الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الرياض تضيف يومًا جديدًا إلى أيامها الخالدة السعودية تستحضر إلى الذاكرة قصة العلم الذى لا ينكس

يحتفل السعوديون، اليوم السبت الموافق 11 مارس، ولأول مرة بـ«يوم العلم»، وذلك بعدما ​صدر أمر ملكى، يوم الأربعاء 1 مارس 2023 الموافق 9 شعبان 1444هـ، بأن يكون يوم 11 مارس من كل عام يوماً خاصاً بالعلم، باسم «يوم العلم»، تقديراً لراية التوحيد التى لا تنكس.



وجاء هذا الأمر الملكى انطلاقاً من قيمة العلم الوطنى الممتدة عبر تاريخ  الدولة السعودية  منذ تأسيسها فى عام 1139هـ الموافق 1727م، الذى يرمز بشهادة التوحيد التى تتوسطه إلى رسالة السلام والإسلام التى قامت عليها  الدولة السعودية الأولى ويرمز بالسيف إلى القوة والأنفة وعلو الحكمة والمكانة.

على مدى نحو ثلاثة قرون كان هذا العلم شاهداً على حملات توحيد البلاد التى خاضتها الدولة السعودية، واتخذ منه مواطنو ومواطنات  المملكة  راية للعز شامخة لا تُنكّس، وإيماناً بما يشكله العلم من أهمية بالغة بوصفه مظهراً من مظاهر الدولة وقوتها وسيادتها ورمزاً للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية.

ويأتى الاحتفال بـ«يوم العلم» ليشكل مع اليوم الوطنى الذى تحتفل به المملكة فى يوم 23 سبتمبر من كل عام، ويوم التأسيس الذى سنّه ولى العهد الأمير محمد بن سلمان،  وبدأ الاحتفال به لأول مرة  العام الماضى  على أن يكون يوم 22 فبراير، عطلة رسمية من كل عام، وبهذا تشكل الأيام الثلاثة أياما وطنية يحتفل بها السعوديون والمقيمون  كل عام تعبيرا  ورمزا  لدولة فتية بدأت قبل ثلاثة قرون بعزيمة الرجال الذين أسسوا دولة قوية هى الآن  تتصدر  دول  مجموعة العشرين، الدول التى تمتلك أقوى وأكبر اقتصادات فى العالم.

ويتميز العلم السعودى بأنه الوحيد فى العالم الذى لا يُنكَّس أو ينزل إلى نصف السارية فى الحداد أو الكوارث والأحداث الكبيرة التى تعبر عن موقف الدولة والمراسم الدولية، وتحظر ملامسته للأرض والماء النجس والدخول به إلى أماكن غير طاهرة أو الجلوس عليه، لما يحمله من دلالة دينية بإضافة كلمة التوحيد الإسلامية إليه، والسيف العربى الذى يرمز إلى الوطنية.

ويُعدُّ يوم 27 ذى الحجة 1355هـ الموافق 11 مارس 1937م، هو اليوم الذى أقر فيه الملك عبدالعزيزـ طيب الله ثراه ـ العلم بشكله الذى نراه اليوم يرفرف بدلالاته العظيمة التى تشير إلى التوحيد والعدل والقوة والنماء والرخاء.

وتحت علم السعودية توحدت أنحاء المملكة براية واحدة، وذلك منذ تأسيسها فى عهد الملك عبدالعزيز آل سعود، قبل حوالى تسعة عقود مضت، وذلك فى 11 مارس/ آذار عام 1937.

لكن هذا العلم مرّ بمراحل أخرى ففى سبتمبر/ أيلول 1932 صدر مرسوم ملكى يقضى بتوحيد جميع أنحاء المملكة تحت اسم «المملكة العربية السعودية»، واختار لها الملك عبد العزيز آل سعود، علما من شريطين متقاطعين وعلامة بيانات بينهما كرمز للمملكة المنشأة حديثًا.

وكان حكام آل سعود قد توارثوا حمل «الراية السعودية»  حين كانوا ينشرون الدعوة ويوسِّعون مناطق نفوذهم إبان الدولة السعودية الأولى، إذ تؤكد المراجع التاريخية أن الراية كانت آنذاك خضراء مشغولة من أجود أنواع الحرير مكتوبًا عليها «لا إله إلا الله»، والعلم السعودى اليوم هو نفس الراية والبيرق الذى كان يحمله جند الدولتين السعودية الأولى والثانية منذ نشأتها.

فى عام 1750، بدأت قصة العلم السعودى، عندما كان يُطلق على المملكة العربية السعودية وقتها إمارة الدرعيّة، وكان العلم مستطيل الشكل وذا قاعدة خضراء داكنة يتوسّطه شكل هلال مرسوم باللون الأبيض، وظل العلم على هذا الشكل بين الأعوام من 1750 إلى 1818م.

وتطوَّر شكل العلم بعد ذلك عندما بدأت رحلة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله- إلى نجد عام 1902م، استطاع حينها السيطرة عليها وضمَّها للبلاد، ووضع بعض التعديلات على شكل العلم، فأزال رسم الهلال مستبدلاً إياه بكلمة لا إله إلا الله، وبقى العلم على هذه الحال لنهاية عام 1921م. وفى الفترة بين 1921 و1926م، ضمَّ الملك عبدالعزيز مزيداً من المقاطعات لإمارة نجد، وصار يُطلق عليها اسم مملكة نجد، وقتها تغيَّر العلم بعد أن كتبت كلمة «لا إله إلا الله» بخط أكبر على المساحة الخضراء، وأصبح الجزء الأبيض الطولى موجوداً إلى يمين العلم، كما أضيفت علامة السيف باللون الأبيض أسفل كلمة التوحيد.

ومع توسيع أطراف المملكة لتشمل منطقةَ الحجاز كاملة، شهد شكل العلم تغييراً جديداً، فأزيلت علامة السيف، وأُحيطت الراية الخضراء باللون الأبيض وتتوسّطها كلمة التوحيد باللون الأبيض.

كما طرأت تغيراتٌ جديدةٌ على العلم بعد انتهاء توحيد البلاد فى الفترة بين الأعوام 1932 - 1973م، إذ صارت أرضية العلم خضراء بالكامل، وكُتبت عليها علامة التوحيد بخطٍّ أبيض كبير، ووضعت تحتها علامة السيف، والذى اتصلت نهايته ببداية كلمة التوحيد.

وفى عهد الملك فيصل عام 1973م حصلت أيضاً بعض التغييرات الطفيفة على شكل العلم، وهو لا يزال الرسم المعتمد للمملكة إلى وقتنا الحالىّ.