الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مبادرة جديدة تستهدف رفع الوعى المجتمعى «فاهم».. لا لوصمة المرض النفسى

الصحة العقلية والأمان النفسى يُعَدّان حقًا من حقوق الإنسان، والصحة العقلية والنفسية هى جزءٌ من الصحة العامة وجودة الحياة، والدعم الأسرى والمجتمعى يُعَد أول طريق العلاج، والاكتشاف والتدخل المبكر يساعد على تحسين فرص العلاج بنسبة 80 % إلى 90 %، والتربية الإيجابية واكتشاف أى اضطراب فى عُمْر مبكر يقلل من فرص إصابة طفل بمرض فى وقت لاحق من الحياة. كما أن الاعتراف المجتمعى والوعى العام بالمرض النفسى وتوفير خدمات التأهيل والعلاج لصاحبه هو سمة من سمات تحضُّر الأمم.



هذا ما أكدت عليه السيدة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى خلال تدشين السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة السابقة مؤسّستها «فاهم» للدعم النفسى، وذلك بحضور عدد من الوزراء، والوزراء السابقين، والنواب والمسئولين والشخصيات العامة.

 الدعم الأسرى والمجتمعى

كما صرّحت «القباج» بأن وزارة التضامن الاجتماعى ستطلق حملة «لا لوصمة المرض النفسى» تؤكد ضرورة قيام المؤسّسات الصحية والاجتماعية العامة والخاصة بالتوسع فى توفير الدعم النفسى المجتمعى والفردى لتأهيل المصابين نفسيًا. وحثت المصابين والمضارين ومَن هم فى خطر الوقوع فى معاناة نفسيًا أن يتقدموا للحصول على العلاج اللازم. مؤكدة أن الوزارة ستقدم كل الدعم لمؤسّسة «فاهم» للدعم النفسى لكى تحقق أهدافها.

وأضافت «القباج» إن الصحة النفسية وفقًا لمنظمة الصحة العالمية تتضمن العافية النفسية، وهى تنمية كفاءة الفرد وتعظيم قدراته وإمكاناته الفكرية والعاطفية والعملية، فالصحة النفسية هى القدرة على التوازن بين متطلبات الحياة وضغوطها ومتعتها، والقدرة على التعامل مع الضغوط اليومية بمرونة نفسية، وأخيرًا هى القدرة على الإنتاج وإعالة الشخص لنفسه وأسرته.

 عصر الحداثة

وأوضحت «القباج» أن الصحة النفسية والعقلية تؤدى إلى صحة سلوكية، وبناء علاقات سوية سواء على المستوى العاطفى أو الأسرى أو المجتمعى؛ خصوصًا فى ظل العلاقات المُرَكبة التى نراها تنمو يومًا بعد يوم فى ظل عصر الحداثة وما بَعد الحداثة فى عصر تسوده الفردية والتوحد مع الذات أكثر من الاندماج مع الأسرة والمجتمع؛ خصوصًا أن نسبة التعليم وإعمال العقل قد زادت بنسب غير متوائمة مع النماء الروحى والوجدانى والنفسى؛ حيث إن الصحة النفسية هى ليست قضية فردية فحسب؛ ولكنها قضية استقرار أسرى، وأمن مجتمعى، وتربية وتنشئة وتعليم، وقضية صحة عامة وجودة حياة، وقضية اقتصادية أيضًا.

وتابعت «القباج»: إن نحو أكثر من 10% من سكان العالم يعانون من اضطرابات نفسية، وتُصنف منظمة الصحة العالمية الاكتئاب باعتباره واحدًا من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى الإعاقة فى العالم، علمًا بأن 40% منهم يعانون من الاكتئاب الظاهر أو الصامت. مضيفة: إن أقل من دولارين للشخص الواحد يُنفقان على الصحة العقلية سنويًا فى البلدان المنخفضة الدخل، كما أن أكثر من 50% من المصابين بمرض نفسى لا يتلقون المساعدة فى علاج اضطراباتهم؛ بسبب مخاوف بشأن معاملتهم بشكل مختلف أو مخاوف من فقدان وظائفهم وسُبل عيشهم، كما أن متوسط أعمار مَن يعانون نفسيًا أقل بمعدّل 20 عامًا للرجل و15 عامًا للمرأة، وأن ذوى الأمراض النفسية والعقلية يجدون صعوبة فى استمرار التعليم وفى فرص التوظيف المربحة مما يؤدّى إلى ضعف تكافؤ الفرص وعدم تحقيق العدالة الاجتماعيّة، وينتحر كل عام أكثر من 700,000 شخص.

 دور القوة الناعمة

وأكدت «القباج» أن جميع الأمراض النفسية تحتاج إلى رعاية متخصّصة وعلاج نفسى وطبى حسب نوع الاضطراب والدرجة، سواء كانت بسيطة أو متوسطة أو شديدة، وطبقًا للمعايير العلمية؛ فالأمراض ليست موحّدة وتختلف من شخص لآخر. 

وأشارت وزيرة التضامن الاجتماعى إلى دور القوة الناعمة بالمجتمع من السينما والدراما والمسرح والثقافة فى تغيير الصورة النمطية الخاطئة عن المرضى النفسيين، ومسئوليتهم حاليًا زيادة التوعية بالمرض النفسى وأهمية تقبُّل المرضى النفسيين وتشجيعهم على طلب المساعدة والعلاج، كما يجب أن يكون هناك اهتمام بمرحلة الطفولة المبكرة وبالتنشئة الإيجابية، وبالتوعية الوالدية والأسرية فى أولى مَراحل الزواج، وتجهيزهم بأدوات الاكتشاف المبكر عن الصعوبات النفسية أو العقلية أو الفكرية أو السلوكية، كما أنه على المؤسّسات الصحية والاجتماعية، العامة والخاصة، التوسع فى توفير الدعم النفسى المجتمعى والفردى، بأسعار رشيدة معقولة؛ لتأهيل المصابين نفسيًا ومن تعرضوا لصدمات متنوعة وبصفة خاصة الأطفال والشباب، والحث على دعم الأقران والمشاركة المجتمعية فى الدعم النفسى.

 تعاوُن الوزارات

وأشارت «القباج» إلى التعاوُن مع وزارة الصحة والسكان ووزارة التربية والتعليم من أجل مهننة التأهيل النفسى والاجتماعى وتحديد المعايير العلمية والأخلاقية للعاملين بها، والحرص على تنمية مهاراتهم وقدراتهم لتقديم الخدمات التأهيلية ذات الجودة وفى خصوصية وسرية، ويشمل ذلك المؤسّسات التعليمية ومؤسّسات الرعاية الاجتماعية ومراكز مكافحة الإدمان والتعاطى وغيرها من الكيانات، بالإضافة إلى التعاون مع المؤسّسات الدينية لتصحيح الفكر بشأن الفهم المجتمعى للمشكلات النفسية والاعتراف بالحلول العلمية والدينية على حد سواء، فضلًا عن المحاسبة والمساءلة القانونية لمن يسىء التعامُل مع الأطفال أو الأشخاص الذين يعانون نفسيًا أو عضويًا أو اجتماعيًا أو من لديهم إعاقة.

 عدم وصمهم

ومن جانبها قالت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة السابقة، إن «فاهم» مؤسّسة غير هادفة للربح تهدف إلى دعم ومساندة الأطفال والشباب على مواجهة متاعبهم النفسية واكتشاف مرضهم النفسى مبكرًا، من خلال تعاونها مع الأمانة العامة للصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة المصرية، وعدد من كبار الأطباء النفسيين الذين انضموا لمجلس أمناء المؤسّسة، التى ستتيح موقعًا إلكترونيًا للتواصُل مع كل من يشعر بمتاعب نفسية، وتوجيهه للتصرف الأمثل.

وأكدت «مكرم»، أن المؤسّسة ستتواصل كذلك مع الأسر المخلفة التى تحتاج لمعرفة كيفية التعامل مع أبنائهم، وعدم وصمهم، والتصرف الأمثل معهم سواء فى مرضهم أو بعد تعافيهم، وأن خطة المؤسّسة ستشمل العديد من الفعاليات على أرض الواقع للتواصل مع طلبة المدارس والجامعات والشباب من مختلف الأعمار.

 الصورة الذهنية

من جهته يقول الدكتور وليد هندى، استشارى الصحة النفسية: قديمًا كان يشار للمريض النفسى أنه مجنون ويُنعَت ببعض الصفات غير المستحبة، وعزّز من هذا الكلام الصورة الذهنية للمريض النفسى التى رسمتها السينما المصرية والعربية، مما جعل المرضى يرفضون اللجوء للطبيب النفسى وتقاوم العلاج النفسى، ولكن مع ازدياد الوعى وزيادة الأمراض النفسية والمشكلات الاجتماعية وعدم وجود إشباع للروحانيات للإنسان؛ عرف أن الطب النفسى لا يقل الحاجة إليه عن الطب العضوى، وأصبح هناك استجابة للتعامل مع الطب النفسى وإقرار للواقع من دون مقاومة نفسية.

وأضاف «هندى»: ومع صفحات السوشيال ميديا وجروبات الواتساب وغيرها جعلت هناك وعيًا وإذكاء وإنماء لفكرة الطب النفسى المعاصر وبالفعل أصبح لدينا كم من المرضى أكثر من عدد الأطباء النفسيين وتعدادهم.

 عصر القلق

وأكد «هندى»، أن هناك زيادة فى الوعى بأهمية المرض النفسى وتحسن ملحوظ فى هذا الوعى؛ حيث وجد الناس أنفسهم بالفعل بحاجة للعلاج النفسى، ونحن نعيش عصر القلق ومعظم الناس تعانى من القلق سواء على المستقبل أو العمل أو الإصابة بالأمراض أو القلق على الأبناء، والقلق الدائم جعل الناس فى حاجة إلى الذهاب للطبيب النفسى والاستشارات النفسية، كما أن القلق أنتج مجموعة من الأمراض النفسية الاجتماعية التى لها أشكال عضوية، وذلك لأن المصريين والعرب يميلون إلى جسدنة المرض النفسى ويعطونه أشكالاً عضوية مثل الصداع والتهاب الجيوب الأنفية وربو وآلام الظهر واضطرابات المعدة واضطرابات الدورة الشهرية وخشونة الركبة وتساقط الشعر وحكة فى الجلد واضطرابات النوم وفقدان الشهية، كل هذه الأمراض نتائج للقلق والتعرض للضغوط، مما رفع الوعى لدى الناس بأهمية العلاج النفسى، فيذهب للعلاج العضوى من دون فائدة وبالتالى يلجأ إلى الدكتور النفسى.

 المسئولية

وشدد «هندى» على المسئولية وتحمُّل المرأة للضغوط والمسئولية بطريقة أكثر فنجد المرأة فى النوادى والسناتر والهيئات والأسواق والبنوك وازدحامها وتأديتها لكل الأدوار بطريقة غير عادية مما نتج عنه مجموعة من الضغوط والاحتراق النفسى الناتج عن تحمل المسئولية، كلها أمور جسيمة جعلت الإنسان يفكر فى الناحية النفسية ويرتفع الوعى عنده لارتياد العيادات النفسية.

وأضاف «هندى»: اختلاف مراحل العمر أيضًا لها مشاكلها، فكل مرحلة عمرية لها مشاكلها التى نعانى منها، فنجد فى الطفولة مص الأصابع، قضم الأظافر، التبول اللا إرادى، عيوب نطق وكلام، توحد، مشاكل حركية ومشاكل فى الحضانات التهيئة النفسية وما ينتج عنها من مشكلات وبكاء وخرس اختيارى وانسحال اجتماعى، وفى المراهقة نجد مشاكل السلطة الأبوية والإدمان وميل للجنس الآخر، ينمو قليلاً ويواجه مشاكل فى الحصول على المهنة والبطالة والعنوسة واختيار شريك الحياة، ولو اتزوج وطلّق نجد مشاكل المرأة المعيلة، وينمو قليلاً ثم يدخل فى الأمراض الجسدية مثل السرطانات والقلب والأمراض العضال التى يترتب عليها أمراض نفسية مثل القلق والتفكير فى الموت والاحتضار، فكل مرحلة لها مشاكل نفسية تتولد عنها وضعته فى موضع النظر للناحية النفسية وضرورة معالجتها.

 اختلاف الأدوار

وأكد «هندى» أن الصحة النفسية بتعريفها ليس الخلو من الأمراض ولكن التوافق النفسى مع ما يعترينى من أمراض وضغوط ومشكلات متباينة، كما اختلاف أدوار الحياة يؤثر على الناحية النفسية فكل دور نلعبه تنتج عنه أمراض نفسية معينة، فلو بنت ستتزوج قد تصيب باكتئاب الزواج قبلها، وحملت نجد اكتئاب الحمل وما بعد الولادة وغيرهما، كما أن التطور التكنولوچى نتج عنه مشاكل نفسية، وزيادة حركة التصنيع والطرق نتج عنها مشاكل نفسية؛ خصوصًا لدى الأشخاص ذوى الإعاقة، والتطور العلمى فى العمليات الجراحية نتج عنه أيضًا مشاكل نفسية نجد طفلاً مبتسرًا وطفلاً فى حضانة وطفلاًَ معاقًا ذهنيًا، وكان قديمًا يموت الطفل أو يتم التخلص منه، وبعد الحوادث إذا عاش الشخص ينتج عنه كرب ما بعد الصدمة، مشاكل جمة ناتجة عن التطور لها آثار نفسية، والتطور الحضارى أيضًا خَلق مشاكل نفسية؛ فالشخص يعيش فى منطقة حديثة تبعد عن محيط الأهل والأصدقاء فينتج عنه شعور بالاغتراب والبعد عن الأهل والأصدقاء، وأيضًا عصر الجوائح مثل الكورونا، جعلت الناس على وعى بالنفسية والاكتئاب وفقدان الأمل وفقدان الحبيب والتفكير فى الموت والوسواس القهرى والبطالة وما ترتب عليها من آثار نفسية والخلافات الزوجية ومشاكل الطلاق.

 توهم المرض 

وهناك مرضٌ نفسىٌ موجود لدى العالم كله وهو توهم المرض، نجد المرأة فى الأربعينيات تفحص جسدها وتتوهم فى المرض وأنها مصابة بالسرطانات وتعمل دلالات أورام، والرجل يفكر فى الموت وأقل نهجان يقول أنا مصاب بالقلب ولدى ذبحة صدرية وهو سليم تمامًا ولكن هذا الشعور له بُعد نفسى لذا بدأت الناس ترتاد العيادات النفسية، كما أن ارتفاع معدلات حالات الطلاق والعنوسة والبطالة والتنمر والتحرش وغيره، كل مشكلة يتبعهاعلاجات نفسية وأيضًا اضطرابات النوم أو الجاسوم أو اختلال الساعة البيولوچية كلها أمور جسام أدت إلى ترسيخ الوعى بالمرض النفسى والتعامل مع المشاكل الحياتية والبحث على محركات جوجل عن المشاكل والأمراض النفسية ومشاهير العلاج النفسى. وأكد أننا نحتاج دومًا للذهاب إلى المعالج النفسى كما أنه مع تطور الحياة سنحتاج أكثر إلى علاج نفسي. 

 أداة سياسية

وفى السياق نفسه؛ يوضح الدكتور شحاتة زيان أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية: يخشى الكثيرون من وصمة المرض النفسى؛ حيث ينظرون إليه، إمّا أن الشخص لديه تخلف عقلى أو مرض نفسى، والمرض النفسى الاتجاه له فى مجتمعنا عيبه وغير مستحب، لذا القيام بالتوعية فى ذلك الأمر ضرورة ولكن بغير أن تصبح أداة سياسية لتبرير أفعال ما.

إن اكتشاف المرض النفسى يحتاج إلى جهود كبيرة جدًا، والجهود الموجودة فى الدولة لا تكفى، كما أن علاج ومحاصرة هذه المشكلات هى نتاج للعديد من مشكلات المجتمع لذا لا بُد من الكشف عن هذه الجوانب، كما أن المريض يذهب للطبيب النفسى بعد أن يكون ذهب للمشايخ والكنائس ويبحث عن وسائل أخرى غير الاتجاه للطبيب النفسى، فضلاً عن أن هناك مشكلة كبيرة فى تكاليف العلاج النفسى فهى مرتفعة تستخدم فيها أدوية مرتفعة الثمن ويساء استخدامها لأن معظمها مخدرات أو مهدئات أو غيرهما.

 إهمال العلاج

وحذر «زيان» من الأدوية النفسية، فأحيانًا يأخذها المريض من تلقاء نفسه ولكن لا بُد لها من تحديد من قِبَل الطبيب عن الجرعات والأدوية المناسبة لكل حالة على حدة بحيث لا تؤثر على الجهاز العصبى، والأصعب من ذلك أن بعض الأشخاص يستغلون المريض النفسى لإحضار روشتة يحصلون هم بها على الأدوية لأنفسهم، فهناك أخطاء كثيرة يقع فيها البعض نتيجة للدواء النفسى.

وأضاف «زيان»: إن إهمال العلاج النفسى وعدم لجوء المريض للعلاج والفحص يمثل خطورة شديدة ليس على نفسه فقط ولكن على المجتمع، فمن يتحمل سلوكه إذا اعتدى على شخص أو أصابه أو قتله فعلى مَن تلقى المسئولية، وهنا تكمن خطورة الإعلان عن مثل هذه الجمعيات، إلا إذا تم استخدامها بطريقة صحيحة تتوسع فى مساندة المرضى النفسيين والدعوة إلى تمكينهم فى المجتمع؛ لأن المريض النفسى إذا علم بمرضه ترفض الجهات توظيفه، وهؤلاء المرضى لديهم أسر وأبناء يحتاجون إلى دخل للإنفاق على أسرهم، وهذا حقهم فى المجتمع، وأعتقد أن هذا وراء فكرة مؤسّسة «فاهم»، فهولاء المرضى لهم حق لا بُد أن يدعمهم المجتمع. 

 تعديل السلوك

وأوضح أن الإخصائى النفسى هو خبير سلوكى، غير الطبيب النفسى، فالأطباء وظيفتهم تشخيص المرض وتصنيفه وعلاجه، والإعداد والقياس والتقييم للسلوك مهمة الإخصائى النفسى والإخصائى الاجتماعى، ولا توجد خطة علاج من دونهم، فالعلاج النفسى ليس دواء فقط لكن يحتاج نوعًا من التدريب المكثف على تعديل السلوك وعلى تعديل الأفكار، وهذا يفعله الإخصائى النفسى أو الإخصائى الاجتماعى؛ إنما الطبيب يضع خطة العلاج ويكتب الدواء المناسب حتى تكون الحالة العلاجية للشخص هادئة أثناء التدريبات له، لذا يكون فريق عمل متكاملًا وتكون له متابعة ومتابعة جدية للتعرف على مدى تأهيله للمجتمع، فالطبيب لا يعمل وحده.

وأوضح «زيان» أن هناك مستشارين نفسيين أو مرشدين نفسيين أذهب لهم، ولكن لا بُد أن يكونوا مؤهلين لديهم دكتوراه فى علم النفس الكلينكال أو الرشاد النفسى، فهناك فرق بين الشعور بالكآبة ومرض الاكتئاب الذى يؤدى إلى الانتحار، هذا ما يفحصه الطبيب، وحذر من ذهاب البعض لدجالين ونصابين فى الأمراض النفسية، لذا التوعية ضرورية بالمرض وعدم الخجل منه والتشجيع على العلاج، والعلاج المبكر؛ خصوصًا فى حالات كثيرة مثل التوحد وغيره، وأكد على التعامل الإيجابى والاهتمام والمتابعة داخل الأسرة مهم جدًا لأن المعاملة السيئة تخلق مجرمًا ولا تشعر الأسرة بذلك إلا بعد فوات الأوان.