الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بمشاركة ما يزيد على 60 فيلمًا فى مسابقات المهرجان المختلفة مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة عندما تنصف السينما المرأة

تنتظر محافظة أسوان الجميلة انطلاق فعاليات الدورة السابعة من عمر مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة والذى يعد الثانى من نوعه فى مصر بعد مهرجان «بين سينمائيات».. فهو الوحيد الذى يهتم بالأعمال التى ناقشت قضايا المرأة وأيضًا يهتم بأعمال صانعات السينما فى مختلف الدول.



وتقام فعاليات المهرجان فى الفترة من 5 إلى 10 مارس المقبل بمدينة أسوان الساحرة، وعلى الرغم من أن  ورش المهرجان مستمرة طوال العام؛ فإن صنَّاعه قرروا إقامة  ورش فنية مختلفة لفتيات الجنوب تشمل كل فنون السينما وذلك لتمكنهن من التعريف بأساسيات العمل السينمائى المحترف.

أكثر من 1000 فيلم

على الرغم من أن الدورة القادمة لم يتم الإعلان عن تفاصيل الأفلام المشاركة بها فإن الكاتب حسن أبوالعلا مدير المهرجان خص مجلة «روزاليوسف» ببعض التفاصيل الخاصة، حيث قال إن  لجنة  المشاهدة   والاختيار تلقت عددًا كبيرًا من الأفلام التى ترغب فى التنافس على جوائز المهرجان.. مؤكًدا أن إجمالى الأفلام تعدى الألف فيلم ما بين الطويل والقصير، مضيفًا إن اللجنة اختارت عددًا كبيرًا من الأفلام ذات الجودة والتى  يصعب تحديد عددها حاليًا ولكنها تتخطى الـ60 فيلمًا من 37 دولة حول العالم.. والتى سيتم توزيعها ببرامج ومسابقات المهرجان المختلفة وهى مسابقة الأفلام الطويلة والأفلام القصيرة وأفلام الطفل والبرامج الموازية وغيرها.

وكانت إدارة المهرجان قد كشفت عن اختيار المخرجة ماجى مرجان مستشارًا فنًيا للمهرجان، كما تتولى الإشراف على المكتب الفنى للمهرجان الذى يضم ثلاثة من المبرمجات هن صفاء مراد ومريم حمدى وأمينة عبدالحليم. لما لهن من خبرات فى اختيار الأفلام بعدد من المهرجانات الدولية الأخرى.

كما أشار أبوالعلا إلى أن المهرجان سيشهد عدة مفاجآت ضمن فعالياته لا يمكنه الكشف عنها حاليا ولكن سيكون هناك عدة ورش خاصة بالربط ما بين الفن والمرأة حول العالم.

ورش مختلفة

بدعم من وزارة الثقافة ومحافظة أسوان، وبالشراكة مع شركة بلان انترناشونال ايجيبت، ودروسوس ومؤسسة أكت، ونقابة السينمائيين، وشركة ريد ستار، وشركة دى جى فايبس. انطلقت منذ منتصف يناير عدد من الورش الفنية المختلفة التابعة للمهرجان.. والتى بدأت عن طريق خاصية «الزوم» ليتوجه طلاب كل ورشة لمقر برنامج المهرجان خلال الأيام المقبلة تباعًا.. وذلك لحضور الورش والانتهاء من مشاريعهم فى يوم الثامن والعشرين من شهر فبراير الجارى.

والورش هى (مشروع سينما أسوان الجديدة) وهو برنامج تجهيز وتنفيذ الأفلام، وبرنامج متخصص فى تطوير المشاريع.. بالإضافة إلى لقاءات تطوير السيناريو، وبرنامج الرسوم المتحركة للكبار.. وأخيرًا ورشة السينما والرسوم المتحركة للأطفال حتى سن الحادية عشرة.

أما عن صندوق دعم مشاريع الأفلام فيستمر مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة هذا العام لكونه منصة لإطلاق أفلام جديدة تضاف لأفلام المرأة، وكذلك زيادة الفرص المتاحة لصانعات وصنَّاع الأفلام خاصة من جنوب مصر، واشترط المهرجان أن تكون المنحة المقدمة من خمس شركات عاملة فى الحقل السينمائى، لمشروعات أفلام تتناول قضية من قضايا المرأة.. أو تتناول شخصية نسوية مؤثرة، أو تمثل إبداع النساء، وتجمع المنحة بين الدعم المالى واللوجيستى من توفير المعدات والتجهيزات لمرحلة التصوير وما بعدها.

وقد تلقت إدارة المهرجان هذا العام عددًا كبيرًا من المشروعات التى سوف يتم الإعلان عنها خلال فعاليات الدورة.. وقد كانت أقيمت احتفالية خاصة بالمشاريع الفائزة بالدورة السادسة فى سبتمبر الماضى وهى فيلم «كف مريم» للمخرجة روجينا بسالى و«رسول الحب» للكاتبة نوال محمود، «جميلة من غير حاجة» للكاتبة آية خالد.. وأيضًا «أن تكون بهجة» للمخرجة تغريد العصفورى

تكريمات لشخصيات مؤثرة

قال الكاتب حسن أبوالعلا مدير المهرجان إنه يتم حاليًا التواصل مع فنانة عالمية سيتم تكريمها خلال الدورة المقبلة،  مؤكدًا أنها ستكون مفاجأة بجانب الأسماء المعلن عنها.. حيث كانت إدارة المهرجان قد قامت بالإعلان عن تكريم أربع شخصيات فنية استطاعت أن تمثل دور المرأة وتعبر عنها وعن مشاكلها.. على رأس المكرمين جاءت النجمة نبيلة عبيد.

فما بين أكثر من 100 عمل سينمائي و إذاعي وتلفزيوني استطاعت نجمة مصر الأولى أن تعبر عن قضايا المرأة باختلاف مراحلها العمرية وباختلاف الثقافات والطبقات الاجتماعية.. فكانت نبيلة هى النجمة الأبرز فى تاريخ السينما المصرية الحديث خاصة بعد تحقيقها لقب نجمة شباك وتربعت على عرش البطولات السينمائية منذ منتصف السبعينيات وحتى الآن.

وكانت أول بطولة لنبيلة عام 1963 فى فيلم «رابعة العدوية» إلا أنها استطاعت بعده تقديم عدد من البطولات المشتركة متمثلة فى الأفلام الشبابية الخفيفة التى كانت تجتاح سينما السبعينيات وقتها، إلا أنها سرعان ما نضجت فنيًا وبدأت فى اختيار أعمال دونت فى تاريخ السينما المصرية والعربية وأصبحت تدرس كفن الأداء.. وهى استطاعت أن تعبر عن مشاكل المرأة القوية والمتعلمة  والجاهلة والتى تسكن فى السوق والتى فى القصور.. فهى عبرت عن ذوى القدرات الخاصة بفيلم «توت توت» ومعاناة المعلمة  فى «اغتيال مدرسة» ومشاكل المرأة السياسية فى «كشف المستور»، ومشاكل العنف الزوجى فى «المرأة والساطور».

وتعد نبيلة عبيد من أبرز النجمات اللواتى قدمن أعمالًا بتوقيع الكاتب الراحل إحسان عبدالقدوس وهو أكثر الكتَّاب المعبرين عن مشاعر المرأة كما تميزت بذكائها فى اختيار أفلامها والتى تم اختيار عدد كبير منها ضمن قائمة أفضل مئة فيلم بتاريخ السينما المصرية ومنها.. «الراقصة والسياسي» «الراقصة والطبال» و«سقطت فى بحر العسل»،  و«العذراء والشعر الأبيض» و«ديك البرابر»، «قضية سميحة مهران» و«الحناكيش» و«شادر السمك» وغيرها.

ومن جانب آخر قررت إدارة مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة، تكريم الإعلامية الدكتورة درية شرف الدين، ابنة محافظة المنصورة والحاصلة على درجة الدكتوراه من أكاديمية الفنون، وذلك تقديرًا لدورها فى دعم الثقافة السينمائية على مدى سنوات طويلة، من خلال برنامجها الشهير «نادى السينما»، الذى كان نافذة مهمة للجمهور المصرى لمتابعة الأفلام العالمية وإلقاء الضوء على أبرز صانعيها ومكوناتها الفنية من تمثيل وإخراج وموسيقى وتصوير ومونتاج، فى وقت لم يكن هناك فرصة لمشاهدة مثل هذه الأفلام من خلال دور السينما.

كما أنها تعتبر نموذجًا مشرفًا لعطاء المرأة المصرية فى مجال الثقافة بشكل عام، حيث أثرت المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات المهمة، منها «أوراق الزمن» و«السياسة والسينما فى مصر» و«إبحار فى عقل وقلب البابا شنودة».. بالإضافة إلى ذلك فقد تقلدت مناصب مهمة مثل رئاستها جهاز الرقابة على المصنفات الفنية بوزارة الثقافة، ورئاستها لقطاع القنوات الفضائية بالتليفزيون المصرى، قبل أن تتقلد منصب وزير الإعلام فى الفترة من 16 يوليو 2013 حتى 17 يونيو. 

تكريم تونسى وهولندى

بعد مسيرة ناجحة فى السينما العالمية وصلت لعشرين عامًا، قررت إدارة مهرجان أسوان الدولى تكريم المخرجة وكاتبة السيناريو الهولندية ميكا دى يونج وذلك لما قدمته من أعمال ناجحة ناقشت قضايا المجتمع والمرأة بشكل خاص. وقدمت أول أعمالها عام 1992 وحصلت على عدة جوائز عالمية منها جائزة مهرجان روتردام وترونتو وبرلين ولوكارنو وغيرها.. وتميزت دى يونج باستخدامها أسلوبًا مبسطًا فى تقديم موضوعاتها وإن كانت أغلب أعمالها تعتمد على الأسلوب الفلسفى كما أنها تتميز بأسلوب الخوض فى المسكوت عنه فى مجتمعها.

بينما سيشهد المهرجان تكريم المخرجة والمنتجة التونسية الكبيرة سلمى بكار وذلك تقديرًا لمشوارها الإبداعى الطويل؛ إذ تعتبر من الرائدات فى السينما العربية، وأول مخرجة تونسية تنتج أعمالها. كما أنها تعتبر أول مخرجة تقدم فيلمًا روائيًا طويلًا يحمل توقيع امرأة.. فهى من رائدات السينما التونسية وقدمت عشرات الأفلام التى ناقشت خلالها قضايا المرأة العربية بشكل عام وما تعانيه من مشكلات بسبب الجهل والظلم والفقر والتحكم الذكورى وأيضا فى الحياة السياسية.

وكانت لها مشاركات قوية فى المشهد السياسى التونسى، كعضو المجلس الوطنى التأسيسى لوضع الدستور، وشغلت منصب نائبة فى البرلمان التونسى. ويعتبر صناع المهرجان تكريمها كتكريم للسينما التونسية التى حققت فى السنوات الأخيرة نجاحًا كبيرًا على المستوى الدولى بأفلام تحمل بصمات نسائية.