الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
تويتة كشف الحقيقة

تويتة كشف الحقيقة

كشفت تويتة لم تكن على البال أو الخاطر الواقعَ المؤلمَ الذى يمر به الإعلامُ الرياضى فى بلدنا، صاحبها حارس مرمى نادى بيراميدز شريف إكرامى، مُعلقًا فيها على أزمة استقالة مارك كلاتنبرج من منصبه باتحاد الكرة، التويتة مصحوبة بصورة لخبر رحيل كلاتنبرج منشور عبر صحيفة «ذا صن» الإنجليزية.. هاجم فيها إكرامى الإعلامَ الرياضى متهمًا إياه بتحويل أخبارنا الكروية يوميًا إلى سَبّ وتطاوُل من ناحية.. والسخرية والكيد والشماتة من ناحية أخرى! فى النهاية منتظرين إيه غير واقع مظلم. ثم عاد وأضاف: إذا لم يتطهر الإعلام.. إذا لم يتم منع كل شياطين الإنس من كل أنواع البث.. ليس فقط ستستمر الغيبوبة؛ بل سيمتد الأمرُ إلى الإضرار بسمعة مصر عالميًا.. ثم أردف: أشفق على الكرة المصرية وجمهورها إذا استمر غياب المعايير قبل ظهور أى شخص فى الإعلام الرياضى. قنوات تعمق الكراهية..استوديوهات هزلية.. برامج لنشر التعصب.. ألسنة تفتخر بالجهل والهمجية.. أصبحتم أضحوكة سخيفة مبكية فى نظر جماهير الكرة.. كامل احتقارى لكم ولكل من هو على شاكلتكم.



انتهت التويتة؛ ولكن لم ولن تنتهى مصائب الإعلام الرياضى عندنا (كما وصفه صاحبها)، الذى بقدرة قادر جلس فوق مقعده شياطين الإنس (والجن كمان إذا حبيت) فى ظل غياب المعايير التى تسمح بإطلال هذا أو ذاك علينا مفتخرًا بجهله وهمجيته وصوته الجهورى، ناشرًا بيننا روح التعصب والفتن، معمقًا الكراهية بين جماهير الكرة التى تعد أولاً وأخيرًا مجرد رياضة بها الغالب والمغلوب؛ لنصبح فى النهاية أضحوكة سخيفة مبكية فى نظر الجماهير والعالم الذى لم تعد تختفى أو تحجب فيه الشاردة والواردة، هذا هو حال إعلامنا الرياضى الذى بات يحتكره غير الملتزمين بقواعد الضمير والشرف المهنى لأنهم لم يعرفوه أو يدرسوه أصلاً.

بالمناسبة؛ تويتة إكرامى الابن لاقت استحسان كل من قرأها سواء أهلاوى أو زملكاوى أو متابع للشأن الرياضى؛ لأنها وبصراحة ودون لف أو دوران تلخص ما وصل إليه إعلامنا الرياضى الذى سمح لكل من هَبّ أو دَبّ فى الإطلال علينا عبر الشاشات، متبنين لروح التعصب من خلال قنوات تعمل لصالح الأندية التى ترعاها أو تتبناها، مشعلة الحروب التى لم تعد كروية بالمَرّة بين جماهير ومُحبى كرة القدم، وتتم إدارتها من خلال برامج واستوديوهات تحليل يُسَيّرها البعضُ وفْق هواه الكروى لتوجيه الرأى العام حسب مصالحه الكروية أو الشخصية أيضًا.. برامج تنشر الشائعات وتؤجج الفتن لتضمن للقائمين عليها ارتفاع نسب المُشاهدة، حتى ولو جاء ذلك على حساب أمن واستقرار الوطن الذى يضمنا جميعًا، ويكفى هنا أن نتذكر ما حدث فى استادَىْ بورسعيد والدفاع الجوى التى كان للإعلام دورٌ فيهما، ويكفى أيضًا أن نذكر أن مثل هذا الإعلام جعل من جرائم السب والقذف ضيفًا معتادًا على آذاننا بدخوله إلى بيوتنا دون حسيب أو رقيب، من جراء متابعته لها ولضيوفه الذين لا يشغلهم سوى رضا صاحب المحل (أقصد القناة)؛ خصوصًا أن عدم رضاه يعنى عدم رؤيتنا لطلتهم البهية علينا وعلى جماهير الرياضة، رُغْمَ أن بعضهم كان مشهودًا له بحُسن الخُلق والسماحة والفطنة والذكاء؛ فإنه اضطر أن يجارى الوضع الجديد فخسر وبإرادته ما كان يملكه وحُب المتابعين له، فساهَم بدوره فى زيادة حدة التعصب بين جماهير الكرة، التى من المؤكد أنها ستتبرأ منهم ومن أمثالهم على طول الخَط.

ما نشره «شريف» أصابَ كبدَ الحقيقة، وللشفاء من هذا الداء على المشتغلين فى هذا الإعلام أن يراجعوا أنفسَهم ويُحكّموا ضمائرهم فى المحتوى الذى يقدمونه لجماهير المشاهدين، فلا الظروف أو الوقت الحالى يسمح بمثل هذا الإعلام الذى أعلن «شريف» احتقاره له وللقائمين عليه، رُغْمَ أنه فردٌ من أفراد الأسرة الرياضية المصرية، وهو ذاته (الإعلام) الذى لا نرحب به نحن أيضًا، مثلما لا نرحب بجرائم الخوض فى الأعراض والسَّب والقذف والتحفيل، التى تحدث يوميًا على مواقع التواصل الاجتماعى واليوتيوب، تحت مسمى الرياضة؛ لأننا وقتها سنطالب بحذفها من قاموس حياتنا، لحين عودتها إلى وضعها الطبيعى فى تهذيب العقل والنفس وبناء الجسم؛ لكونها وسيلة من أهم وسائل التواصُل والتقارُب بين الشعوب، فما بالك بأبناء الشعب الواحد.