الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
العفو الدولية والسعودية ورونالدو

العفو الدولية والسعودية ورونالدو

أبدأ هذا المقال مستشهدًا بمثل عربى قديم يقول: (اللى ميشوفش من الغربال يبقى أعمى) مثل ينطبق تمامًا على منظمة دولية تدعى زورًا وبهتانًا أنها تناضل من أجل عالم يتمتع فيه الجميع بحقوق الإنسان، منظمة بدأت نشاطها بالسعى إلى الإفراج عن السجناء السياسيين، ثم عادت وتبنت مجموعة كاملة من حقوق الإنسان؛ مكافحة تمييز ودفاع عن حقوق اللاجئين والمهاجرين، مرورًا بالمطالبة بإلغاء عقوبة الإعدام وحماية الحقوق الجنسية والإنجابية وكفالة حرية الرأى والتعبير ووقف العنف ضد المرأة، أهداف جميعها نبيلة ولكن على الورق، فعند التنفيذ على أرض الواقع، نجد أن الأهداف التى تسعى إليها المنظمة وغيرها من المنظمات التى تعمل فى نفس النشاط مثل منظمة (هيومن رايتس ووتش) تتعرض فى الحقيقة للكثير من الانتقادات، بداية من ارتباطها بمنظمات لها سجل مشكوك فيه فى حماية حقوق الإنسان، والتحيز فى الاختيار سواء الأيديولوجى أو السياسى وخصوصًا ضد الدول غير الغربية أو البلدان المدعومة من الغرب. وبمعنى أصح أنها تتغاضى عن توجيه انتقادات لممارسات بعض الدول لأسباب سياسية مما يؤثر بشكل سلبى على مصداقيتها عالميًا. ووصل الحال إلى أن البعض ادعى أن المنظمة ليست فى جوهرها سوى كونها منظمة استخبارات بريطانية، بل تعد عنصرًا أساسيًا من نظام اتخاذ القرار الحكومى البريطانى، كل ما سبق يمكن تفسيره رغم الانتقادات التى تنال من المنظمة وغيرها من المنظمات التى تلاحق دول العالم الثالث بالعديد من الاتهامات، ومن ضمنها بالطبع دول منطقتنا العربية، ولكن ما لا يمكن (السكوت) عليه هو مطالبة المنظمة للاعب البرتغالى كريستيانو رونالدو بألا يكون أداة لتلميع الدولة السعودية، مطالبة إياه بوقف كيل المديح الذى يصدر عنه منذ توقيعه للعب لنادى النصر السعودى، هذا بخلاف تذكيره بضرورة استخدام منصته الإعلامية الكبيرة للفت الانتباه إلى قضايا حقوق الإنسان فى البلاد، بحيث لا يمكن استغلالها للترويج للسلطة الحاكمة لصرف الانتباه عن سجل السعودية فى مجال حقوق الإنسان، ولذا عليه أن يستغل وقته مع نادى النصر للتحدث علنًا وصراحةً حول المسائل الكثيرة المتعلّقة بحقوق الإنسان فى البلاد، لأنه من العار وغير المعقول أن تسعى السعودية لغسل سمعتها عبر الرياضة أو ما يعرف بالترفيه.



إلى هنا لابد أن نتحدث ونناقش بصراحة بيان المنظمة المذكورة، وبيانها المفضوح الذى كشف دورها أكثر مما يسترها، فجرائم التعذيب والدفاع عن حقوق اللاجئين والمهاجرين أنتم من ابتدعتموها، وتطبقونها دون وازع أو ضمير فى الكثير من سجونكم، ويكفى أن أذكركم وأذكر غيركم بما فعلتموه فى سجن أبو غريب أو فى معتقل جوانتانامو الذى يشهد على وحشيتكم، لن أذكر ما يحدث فى سجون الاحتلال الإسرائيلى من معاملة سيئة وتعذيب وقهر للأسرى وسجناء الرأى، لأنكم ما زلتم تغمضون أعينكم عما يدور فى داخلها على يد النازيين الجدد، أما حديثكم عن حقوق المهاجرين التى تشغلون بها أنفسكم، فما يحدث للمهاجرين الفلسطينيين المتواجدين فى المخيمات يكشف دوركم المشين فى حق الإنسان وكرامته التى تمتهن يوميًا، عكس المهاجر الأوكرانى الذى تسعون لنيل رضاه بسبب شعره الناعم وعيونه الزرقاء، نأتى إلى عقوبة الإعدام التى تطالبون بمنعها والتى من خلالها تغضون الطرف عن قوله تعالى (ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون) وهى الآية التى ترسخ مبدأ القصاص لدينا نحن المسلمين، وهنا نطرح عليكم وعلى غيركم سؤالًا رغم أننى على يقين بأن أجابته ليست لديكم: لماذا تتغاضون عن عقوبة الإعدام بالكرسى الكهربائى أو الحقنة المميتة التى تتم فى بعض بلاد الغرب الكبرى التى أعتقد أنها أكثر وحشية من الإعدام فى بلادنا، نصل إلى الحرية الجنسية والإنجاب التى تطالبونا بها، مثلما يحدث عندكم فى الغرب، وهنا نرد عليكم بأن مجتمعاتنا العربية ترى أنها غير أخلاقية، ناهيك عن كونها محرمة وفقًا لديننا الإسلامى، وهذا ما يتوافق معه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، الذى اعتبر فى أحد المؤتمرات الدولية، أن «الشذوذ من الأمراض الإنسانية وليس من حقوق الإنسان»، منتقدًا رؤساء الكنائس فى أوروبا المؤيدين لزواج المثليين، وفى نفس الشأن أوضح البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: «الكتاب المقدس فقط هو المرجع للعلاقة بين الرجل والمرأة ولهذا فزواج المثليين مرفوض تمامًا من الإيمان المسيحى ومن المؤمنين ومن الله». هذه هى تعاليم أدياننا التى نؤمن بها ونحترم نصوصها وقواعدها التى تريدوننا أن نخرج عليها تحت مزاعم الحقوق والحرية التى نرفضها وترفضها جميع الأديان.

وأخيرًا وبعد أن اتضح دوركم المشبوه والذى فضحتم فيه أنفسكم من خلال الاستعانة بنجم كرة عالمى نقول لكم ولغيركم، كفى فاللعب على وتر حقوق الإنسان لتحقيق مكسب من هنا أو هناك لم يعد يناسبكم، وأكاذيبكم الزائفة لم ولن تكون قط صكًا من صكوك الغفران التى تجعلنا نأخذ بها، لأن سياسة الكيل بمكيالين التى تنتهجونها تفضح أفعالكم وبياناتكم أولا بأول، وسبيلنا فى هذا تعاليم أدياننا التى نؤمن بها وتعصمنا من الوقوف فى صفكم.