الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
المتنطعون الجدد

المتنطعون الجدد

منذ قديم الأزل وجميع مجتمعات ودول العالم تعانى ممن يطلق عليهم بالمتنطعون، المعروف عنهم خوضهم فيما لا يعنيهم أو يعرفونه، أمثال هؤلاء لا يشغلهم سوى التكلف والمغالاة فى القول والفعل وادعاء العلم والمعرفة، وهذا تحديدًا ما نعانى منه فى هذه الأيام من قبل فئة متنطعة لا وجود لها على أرض الواقع، سوى من خلال عالم افتراضى تمكن من عقولهم ويحكم أفعالهم، ويعمل عليه إعلام خارجى مضلل وعميل يهدف إلى تحقيق مصالحة وأهدافه الخاصة، فهاهم أعضاء الجماعة الإرهابية ومنذ خلعهم من حكم مصر الكبيرة عليهم وعلى أمثالهم، لا هدف لهم الآن سوى تعكير الصفو والإساءة لجميع جهود التنمية والبناء التى تتم الآن فى شتى بقاع مصر، التى أرادوا يومًا بيعها لمن يدفع أكثر، وتناسى أو غفل عن قصد وتعمد من يديرونها من خارج البلاد، فسادهم السياسى والاقتصادى والاجتماعى والدينى وحتى الأخلاقى، ونهبهم لها ولثرواتها ومواقعها وأجهزتها التنفيذية، أثناء سنتهم السوداء، حتى تستتب لهم مقاليد الأمور ليفعلوا بها وبشعبها ما يشاءون، هؤلاء بمجرد خلعهم وطردهم من حكم البلاد، رفعوا راية الجهاد والعلم والزعامة والسعى لتحقيق مصلحتهم، قبل مصلحة مصر التى سبق أن نهبوها، بل دمروها، متنكرين لكل ما فعلوه بها بتبجح وغرور وأوهام لا مثيل لها، جهاد وكفاح يتم الآن من خلال فنادق الخمس نجوم فى الدول التى تؤويهم وتوفر لهم الملاذ الآمن، وعبر منصات التواصل الاجتماعى، متناسين عن قصد أيضًا أن مصر ظلت فى وضع الثبات أو محلك سر (أو لنقل وبصراحة الخراب، إذا لم يخنّى الوصف والتعبير) أثناء سرقتهم لها ولمقدراتها، فلم نشهد ولو أمارة واحدة على التقدم أو تنفيذ مشروع ينقذ البلاد من الخراب والدمار والظلام الذى سببوه وعشناه معهم أثناء حكم المرشد وجماعته ورئيسهم المزعوم، الذى قدم لنا مشاريع نهضة وهمية، حاول هو وأعضاء جماعته من خلالها مغازلة المصريين لكسب تأييدهم، مشاريع روج لها إعلام عميل مثلهم، مستعينا بالبعض من مهرجى السيرك والأرجوزات (رغم احترامى للعاملين فى هذه المهن) ليس لهم من قبول أو معرفة، فقط يدعون العلم والمهنية فى تعاملهم مع قضايا الوطن، بالمناسبة هو نفسة الإعلام الذى يسب ويقذف من الخارج الآن، متنكرًا لكل ما جاء على لسانه أو خاطره لما كان يقوله عن المهنية والشرف وميثاقه الإعلامى الذى صدعونا به، مثله فى ذلك مثل الجماعة التى ترعاه وتصرف عليه، ليتأكد لنا ولجميع المصريين أن ما يحدث أو حتى سيحدث من هذه الجماعة وإعلامها إنهم لم يدركوا المتغيرات التى تحدث فى مصر، ولم يعوا الحاضر الذى تجاوزهم، بل فضحهم وكشف ملاعيبهم الوضيعة التى اتبعوها، وتثبت فسادهم وخيانتهم التى لن ننساها قط، لذلك نبشركم ونقولها بعلو الصوت: إن ماضيكم وماضى أتباعكم ومن يدور فى فلككم لن يعود، ونظريات إغشاء الأبصار وتغييب العقول التى سبق أن اتبعتموها ليس لها من وجود حاليًا، وفتاوى الظلام والخزعبلات التى تطلقونها علينا أنتم وأتباعكم فى الداخل والخارج، تحت حجج الدين الذى تتمسحون فى رداءة لا يمكن أن يكون لها تأثير أو وجود، وسيقوم المسلم بتهنئة شقيقة المسيحى (فى أعياده ومناسباته الدينية والعكس صحيح) لأننا أبناء وطن ومستقبل واحد، ولا وجود بيننا للعقول التى ما زال يعشش بداخلها ظلام الفكر والتصرف والفعل والفتوى، فهذه مشكلتها ولا دخل لنا بها، فمصر بلدنا العظيم تتسع للجميع إلا لمن أبى وتكبر، فأضحوا وبإرادتهم الحرة من المتنطعين، وهم من بشر رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام بهلاكهم، نتيجة تشددهم وخروجهم عن حد الاتزان فى أقوالهم وأفعالهم وفتاواهم الدينية التى يبتدعونها ويفسرونها لخدمة مصالحهم وأهدافهم غير البريئة بالمرة، دون النظر إلى مصالح مصر وشعبها.



من أجل هذا وذاك أستطيع أن أؤكد وبضمير مطمئن أن أوان هؤلاء المتسلقين والانتهازيين قد فات، بعد أن مر القطار على محطتهم فى غفلة من الزمن دون أن يتذكرهم أحد، فشعبنا الأصيل لن يقع قط أسيراً لهشاشة أفكار وقدرات هذه الجماعة المتنطعة العميلة.