولة الدلوعة أمام فريد شوقى من خلال مسرح الريحانى فى نهايات الستينيات،ثم قدمت سيندريلا والمداح أمام هانى شاكر ثم مسرحيتها الرائعة انقلاب من تأليف صلاح جاهين وموسيقى محمد نوح على مسرح جلال الشرقاوى وأمام إيمان البحر درويش إلا أنها لم تسجل تليفزيونيًا للأسف الشديد وضاعت فرصة استثنائية للاحتفاظ بعمل موسيقى راقٍ وقدمت بعد ذلك عدة مسرحيات لم تكن تليق بموهبتها ونجوميتها مثل سوق الحلاوة والمدرسون ودروسهم الخصوصية ولم تحظ بالنجاح المتوقع لجماهيرية نيللى.. كدهون قالت الفنانة نيللى فى مداخلة تليفزيونية لأحد البرامج، إن المرأة لكى تعيش سعيدة لا بد أن تكون مُتسامحة وراضية، مشيرة إلى أن رضا النفس، يجعل الإنسان سعيدًا على الدوام، مشيرة إلى أن ذلك يأتى مع الحكمة والنضج، لأن الحياة ستكون أكثر راحة إذا نظرنا للأشياء الإيجابية، ونغض النظر عن الأمور السيئة. وتضيف: «الست لو سعيدة فى الحب تكون (ملعلعة)،على حد تعبيرها فهى سيدة عشقت الحب ومنحته كل حياتها وعشقت الفن والاستعراض بشكل خاص فأبدعت أسطورتها الخاصة وزرعت محبتها فى وجدان كل المصريين وخفت اسمها بحروف من دهب فى قلوبهم حتى صار اسم نيللى مرتبطًا لديهم بالبهجة والفرحة والسعادة والأناقة والرشاقة وكدهون ،فى محبة الست نيللى إحدى أشهر الملامح الرمضانية وصانعة البهجة.